(مايو).. حي خرطومي يتحدث سكانه (200) لهجة محلية
سكان حي (مايو) جنوب الخرطوم يتحدثون بـ«200» لهجة محلية، وتربط بينهم اللغة العربية في معاملاتهم وتخاطبهم مع بعضهم البعض.. وتستعين اللجنة الشعبية في دارها بحي مانديلا بمترجمين للهجات المحلية.
حي (مايو) الحالي، نشأ في أكتوبر عام «1970م»، ونما وتطور وأصبح ملاذاً للمهاجرين والطالبين للمأوى والعمل في الخرطوم من مختلف قبائل وعشائر السودان إلى أن صار بوتقة حقيقية صهرت القومية السودانية المشتتة في مختلف الأصقاع، التي كان بعضها معزولاً بفعل حواجز اللغة والمستنقعات والصحارى والجبال.
{ أحياء (مايو)
تحكي الروايات عن أن أول حي أُنشئ في (مايو) هو حي «قورو» الذي يقع في الجهة الغربية من المدينة وهو الآن جزء من حي النصر غرب. كما تشير الروايات إلى أن حي «تبن» المشهور الذي يقع بالقرب من مدارس منظمة الدعوة الإسلامية يقع في شرق المدينة.. وأحياء (مايو) القديمة كانت تأخذ مسميات قبلية (حي مساليت، حي العرب، حي النوبة…. الخ).
وأنشئ حي الوحدة في العام «1976م» كأول امتداد لـ(مايو) القديمة، أما حي “أنقولا” فهو مأخوذ من اسم قبيلة تنتمي للجبال الشرقية من جبال النوبة.. ويعدّ جزءاً أصيلاً من أحياء (مايو).. وحي “الشاحنات” نشأ في عام «2000م» وهو عبارة عن تعويض لجزء من حي “اليرموك”.
وتشير وثائق الوحدة الإدارية لحي النصر «مايو» إلى أن عدد الأحياء هو «29» حياً، منها «26» حياً مخططاً والبقية يجري تخطيطها الآن.
ويحتل (مايو) مساحة تقدر بـ«40» كيلو متراً مربعاً ويسكنه وفق الإحصاء السكاني للعام «2008م» حوالي مليون نسمة.
{ التعليم في (مايو)
تأخر التعليم عموماً في (مايو) في بادئ الأمر، نسبة لنظرة عدد من القبائل وتوجسهم من التعليم النظامي، وكانت مدرسة الوحدة الابتدائية أول مدرسة أُنشئت به في عام «1973م»، وحتى عام «1989م» كان في (مايو) مدرستان فقط، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تم تأسيس (60) مدرسة للأساس إضافة إلى مدارس النازحين.
وتقوم بعثة منظمة الدعوة الإسلامية بدور كبير، في هذا المجال، حيث إنها أنشأت مجمعاً للمدارس الأساسية. وتعد مدرسة (أسامة بن زيد) أول مدرسة ثانوية بـ(مايو)، حيث أُنشئت في سبعينات القرن الماضي.
{ أسواق (مايو)
أكثر ما يلفت النظر في (مايو) هو كثرة الأسواق، ويمكن القول إن به (10) أسواق رئيسية أهمها سوق «6» وسوق بروس، إضافة إلى أن لكل حي سوقاً خاصاً به. وسوق «6» أنشئ بالقرب من “دونكي” ما زال قائماً وسط السوق، وتعود تسميته إلى أن مكوِّنات “الملاح” الستة تُباع في هذا السوق بأسعار زهيدة.
أما سوق “بروس” الواقع في حي الوحدة فمأخوذ من لقب «بروس» الذي أُطلق على أحد أبرز سكان حي الوحدة الأستاذ “خليل أحمد خليل”، فقد حُكي عنه أنه كان في أحد المراحيل المتجهة إلى جنوب السودان في بداية تجدد التمرد في عام «1983م» فوقعوا في كمين، مات فيه من مات، وبقي الأستاذ “خليل” وعدد قليل ممن كانوا معه ومثلوا دور الموتى أثناء المعركة، وبعد انجلائها قاموا «بروس».
المجهر السياسي
ملاذ للمهاجرين من جميع بقاع افريقيا وليس السودان
بل السودان ملاذ للمهاجرين العرب