حسن رزق” نائب رئيس حركة (الإصلاح الآن):هؤلاء السبعة لا يمثلون المعارضة ولبعضهم مصالح وأهداف خفية!!
بعدما أعلنت على لسان رئيسها أنها ليست جزءاً من الحوار الجاري مؤكدة تجميد مشاركتها في الحوار الوطني، فاجأت حركة (الإصلاح الآن) الأوساط السياسية بإبلاغها الوسيط الأفريقي “ثامبو أمبيكي” إبان زيارته الأخيرة للبلاد بأنها لم تنسحب من الحوار ولم تجمد مشاركتها.. ما نثر علامات الاستفهام في الأجواء وزاد من ضبابية موقف الحركة من الحوار.. ولكن الحركة المنشقة حديثاً من المؤتمر الوطني، والتي انخرطت في الحوار مع بداية انطلاق صافرته، ثم خرجت منه، واختارت الوقوف في المنطقة الوسطى بين بوابتي الدخول والخروج.. لا ترى أي ارتباك أو غموض في موقفها ولا ترى في دخولها ثم خروجها ما يضعف حجتها.. فرئيسها الدكتور “غازي صلاح الدين” قال ذات مرة مبرراً خطوة الخروج بعد الدخول: (بالعكس أنا فخور بأني أقمت البينة والحجة على المؤتمر الوطني، وشاركت مشاركة فعالة وذهبت إلى “أديس”، ووقعت اتفاقاً لوضع أسس الحوار، هذا كله عملناه صادقين لأننا كنا نظن أن هناك دعوة حقيقية للحوار.. الآن ثبت من خلال التجربة أنه لم تكن هناك دعوة حقيقية للحوار.. فهل نجرّم على حسن النية؟!).. فما هو الموقف الحقيقي والنهائي للإصلاح الآن من الحوار؟ وهل حقيقة أبلغت الحركة الوسيط الأفريقي أنها لم تنسحب من الحوار؟ وكيف تقيم الحركة زيارة “أمبيكي “الأخيرة وكيف ترى نتائجها؟!.. حول هذه النقاط ونقاط أخرى دار هذا الحوار:
(الإصلاح الآن) لم تنسحب من الحوار ولم نجمد مشاركتنا.. وهذا هو ما قلته لـ”أمبيكي” عندما إلتقيته!
* إذا تنصل الوطني من خارطة الطريق التي وقع عليها.. كيف سنضمن التزامه بمخرجات الحوار إذا انعقد الحوار؟!
* هؤلاء السبعة لا يمثلون المعارضة ولبعضهم مصالح وأهداف خفية!!
* الحكومة وضعت نفسها في مواجهة مع الإتحاد الأفريقي.. وتقرير “أمبيكي” لن يكون في صالح السودان!
{ أستاذ “حسن رزق” كيف قيّمت زيارة الوسيط الأفريقي “أمبيكي” الأخيرة.. وكيف ترى نتائجها؟
– هو طبعاً جاء بدعوة من الحكومة ولم يجد الاحترام الذي كان يجده في المرات السابقة، وهذا واضح من كلامه ومن طريقة المعاملة التي وجدها، ومعه الرئيس السابق لنيجيريا وكذلك أعضاء آلية الإتحاد الأفريقي.. والسيد الرئيس قال لهم كلاماً أثار استغرابنا نحن أنفسنا.. قال لهم ليس هناك حواراً تحضيرياً خارج السودان.. وعدم وجود حوار تحضيري خارج السودان يعني أن الحركات المسلحة والمعارضة الموجودة بالخارج لن تشارك في الحوار لأنها لا تستطيع أن تأتي إلى السودان، وهؤلاء الذين بالخارج لم يشاركوا في خارطة الطريق ولذلك هم غير ملزمين بها. الملزم لهم هو اتفاقية (أديس أبابا) لأنهم وقعوا عليها.. ومن حقهم أن يطلعوا على خارطة الطريق وأن يعلقوا عليها أو يعدلوا فيها بالإضافة أو الحذف. هذا شيء والشيء الآخر أن هذه الحركات والمعارضة الموجودة بالخارج لن تستطيع أن تشارك في أي حوار داخلي ما لم تتوفر لهم الضمانات اللازمة، فبعضهم صادرة أحكام ضدهم بالإعدام، فلا يمكن أن يحضر إلى السودان ما لم تتوفر له الضمانات التي تؤكد عدم تعرضه لأية مشاكل.
{ الحكومة تعهدت لهم بهذه الضمانات.. ألا يكفي هذا في تقديرك؟
– الحكومة تقول إنها تعهدت وإن السيد الرئيس تعهد.. وهذا نحن لم نسمعه من الرئيس وإنما ورد على لسان أحد أعضاء لجنة الـ(7) المزورة – التي تدعي أنها ممثلة للمعارضة.. وحتى لو ورد هذا الكلام من رئاسة الجمهورية (فالكلام الشفهي ما بنفع).. لأن الذين خرجوا قبل ذلك وذهبوا وقعوا نداء السودان عندما عادوا تم اعتقالهم لمجرد أنهم وقعوا على نداء السودان، ناهيك عن من يحمل السلاح ويعارض الحكم في الخارج.. فهم لا يمكن أن يدخلوا دون توفر الضمانات التي تجعلهم يطمئنون إلى أنهم لن يتعرضوا لمشاكل.. فهذه واحدة من الأشياء التي قالها الرئيس لـ”أمبيكي”، ونحن نرى أن الحوار التحضيري لابد أن يسبق الحوار العام، ولابد أن يكون خارج السودان حتى نضمن مشاركة الجميع لأن من مطالبنا أن يكون الحوار شاملاً وأن لا يستثني أحداً.
{ هل التقيتم “أمبيكي”؟
– نعم إلتقيناه وكلمناه.
{ جاء في الأخبار أنك قلت لـ”أمبيكي” إن حركة (الإصلاح الآن) لم تنسحب من الحوار؟
– لأن الحكومة تقول إن ا(لإصلاح الآن) انسحبت من الحوار.. هذا ما تقوله الحكومة ونحن لم ننسحب. كذلك نحن لم نجمد الحوار وإنما علقنا المشاركة في الحوار إلى أن تلتزم الحكومة بما وقعت عليه في وثيقتي خارطة الطريق و(اتفاق أديس أبابا)، فإذا التزمت الحكومة بما تم الاتفاق عليه من مطلوبات تهيئة المناخ وبناء الثقة سننخرط في الحوار.. ولكن الحكومة تتكلم في كل شيء وتكتب كل شيء وتوقع على كل شيء ولا تنفذ شيئاً مما توقع عليه.
{ موقفكم بدا ضبابياً وغير واضح بعد قولكم لـ”أمبيكي” إنكم لم تنسحبوا من الحوار وبدوتم وكأنكم مترددون (رجل جوة ورجل برة)؟
– أصلاً لم يتغير موقفنا.. نحن وضعنا 14 بنداً و(كلامنا هو نفس الكلام).. عندما رفضنا أن نلتقي بالرئيس فعلنا ذلك لأنهم تدخلوا في اختيار ممثلي المعارضة، وقلنا هناك مطلوبات خاصة بتهيئة المناخ لابد أن تتوفر قبل الحوار وذكرناها، هم يسمونها شروطاً ونحن قلنا هذه واجبات، نحن وقعنا عليها واتفقنا عليها ويفترض على الحكومة أن تنفذها قبل الحوار وهي حقوق وليست شروطاً. فليس هناك تناقض في موقفنا، إذا الحكومة التزمت بما اتفقنا عليه سننخرط في الحوار وإذا لم تلتزم بما اتفقنا عليه سنظل معلقين الحوار لأننا لسنا ضد الحوار كفكرة، ولكننا ضد المناورات التي يقوم بها المؤتمر الوطني وضد استخدام الحوار للوصول لمحطة الانتخابات ثم تفطيس الحوار ونسفه والتخلص منه بحجة أن هناك أطرافاً رفضت الحوار.
{ ما الفرق بين رفضكم الحوار والانسحاب منه وتجميد مشاركتكم أو تعليقها.. هل ترون أن هناك فرقاً كبيراً بين هذه المواقف؟
– التعليق معناه أن هناك مشكلة وإذا زالت هذه المشكلة سنلتحق بالحوار.. التجميد يعني أننا انتهينا من موضوع الحوار والانسحاب يعني (already) خلاص خرجت من الحوار وما عندنا بيهو شغلة).. لكن التعليق يعني أننا علقنا دخولنا في الحوار بحدوث شيء.. إذا أنت فعلت كذا فأنا سأفعل كذا.. إذا التزمت أنت بهذه الأشياء فأنا سأدخل الحوار.. لأنني اتفقت معك على أشياء وأنت التزمت بأنك ستفعلها قبل الحوار.. وهذه الأشياء هي إطلاق الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الحوار التحضيري، توفير الضمانات بالنسبة للذين بالخارج و… فإذا التزمت الحكومة بهذه الأشياء نحن سنمضي معها في الحوار وإذا لم تنفذها سنظل معلقين الحوار حتى تلتزم بها.
{ الوطني أعلن أن هناك بنوداً في خارطة الطريق تتعارض مع القانون.. يبدو أن خارطة الطريق نفسها ستصبح مثار جدل ومغالطات بين أطراف الحوار؟
– من الأشياء التي قالها الرئيس لـ”أمبيكي” أن خارطة الطريق فيها بنوداً تتعارض مع القانون الداخلي، وأن أي بند يتعارض مع القانون الداخلي الحكومة غير ملزمة به، وهذا يعني أن الحكومة لن تلتزم بأي اتفاق، وأن أي اتفاقية يمكن أن نتوصل لها مع الحكومة بالإمكان أن تتنصل الحكومة منها .. الحكومة وقعت على خارطة الطريق وسلمت عبر سفيرها في “أمريكا” وثيقة الخارطة لمجلس الأمن الدولي. والإتحاد الأفريقي أقرها وبنى عليها القرار (456)، فبالتالي هذه الحكومة ملزمة بخارطة الطريق ولا تستطيع التنصل منها، فإذا رفضت الالتزام بها كيف نضمن أنها ستلتزم بمخرجات الحوار إذا انعقد الحوار؟.. وبعد برهة من الصمت قال الأستاذ “حسن رزق”: الأمر الآخر أن الحكومة جاءت بـ(7) غير حقيقيين. هؤلاء السبعة الذين جاءت بهم المعارضة لآلية الحوار من الذي انتخبهم؟. السبعة الذين سبق انتخبتهم أحزاب المعارضة مجتمعة قدمتهم بخطاب رسمي إلى رئاسة الجمهورية باعتبارهم ممثلين للمعارضة والآن خرجت مجموعة لوحدها اختارت (7) أشخاص وأعتمدهم المؤتمر الوطني.. فلماذا تتدخل الحكومة باختيار ممثلي المعارضة؟.. نحن لن نقبل أبداً أن تختار لنا الحكومة الذين يمثلوننا، هذا يدل على أنها تريد أن تتنصل من الحوار لأنها أولاً تخلصت من “الصادق المهدي” ثم تخلصت الآن من الأعضاء الذين لا يقرونها والذين يقارعونها الحجة بالحجة. وجاءت بأعضاء يوافقونها في كل ما تطرحه وبالتالي هم لا يمثلون المعارضة بل يمثلون أنفسهم وبعضهم متماهٍ مع الحكومة ومتماشي معها وبعضهم لهم مصالح مع الحكومة أو أغراض وأهداف خفية لا يعلمها أحد.
{ قابلتم “أمبيكي” بطلب منه أم منكم؟
– بطلب منا.
{ هناك حديث يدور حول عدم جدية “أمبيكي” أو عدم قدرته على حل مشكلة البلاد.. هل لمستم شيئاً من عدم الجدية أو عدم المقدرة خلال لقائكم معه؟
– (يعني رئيسين لأكبر دولتين لأفريقيا هل سيستعصى عليهما حل مشكلة السودان؟)، “أمبيكي” واحد من الذين ساهموا في حل مشكلة جنوب أفريقيا العنصرية، فإذا وجد تعاونا من الحكومة والمعارضة يستطيع أن يحل المشكلة. القضية بالنسبة له واضحة جدا لكن التعنت هو الذي يمنع “أمبيكي” من الوصول لحل. يعني مثلاً عندما تقول له الحكومة إن الاجتماع التحضيري لابد أن يكون داخل السودان وهو يعلم بأنه لا يمكن أن يكون داخل السودان.
{ ما رأيه في هذا الحديث؟ هل تحدث معكم في هذا أو أبدى رأيه؟
– هو حتى الآن لم يصرح.. لكن “أمبيكي” يعلم بأنه غير مفوض من الحكومة، الحكومة لم تقم باختياره ولم تعينه أو تفوضه هو مفوض من الإتحاد الأفريقي ومن مجلس السلم الأفريقي ومعتمد من مجلس الأمن الدولي ومعترف به من الإتحاد الأوروبي وبالتالي هو لا تهمه الحكومة عندما تقول له كذا وكذا والحكومة لا تستطيع أن تفرض عليه شيئاً.. والآن الحكومة وضعت نفسها في مواجهة مع الإتحاد الأفريقي. الإتحاد الأفريقي أصدر القرار 456 بخصوص الحوار في السودان وهو تقريباً خارطة الطريق وبالتالي عندما يرفض السودان أن ينفذ هذا القرار سيضع نفسه في مواجهة الإتحاد الأفريقي. “أمبيكي” سيكتب تقريراً وأنا لا أتصور أن التقرير سيكون لمصلحة السودان بعدما رفض السودان المسار الذي رسم للحوار ووافقت عليه الحكومة من قبل. فالحكومة سبق وأن وافقت على أن يكون الحوار التحضيري بـ”أديس أبابا” والمؤتمر الوطني وافق. ثم رفضوا الذهاب وتعللوا بأنهم لن يذهبوا لـ”أديس” لأن توقيت الحوار تزامن مع الانتخابات وهم مشغولون بالانتخابات.. وتعللوا كذلك بأن الحوار التحضيري دعيت له أطراف لا يجب أن تدعى، وينبغي أن تدعى له الـ(السبعة الحكومية).. ولكن الآن فجأة غيروا رأيهم وقالوا لن نذهب لحوار خارج السودان.
المجهر السياسي