مشاهدة أفلام الرعب.. كوابيس ليلية وأمراض نفسية.. ضغوطات نهارية
عندما ينتصف الليل ينطلق صراخ في بعض الأحيان يشق المكان، ويفزع كل أفراد الأسرة ويمنح مؤشرات خطيرة تنبع من بعض التصرفات داخل المنازل من بينها متابعة أفلام الرعب والمصارعة الحرة وغيرها، الأمر الذي ينعكس في تصرفات الأبناء، خاصة في فترات قبل الصباح وعند منتصف الليل.
محمد في سن مراهقة ينتابه دائما إحساس الرعب بعد مشاهدة أحد الأفلام على القنوات الأجنبية، لكنه لا يتوب منها، فيكررها دوما حتى أصبح يعاني من الأمراض النفسية، حيث يصنف في علم النفس أن تكرار الكوابيس ليلا ناتج عن ضغط نفسي كبير لا بد من اكتشافه ومعالجته.
ضغوطات نهارية
آمنه ربة منزل، تقول في استطلاع لـ (اليوم التالي): ابني في الخامسة عشرة دائما ما يصرخ ليلا نتيجة كابوس، فيرى أن شخص يخنقه وآخر يحاول ضربة من الخلف، يصرخ بعبارات نجدة حتى يستيقظ مفزوعا، وأحيانا يتمشى ليلا في ردهات المنزل باحثا عن أشياء غير موجودة أصلا، وينكر كل ذلك في الصباح، عندما عرضناه على الطبيب النفسي أشار إلى أنه يعاني من ضغوط في النهار يترجمها العصب إلى كوابيس ليلا.
ضرورة الحماية
يقول أهل العلم من الأطباء النفسيين، وعلى لسان محمد نور – اختصاصي علم النفس – إن ما نراه ليلا ينعكس نتيجة لنظام عصبي، وإن هناك معنى لحدوث الكوابيس، وهناك عدة محاولات لتفسير حدوثها، وإن الأحلام تعبر عن ما يجول في اللاوعي، فمثلا السير عاريا في مكان عام نجد أنه حلم لا واقع له، وأنه محض خيال، كما أن الملاحقة هي أحد الكوابيس التي تراود الكثيرين في الأحلام، ولابد من السعي لضرورة حماية أنفسنا وصحتنا النفسية من المخاطر، ولكن الظروف الخارجية لها دخل في حدوث كوابيس، وبمشهد عام نجد أن السماح للأطفال بمشاهدة أفلام الرعب هو أحدى أسباب الكوابيس التي تراودهم وتثير الخوف لديهم في وقت أن متابعتها تثير المرح لديهم.
يجب تدوينها
ويقول محمد نور إن من تراوده الكوابيس كثيرا عليه تدوين تفاصيلها نقطة بنقطة، وقتها يسهل عليه تحديد نوعها بطريقة سهلة. وأضاف أن الكثير من الناس تنتابهم الكوابيس على أنها ليست حقيقة، ولكن يمكنك التحكم في مسارها، وبالتأكيد أن هناك علاقة للأحلام بالحياة التي نعيشها بمنظور مختلف وبطريقة التفكير فيها، ولكن من الخطأ تحميل الأحلام فوق طاقتها، وأن ما يحدث خلالها مسائل جدية، من يستطيع تحدي كوابيسه يصبح أكثر قوة في تحدي صعوبات الحياة.
اليوم التالي