عمامة القمح
* طالعت قصةً تتعلق بنمرٍ كان يكره أحد القرود كرهاً شديداً، وقد تعود على أن يسأل القرد كلما قابله قائلاً: أين العمامة؟ وعندما ينكر القرد استيلاءه على عمامة النمر، ينهال عليه الأخير ضرباً بكل قسوة!
* تمادى النمر في احتقاره للقرد، فذهب الأخير إلى الأسد شاكياً، وقال: له: أنصفني يا ملك الغابة.. النمر يسألني كلما التقاني (أين العمامة)، وعندما أنكر أخذي لعمامته يضربني بعنف.
* طلب الأسد النمر، وقال له: القرد شكا من أنك تسأله كلما التقيته عن العمامة، وتضربه بقسوة مع أنه لم يسرق عمامتك، فقال النمر: الحقيقة أنه لم يأخذ مني عمامة ولا يحزنون، لكنني أكرهه، وأبحث عن سبب يمكِّنني من ضربه ليس إلا!
* قال الأسد للنمر: إذا كنت تريد أن تضرب القرد فعليك أن تجد سبباً مقنعاً يمكِّنك من ضربه من دون أن يلومك أحد. فسأله النمر: ماذا أفعل؟
* قال الأسد: اطلب منه أن يحضر لك كميةً من الموز، فإذا أحضر الأصفر قل له إنك طلبت الأخضر، واضربه، وإذا أحضر الأخضر قل له إنك طلبت الأصفر واضربه أيضاً.
* تلصص القرد، واستمع لحديث الأسد والنمر جيداً، وعندما قابله النمر وطلب منه أن يحضر له الموز سأله القرد: هل تريد الأصفر أم الأخضر؟ فالتفت إليه النمر بغيظٍ شديد وقال له: أين العمامة؟ وطااااااخ!
* قبل يومين تم فتح مظاريف عطاءات استيراد القمح والدقيق التي طلبها المخزون الإستراتيجي عن طريق البنك الزراعي، وكانت النتيجة مفاجئة للجميع.
* بخصوص عطاء استيراد (500) ألف طن من القمح تقدمت شركات سين للتنمية المحدودة، وسلفينيا التجارية (المملوكة لسعود البرير)، وسيجاف للتجارة العامة (المملوكة لمجموعة الراجحي)، وبلغ أقل عرض لطن القمح (269) دولاراً (للكاش)، و(304) دولارات (للآجل)، وتقدمت به شركة سين، بينما بلغ عرض شركة سيلفنيا (274) دولاراً (للكاش)، و(327) دولاراً للآجل، وانحصر عرض شركة سيجاف على الآجل فقط، لأنها دخلت في الأصل كممول، وبلغ سعرها للطن (308) دولارات.
* نتساءل: أين ذهب سعر المائة وتسعين دولاراً الذي زعم البعض أنه بات يمثل سقفاً لطن القمح في الأسواق العالمية؟
* هل أكلته القطة كما يقول أشقاؤنا المصريون؟
* بلغ الفارق بين السعر المذكور، وأقل عرض قدمته إحدى الشركات الثلاث للآجل (137) دولاراً!
* المفاجأة الكبيرة حدثت في عطاء الدقيق، الذي دخلته شركة (سيقا) بثقلها، وعرضت توريد (200) ألف طن بسعر (350) دولاراً للكاش، و(370) دولاراً للآجل.
* فارق سعر طن الدقيق بين عرض (سيقا) وأقل عرض لمنافسيها بلغ (70) دولاراً للكاش، و(76) دولاراً للآجل!
* ترى هل ستحصل (سيقا) على العطاء لأنها قدمت العرض الأقل والأفضل، أم يسألها صاحب العطاء (أين العمامة)؟