نمسكها من الكبري!!
كمواطنة في المقام الأول قبل أن أكون إعلامية أقول لمعتمد بحري الجديد، إن مواطن هذه المحلية ظل مظلوماً “ظلم الحسن والحسين”، ومعظم قضاياه العاجلة والمهمة (تتفرزن)، أي توضع في (فريزرات تجميد) اتخاذ القرار والمعالجات السريعة، ويفتر فيها الحماس وتتحول من مهمة إلى عادية ومن ضرورية إلى هامشية ومن عاجلة إلى آجلة لا ترى نور الحلول ولا ضوء النتائج.
وخلوني أقول لمعتمد بحري الجديد “كدي النمسكها معاك” من الكبري ونلفت نظرك إلى موقع بحري الإستراتيجي، وهي المدينة التي تطل على النيل جنوباً وغرباً ليمنحها ذلك تميزاً في الموقع سماحة وجمالاً في المكان، ولعل المعتمد الجديد مطالب بأن يزيل اللبس والغموض الذي يكتنف المساحة التي كان يحتلها سابقاً كازينو النيل الأزرق الذي (أُزيل) بليل وتحول إلى أطلال بعد أن كان متنفساً سياحياً لأهل المدينة ليحتل جزء منه مبنى أكثر غموضاً شيد تحت مسمى (بنك) ليس فيه موظفين ولا عمال ولا عملاء ولا حراك ولا حتى موقعه وموقفه (يشي) بأن ثمة حراك اقتصادي سيشهده البنك الغريب المشيد في مكان أكثر غرائبية.
الأمر الآخر والذي هو من الملفات التي تنتظر المعتمد الجديد (موقف شندي)، هذه الإمبراطورية التي لم يفلح أي من المعتمدين السابقين في نقله من محله رغم غرائبية وجوده في مكانه الحالي وما يسببه من أزمات مرورية للراكبين والراجلين، ورغماً عن أن بنية المكان لا تصلح لأن يكون محطة سفر وهو بلا إنارة بلا خدمات بلا مرافق، فهل يستطيع المعتمد الجديد أن يحرك شعرة تحت عمامة المستفيدين من وجود الموقف في هذا المكان، أم إنه سيعمل زي أسلافه (نائم) رغم أن قرار الترحيل يمكن أن يفعله بجرة قلم.
حاجة ثالثة ظلت المشهد الأبرز لمدينة بحري وهو تراكم النفايات بصورة (مقززة) ومن ذلك لم ينج حي ولم ينج شارع من تراكم الزبالة بصورة تفوق الوصف ليصبح هذا هو الملف الأكثر إثارة والأكثر تناولاً، ولكنه الأكثر إخفاقاً وسلبية وكل معتمد تحدثه عن نظافة بحري يفعل آلياته وناسه ويتجه بحراكه نحو حي (كافوري)، وكأن بحري جميعها قد اختزلت في الحي الأنيق ولا بواكي لبقية الأحياء.
ملف آخر لا يقل أهمية عن بقية الملفات نضعه على منضدة القادم الجديد هو ملف الطرق، وبحري الآن معظم إن لم يكن كل شوارعها في الأحياء الرئيسية والفرعية منها تحولت إلى شوارع ترابية غير مسفلتة تشكو لطوب الأرض الإهمال وعدم المراجعة وعدم الإنارة.
ملف آخر وليس أخير على المعتمد أن يرتكز عليه إن كان يريد أن يضع بصمة ويخلق حراكاً حتى لا يذهب كمن سبقوه والحال في حاله، على الرجل أن يفعّل المشاركة الشعبية ويخلق شراكات حقيقية في الأحياء، ويفعل الجهد الشعبي المتحمس ويدعمه بسند (لوجستي) من آليات ومعدات، وأنا واثقة أنه لو بدأ هذه الخطوة سيجد بحري كلها أمامه وليست خلفه بكل تأكيد.
في كل الأحوال الرجل لم (يتوهط) بعد في مكتبه ولم يقلب ملفات المحلية والتي أرجو أن يقلبها مع أصحاب الوجعة الحقيقيين من سكان بحري الحادبين عليها في انفتاح يطوف به على الأحياء ويستمع من الناس مباشرة، لأن آفة القضايا والمشاكل رواتها وكتاب تقاريرها الذين يرسمون الصور الزاهية ويلونونها بألوان قوس قزح والواقع أسود وسجم ورماد.
كلمة عزيزة
واحدة من مآسي التشكيل الوزاري للحكومات عندنا في السودان، أن الأحزاب المشاركة فيها تفرض على المناصب أسماء بوجهة نظرها وبقناعاتها رغم أن المنصب هو منصب عام يهم ويخص المواطن وليس موقعاً حزبياً هو شأن داخلي لهذه الأحزاب نقول (مالنا وماله)، بهذا الفهم تألمت جداً أن يغادر الوزارة رجل بقامة ووطنية ونزاهة الدكتور “يحيى مكوار” وزير الموارد البشرية السابق، لكنها للأسف نظرة الأحزاب الضيقة التي تنظر فقط داخل حوشها وتغمض عيونها عن هم الوطن الفسيح.
كلمة أعز
السيد “الحسن الميرغني” وعد بحل مشكلة السودان في (180) صباح.. أها مشى منها كم يوم؟؟