بدر الدين حسن علي : حرية الرأي والتعبير
للمستبدين ألف وجه، وللقمع وجه واحد.
حرية الرأي والتعبير في السودان – قوانين مكبلة ومعادية
بقلم : بدرالدين حسن علي
بحكم عضويتي في إتحاد الصحفيين العرب والإتحاد العالمي للصحفيين أتابع باهتمام شديد ما يصدر عنهما من بيانات وتقارير عن أوضاع الصحافة والصحفيين في السودان ، إلى جانب بيانات ” جهر ” والتي تسلط الأضواء بحياد شديد وبموضوعية شديدة ، وأذكر أن الشاعر والكاتب المسرحي الكبير نجيب سرور قال يوما ” أرني المسرح في أي بلد أقول نوع النظام الذي يحمه ” ثم حكى عن إرتباط المسرح بالديمقراطية ، وأنا أقول أرني الصحافة أقل لك الكثير عن الإستبداد والمستبدين ، أرني أوضاع الصحفيين فأحكي لك عن القمع ، يا حليل لما كنا نقول بالفم المليان ” صاحبة الجلالة !!!”
.
ما من شك أنه قد إرتفع سقف ومساحة التعبير عن الرأي في السودان وغيره ، فازدادت القوانين المكبلة والمعادية لحرية الصحافة وحرية التعبير، وإستمر عدد كبير من الصحفيين والكتاب ونشطاء الانترنت في الحديث عن الثورات ومطالبها ، فظهر من يعادي بوضوح هذه الثورات ويشكك بها، ويتهم داعميها باتهامات تبدأ بالفشل ولا تنتهي بالخيانة والعداء للحكومات والاستقرار.
لم تقتصر قائمة الدول التي يسقط بها شهداء الصحافة على دول بعينها ، فالسودان أصبح في مقدمة الدول . .
الكويت التي أقمت فيها 12 عاما تربعت عىلى صدارة الدول المعادية لموقع تويتر لتزيح البحرين وتجعلها الدولة الثانية ،و بفارق كبير.
وتستمر الكويت في انتزاع الصدارة ، ولكن هذه المرة تنتزع صدارة الدول التي تلاحق أصحاب الراي بتهمة إهانة الرئيس من مصر ، لتصبح الآولى في الملاحقة بتهمة “اهانة الذات الاميرية”.
الاعتداءات المشينة على الصحفيين تنتشر بشكل واسع لتشمل ألسودان والكثير جدا من الدول العربية .
لكن ، ورغم استنساخ القمع ، فلم يعد هناك خطوط حمراء ، لم تعد هناك محظورات على اصحاب الرأي ، يمكن للحكومات بأجهزتها الباطشة من قضاء وداخلية بل وجيوش أن تعتقل وتعذب وتحاكم أصحاب الراي ، لكنها عجزت عن اعادة عقارب الساعة للوراء وخلق خطوط حمراء أو اضفاء قدسية على حاكم أو قائد أو أمير أو رئيس . فالكل يٌنتقد وبشكل حاد.
ومقابل عشرة من المهللين للقمع أو المروجين للاستبداد في منابرهم الاعلامية ، يحظى كل اعلامي مهني ونزيه بمصداقية أكبر واعلى من هؤلاء.
وما زال الانترنت داعم لحرية التعبير وأداة النقد الرئيسي ، وكما فشلت حكومات القمع في ترويض الانترنت أو تطويعه لخدمة عروشها، فقد فشلت الحكومات المستنسخة في الصمود أمام طوفان الشباب الذي يجيد استخدامه.
.
حرية الرأي و التعبيربمثابة القلب للصحفي النزيه .