يوسف عبد المنان

سودانيات في الخليج

ترجل شاب دون الأربعين من سيارته الفورد وإلى جواره زوجته التي يغطي جسدها الثوب الأسود ودخلا شركة خاصة باستقدام العمالة الأجنبية في الدولة البترولية الغنية.. أهلاً بيك تفضل يا شيخ.. أيش تطلب؟؟ أبغي سودانية مليحة خادمة في المنزل للنظافة وغسل الملابس وحضانة الطفل ونظافته.. يعرض صاحب المحل صوراً لسودانيات.. هذه خريجة الجامعة الفلانية.. وهذه من خريجات الجامعة العلانية.. يسأل الخليجي الثري أيش تعني؟.. وتأتي الإجابة (جامعة مليحة).. يختار الخليجي الثري فتاة سودانية بعد دفع مبالغ مالية للشركة التي جاءت بها.. يأخذها مثل النعجة التي تشترى من السوق إلى المنزل لتواجه مصيراً قاتماً.. من العمل الشاق المضني والإساءات اليومية لها ولأبيها وأمها ووطنها.. تنام وهي تحتضن مأساتها.. تغفو قليلاً قبل أن تضربها السيدة الخليجية بحذائها.. لتنهض مذعورة ترتجف خوفاً من أن تذهب للسجن إذا تخلى عنها المخدم، وطالب بالأموال التي دفعها للشركة التي جاءت بالخادمة السودانية.. وتتعدد قصص وحكايات عن الأهوال التي تكابدها السودانيات في بلدان الخليج في السنوات الأخيرة ، خصوصا من “دبي” ، في بلدان أخرى فى الخليج وسفارات السودان في الخارج لا تستطيع رفع صوتها ولا الاحتجاج على سوء المعاملة التي تجدها العمالة في تلك البلدان خوفاً من الرئاسة في الخرطوم، وقديماً كان شعار السودانيين (لن نذل ولن نهان ولن نطيع…) أما اليوم فقد كتبت علينا الذلة والمسكنة.. كيف لا ويوم بعد غدٍ (الخميس) يقف بعض السودانيين في مدينتي “الرياض” و”جدة” وقفة احتجاجية عند سفارة بلادهم لوقف إرسال الفتيات السودانيات للعمل كخدم في المنازل، بعد أن تعددت الشكاوى من تعرض الفتيات السودانيات للذل والإهانة في السنوات الأخيرة.. الفقر ليس عيباً والكسب باليد ليس منقصة واليد العليا خير من اليد السفلى.. ولكن السودان الذي عانى من الفقر والجوع لسنوات طويلة ظل محافظاً على تقاليد موروثة.. وفي السنوات العجاف منتصف ثمانينيات القرن الماضي ضرب الجفاف بلادنا وجف الضرع ويبس الزرع، ولكن لم نشهد هجرة النساء إلى بلدان الخليج ولم تمتهن حتى ذلك الوقت نساؤنا العمل (خدماً) في المنازل.. ومع انتشار الجامعات وخروج الآلاف من الفتيات إلى الشارع بحثاً عن عمل شريف يسد الرمق ويستر الحال.. ومع تفشي العنوسة وسط الفتيات يتوجهن إلى دول الخليج هروباً من واقع البلاد المرير.. وانسداد حتى بارقة الأمل في إصلاح الأوضاع الراهنة، وتبدى اليأس والقنوط والحيرة وسط الشباب من الجنسين. في ظل هذا الواقع أصبح السودانيون والسودانيات مثل أي دولة مضطربة داخلياً.. مَن كان يصدق أن السوريات حفيدات “خالد بن الوليد” يسألن المارة في شوارع “عبيد ختم” والمطار ما تجود به النفس لإطعام الأطفال الهاربين من جحيم ما يحدث في “دمشق الفيحاء”.. ومن كان يصدق أن سودانية يتم ضربها بالسياط والأحذية.. وتفرض عليها غرامة من قبل الكفيل وتذهب إلى السجن حبيسة ودموعها تبلل ثيابها الرثة، ويعجز السودانيون عن دفع الغرامة الكبيرة التي فرضها عليها الثري الخليجي!!
ما يعيشه السودانيون اليوم هو ثمرة مُرة لتدهور الأوضاع الاقتصادية وفشل الساسة في الإنفاق على إدارة وطن (البي اسمو كتبنا ورطنا)، ولا يزال القادم أسوأ إن لم ينقذ قادتنا بلادهم من المصير الذي تنقاد إليه بسبب المماحكات الشخصية والخلافات التي أقعدت بالسودان والحرب التي تنهش في جسده حتى كادت أن تصرعه وتهوي به إلى الأرض.

‫9 تعليقات

  1. تسلم أستاذ يوسف.. و الله الأمر أسوأ من ذلك و غصه فى الحلق تمنعنا أن نقول شئ بعد الذى سردته , لعل ولاة الأمر أو زوار الليل الذين يحكموننا يرف لهم جفن , ابتداءاً من الرئيس..الخارجية..الداخلية..وزارة العمل.. و سفراء الغفله بالخارج..آخر ما تبقى لنا فى وطننا شرفنا و هو من شرف أخواتنا و أمهاتنا و زوجاتنا و بناتنا , اللائى يتعرضن لما لا يوصف..أستروا عرضكم و شرفكم إن كنتم فعلاً تعرفون هذه القيم..!

  2. مانعيشه هو أيضا لتدهور (الصحافة) ضمير الشعب .. أين الصحفي المحقق والباحث عن الحقيقة. لماذا يغيب كبار الصحفيون أصحاب الاعمدة عن وعن وكل الكلمات .. وتدهور الأوضاع الاقتصادية بسببه لم تغلق السفارات وبالخليج أكبر السفارات وسفيرين في سفارة واحدة غير السيد القنصل وملاحقيات جماعة. أين الصحافة التي تسأل عن مهمة هذه الوفود النائمة بالخارج ووفود جهاز رعاية المغتربين الحايمة واليوم الجهاز جهز ما يسمى آلية حماية السودانيين بالخارج ومنذ سنوات وعشرات المؤتمرات والحديث عن هذه الآلية ولجان تفرعت منها لجان وصحافة تكتب كشف امين المغتربين عن آلية الحماية وقال وقال .. أين الصحفي المختص الذي يسأل امين المغتربين عن معنى السفارة والقنصلية إذا كان الجهاز يقوم بكل هذه المهمات . ما معنى الرعاية القنصلية ياجماعة الخبر والحبر ما معنى أن يخاطب سفير وهو ممثل لفخامة رئيس الجمهورية يخاطب الجهات المختصة بالسودان عن طريق (جهاز المغتربين) قال رفعنا مذكرة لوزارة المالية عن طريق جهاز المغتربين قبل شهرين وفي مقابلة سعادته بسعادة امين الجهاز وعد أمين الجهاز بمتابعة الموضوع مع وزارة المالية!!! المذكرة خاصة بتخفيض رسوم االجواز الالكتروني للسودانيين بسوريا الذين يرغبون في السفر للوطن. بالله عليك سعادة سفير ماعارف أنه الاتفاقيات والمواثيق الدولية تبيح له إصدار (ورقة) وعليها صورة المواطن بإسم وثيقة سفر إضطراية لمواطن راكب الصعب .

  3. ونرجو من الاخ يوسف أن يسأل عن أكثر من 300 صحفي سوداني بالخليج وكثير منهم يكتب ويراسل بعض الصحف السودانية .. يرسل صور السفير وصور (السفرة) وأقام سعادته حفل عشاء وصلينا مع سعادته العشاء .. للانقاذ برنامج ينقصه فقط الإعلام لاشعال الهمة للبناء وإطفاء دخان حروب وهمية وحصار من وهم .. والوهم الكبير في الحضور الصحفي الكبير في المناسبة المصورة والمنقولة عبر الفضائيات الوهم الكبير عندما لايعلم الملحق الاعلامي (مايك) التلفزيون القومي بايت وين ومع أي زول

  4. والموضوع لايحتاج لوقفة (احتاجية) مع احترام قوانين الدولة المضيفة. فقط عودة الروح التي سلبها جهاز المغتربين للسفارات والقنصليات ويقال أن ادارة النقصليات هي روح وزارة الخارجية فكيف تنازلت الخارجية عن روحها؟ فقط تطبيق الرعاية والحماية التي تكفلها المعاهدات والمواثيق الدولية . ولانطمع ونسأل عن اتفاقيات ثنائية لتنظيم الاغتراب وكنا نطالب بتأهيل المواطن قبل الاغتراب والان نطالب بتأهيل السفارات والقنصليات وأشارت لجنة تقصي الحقائق في قنصلية جده إلى أن بعض الموظفين غير مؤهلين وضيق الصالة يؤدى إلى زهج الموظفين وقيدت القضية ضد صالة مأهولة بالمراجعين . ولم تسأل اللجنة عن المسئول عن إيجار مبنى يصلح لقنصلية وأي قنصلية قنصلية بالمنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية – دام عزها – قنصلية يراجعها الاف المواطنين في اليوم بـ تقيلتهم ويرجعون بخف واحد لحنان الطفلة التي فقدت أحد خفيها هناك. فنأمل من الاخوة مراعاة واحترام قوانين البلد المضياف . ونسأل الله اللطف والعفو والعافية واعفاء عمم كبيرة لوجه واحد منذ عشرات السنين وهي تدير جهاز المغتربين وحتى بعد تكليف المجاهد سوار عملت على الجهجهة ونجحت وحبل (الكنب) طويل ، ادارة اعلام وعشرات السنين تشجع المغترب على دخول الكنب المستعمل عند العودة النهائية ومنذ السبعينات لم تغير الطبع ولا الطبعة وعند زيارة ميناء سواكن تفاجأ وفد الجهاز بجبال من الكرور

  5. دولة لامارات تمنع وجود خادمات من االدول العربية عموما ولا تمنح تاشيرات خادمة لاى جنسية عربية ولا تحت اى مسمى

    لماذا تسمح الحكومة بخروج نساء تحت هذا المسمى ونلوم غيرنا على تصرفاته و طريقة معاملته الفظة
    بعرفوا انا نحن نمسك بنا تنا واخواتنا من هذا الشر

  6. اين الرجوله وين الاباء والاخوان كيف يسمحوا بهذه المذله عشان الريالات

  7. الوضع الذى تعيشه البلاد والظروف التى تمر بها الاسر تجعل من الصعب ان نستغرب مثل هذه التصرفات من بعض نسائنا او بناتنا واشكر للاخ الكاتب طرق هذا الباب ولكن …..؟ماذا نقدم لهم اذا منعناهم من السفر او العمل خارج البلاد؟
    اقترح ان نتبنى حمله تشغيل العاملات من بنات جنسى وبنفس المبلغ الذى ندفعه للعاملات من الاثيوبيات او الارتريات واللاتى لايستقمن فى العمل لفتره تزيد عن الثلاث اشهر لما نعلمه من سمسره وعدم امانه وامراض واغراءات بعض اصحاب النفوس الضعيفه والخلاصه عدم استقرار العامله الاثيوبيه فى العمل مع الاسره الواحده .
    اعتقد العمل للحوجه ليس عيبا وارجو ان ننتبه لاهمية ان يعيش اطفالنا فى بيئه تشبه البيئه التى تربينا عليها ونحمد الله ونحمد لامهاتنا وحبوباتنا انه لم يكن فى ذلك التاريخ مايسمى شغاله او خادمه اوغير ذلك.
    عليه اتمنى ان نستريح من هؤلاء السماسره وان تجد الام العامله من تطمئن لها على رعاية ابنائها واتمنى ان تتكاتف الاسر فيما بينها وان يكون المسمى مربيه وليست شغاله او خادمه اوغيرها من المسميات التى تنفر الاسر من اقبال بناتها الى مثل هذه الاعمال.
    عليه ارجو ان اجد ومن داخل اسرتى من تساعد زوجتى الطبيبه فى ترتيب بعض الاعمال داخل المنزل او على الاقل من الجيران ولها علينا حق الاحترام والعلاج والتوصيل لزويها معززه مكرمه وراتب مجزى وغيرها من المساعدات التى لم نبخل بها على غيرها ممن اتعبونا خلال عشره سنوات مرت وتعاقبت علي اسرتى فى هذه الفتره اكثر من خمسه وعشرين عامله ولا اعرف سببا لمغادرتهم واين هم الان وما اذاكانت احداهن مريضه باى مرض كان.
    د.كمال.
    زوجتى طبيبه.
    اكرمنى الله بخمس بطون.
    ثلاثه اطفال يحتاجون للرعايه عند حضورهم من المدرسه والروضه لحين وصول والدتهم من العمل.
    اسكن فى شقه صغيره فى امدرمان.
    لامانع من ان اتفاوض مع المربيه بحضور زويها وفى منزلهم واتعهد بان اكرمها وان تجد منا تعامل الاخوه لاختهم الصغيره وانها لن تسمع مايجرح مشاعرها من اى من افراد الاسره ولها علينا حق الرعايه الطبيه واللبس والمعيشه والتوصيل من والى منزلها كيفما اتفق.
    اتمنى ان يكون هذا الطرح الذى قدمه الاخ الكاتب نقطة تحول تعيننا على قضاء حوائجنا وتقى هذه الاسر شر الفاقه والحوجه وسؤال الناس وخروج البنات السودانيات الى بيئه لاتشبهنا واخلاق وممارسات تقشعر لها الابدان يجدونها ويصعب الخروج منها الا بشق الانفس.

  8. إذا إتضح لك الأمر فلماذا تخطو نحوه ومن أجبرك ….. تريد أن تجعل هؤلاء الذين لا تعجبك تصرفاتهم أو عاداتهم كما تهوى نفسك …. هيهات …. هيهات
    وماذا فعلنا نحن في السودان مع الخادمات الأثيوبيات اللائي تم إستجلابهن للسودان نتيجة عصابات الإتجار بالبشر
    لماذا الصراخ والعويل وأن الأمر ليس غزوا سعوديا وإنما هو قوة عين زائفة

  9. الشغل ليس عيبا وكون السعوديين يعاملون الخادمات معاملة سيئة لا يطعن في الشغل والخليجيين معاملتهم سيئة لكل الاجانب والاجنبيات العاملين عندهم مهما كانت مهنهم الا القليل جدا منهم
    ثم ان في سودانيات يعملن خدم منازل داخل السودان وهن مسؤولات عن اسر ويعملن بكل احترام ولا عيب في العمل بشرف مهما كان نوعه
    السودانيين تغيرت اخلاقهم في السنوات الاخيرة فاصبحت الاسر تعتمد علي البنات في الصرف علي المنزل واصبحت الاسرة لا تمانع في سفر البنت للخارج وكثير من المعلمات والطبيبات والممرضات سافرن لدول الخليج واصبحن معيلات لاسرهن وفي الماضي ما كانت الاسرة تقبل بذلك و خليكم من الشغل المحترم اصبح الاب لايمانع من ان تضبح ابنته مغنية في سبيل تحسين الدخل وما كان السوداني يرضي ان يكون من اسرته مغني رجل ناهيك عن بنته واخته و زوجته