منوعات

من طقوس الزواج التباهي في الشيلة أو سد المال

الفرح المتأصل في الإنسان يجعله يسعى ليحتفل به بشكل مختلف، ويجاهد كي يميز به أياماً تكون خالدة، ربما من باب الاحتفاظ بالذكرى لأن تذكر أوقات الفرح يسعد النفس ويفتح الباب لفرح قد يفتقده الإنسان في تلك اللحظات.
وأكبر الأفراح في حياة الإنسان ككل هو الزواج، والذي هو في حياة السودانيين فرحة عارمة كباقي البشر، يبتهجون به، ويعيشون تفاصيله وفق طقوس خاصة واحتفالية من نوع خاص، وتقاليد مليئة بالكثير من التمييز والاختلاف وربما الاعتقاد والخرافة، لكنها في النهاية تجعل من المناسبة حالة من الفرح العارم.
وتعتبر العادات السودانية الأصيلة والمتعارف عليها منذ القدم في الزواج هي الشيلة أو سد المال يحدد ما بين 6 أو 12 أو 24، ويتم تحديده من قبل أهل العريس في موعد يخبر فيه أهل العروس باحضار المبلغ معه بقية المواد التموينية والأزياء، ويتكون من شنطة الملابس (الثياب والأحذية والحقيبة والذهب والنقود) للعروس والعطور “الناشفة” مثل (الضفرة والمسك) والعطور السائلة مثل الفليردمور وعطر الصاروخ والصندلية والمحلبية، بالإضافة للمواد التموينية اللازمة لصنع الوليمة ومنها السكر والزيت والدقيق وغيرها من المواد. وفي ليلة سد المال تتم التجهيزات في منزل العروس، حيث تتم دعوة الأهل والأقارب والجيران ويحضر من أهل العريس النساء لجلب الشيلة وهن يرددن الأغاني في التباهي بالعريس وحسبه ونسبه، وتتحدث عن كريم أصله.
تحدث لنا مهند أحمد قائلاً: (الشيلة بالسيارات الكبيرة “الدفارات” وسد المال بالعملات الاجنبية هذه عادات دخيلة على مجتمعنا ونحن كشباب ندعو إلى تبسيط الزواج وعدم المبالغة في المهور ومستلزمات الزواج كالشيلة لأنها تمنع الكثير من الشباب من الزواج، وأنا سأتزوج بطريقة مبسطة ومهر معقول يتناسب مع وضعي دون الالتفات إلى ما يفعله الآخرون).
أما هبة علي فتقول: (الشيلة عبارة عن شكليات وليس من الضروريات، أنا وزوجي كانت (شيلتنا) مبسطة جداً، فكلما كان المهر قليلاً كان العرس مباركاً، فالمجتمع أصبح صعباً جداً في طقوس الزواج، لذلك نجد كثيراً من الشباب عازفاً عن الزواج، وعمت ظاهرة سد المال بالعملة الصعبة والشيلة بالسيارات الكبيرة والتفنن في تقديم هذا، كله تباه لذلك كثير من الشباب عازف عن الزواج).
سلمى يوسف تقول: (كلما خرجت الشيلة عن المعروف فإنها للتباهي فقط، فاذا وفر العريس المال الى ما بعد الزواج للاستفادة منه، فهو أفضل والشيلة ليست للتباهي انما هي تعتبر من العريس للعروس، فالشيلة كلها واحدة اذا كانت بالدولار أو الجنيه السوداني، وكلما كانت بسيطة كانت اجمل والفرح ليس له علاقة بالمال وانما هي في القلب وكلما كانت مبسطة بدون بهرجة كلما استطاع الشباب الزواج).

صيحفة التغيير