الشيخ دفع الله حسب الرسول : أقوم بغسل العدة وكنس البيت.. ولست عدواً للمرأة والدليل زواجي من ثلاث وبحثي عن الرابعة
مارستُ الرياضة وعلي قاقرين أطلق عليَّ لقب “باك القيامة”
هذا (…) ما قاله الزبير محمد صالح لضباط معسكر “المجاهدين” حول “لحيتي”
غادر “المجاهدون” المعسكر لأن الضابط منعهم من الماء فقصصتُ عليهم قصة “طالوت” وجنوده فعادوا
أقوم بغسل العدة وكنس البيت.. ولست عدواً للمرأة والدليل زواجي من ثلاث وبحثي عن الرابعة
درستُ الأولية حافياً ولدي “عراقي” واحد.. ودخلتُ عشر معاينات وتم رفضي بسبب “لحيتي”
هذا (…) ما كان يعتقده إمام مسجد شيكان عن الإسلاميين والشيوعيين
في هذه السلسلة من الحوارات، نحاول أن نسلط الضوء على الجوانب الخفيَّة في حياة بعض الذين ارتبطوا لدى الذاكرة الجمعية للشعب السوداني بالإشراقات وربما الإخفاقات.
ونسعى من خلال ذلك إلى تتبع سيرة من أسهموا ــ سلبًا أو إيجابًا ــ في حركة المجتمع والسياسة، وبالطبع نهدف إلى تقليب أوراق حياتهم المرتبطة بالجانب العام، دون أن نتطفّل على مخصوصاتهم، حال لم تكن ذات علاقة مباشرة بالشأن العام. دافعنا في كل ذلك أن نعيد كتابة الأحداث والتاريخ، بعد أن تكشّفت الكثير من الحقائق المهمة، حول كثير من الوقائع التي أثرت في المشهد السياسي السوداني.
أهلاً ومرحبا ً بك في صحيفة “الصيحة”، نهنئك بعيد الفطر المبارك ونريد أن نتعرف عليك؟
أنا دفع الله حسب الرسول ولدتُ في قرية السليمانية غرب محافظة أم درمان في الأول من يناير من العام 1949، ودرست الأولية في مدرسة السليمانية، والوسطى في مدرسة حي العرب الوسطى بأم درمان والثانوي في مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية ثم انتقلت لجامعة أم درمان الإسلامية، وتخرجت منها في عام 1972م.
بدايةً حدثنا عن الحياة في السليمانية في ذلك الوقت؟
بكل بساطة، كانت تسير حياتنا في منطقة السليمانية، ولم تكن معقدة بل كانت حياة بسيطة لأبعد الحدود، وحتى يومنا هذا توجد بمنزلنا غرفة واحدة توجد بها كل الأسرة ومعنا “كديسة وغنماية”.
تحُول بعض المعوقات دون مواصلة الدراسة، من خلال واقع اقتصادي سيئ، كيف كنت تواصل دراستك في ظل ذلك الوضع؟
توكلي على الله جعلني أثق في أنه معي في كل خطوة، وهذا سبب مواصلتي للدراسة، وأذكر أنني درست الأولية من غير حذاء وبعراقي واحد، وفي كل منطقة الجموعية آنذاك كانت هنالك سيارة واحدة تذهب الصباح من جبل أولياء لأم درمان وتعود في المساء، فكنت استقلها في الذهاب للمدرسة الوسطى.
ثمة تفاصيل دقيقة عن الحياة في ذلك الوقت أطلعنا عليها؟
ثقافة البساطة والقناعة هي ديدن حياتي، منذ ذلك الوقت، وعندما دخلت المدرسة الوسطى تم شراء جلابية وشبط لي ففرحت فرحاً شديداً، وحكى لي أحدهم قصة تؤكد بساطة الحياة يومها وقال لي: إن أحد اقاربه قام بزيارة منزلهم في الخرطوم ووجد “شماعة” على الغرفة، قال ما هذه، قلنا له “شماعة” قال وماذا تفعلون بها قلنا له “توضع” عليها الملابس، فقال مستهزئاً :”حتمشوا عرايا ساي يعني؟” ، قلنا له لا ولكن نقوم بوضع الملابس التي لُبست من قبل ولم تُغسل، فتعجب لأمرنا، وقال لنا في وقتنا كان لكل فرد منا “عراقي” واحدة يلبسه بالنهار ويغسله ليلاً.
جميل… إذاً ما هي أبرز نشاطاتك في المدرسة الوسطى؟
جيل كامل بل أجيال تخرجت في مدرسة حي العرب الوسطى ومن دفعتي فيها البروفسير حاج آدم حمد الطاهر وعلي قاقرين وكنت معه في فريق كرة القدم الأول، وكنت ألعب في خانة “الباك اليمين” وكنت معذِّب علي قارقرين، وكان يسميني “باك القيامة”. وبعد مدرسة حي العرب الوسطى انتقلت لمدرسة أم درمان الأهلية الثانوية وفيها انتميت للحركة الإسلامية، بعدها انتقلت لجامعة أم درمان الإسلامية في عام 1968م، وفي 1969 كان انقلاب نميري.
حدثت الكثير من المتغيرات في السودان بعد انقلاب النميري، فماذا كان تأثيره على وضعية جامعة أم درمان الإسلامية؟
حلّ مجلس وزراء حكومة مايو جامعة أمدرمان الإسلامية وقام بتحويلها لكلية، في أول قرار له، وكنت في اتحاد طلاب الجامعة، وحينها كانت الجامعة في عطلة وكنا نحن في الاتحاد (6) أشخاص وكنا متواجدين في الجامعة وحاولنا الاتصال بعدد من الوزراء في ذلك الوقت وكتبنا منشورات ووزعناها حذرنا فيها الشعب من تنفيذ مخططات الحزب الشيوعي السوداني وأباطيل مجلس الوزراء.
خطوة مثل هذه لا تخلو من مغامرة فكيف تعاملت مع السلطات؟
خلال فترة توزيع المنشورات على المواطنين ولسوء حظنا وصلت المنشورات لجهاز الأمن وأمر بالقبض علينا، فقررنا نحن الستة “حاج آدم حسن الطاهر، عبد الله الشيخ سيد أحمد، خالد قريب الله، وأحمد المكي تبن، إبراهيم علي حيدر”، الذهاب لقسم الشرطة، وقابلنا رئيس القسم، وقال لنا هل أنتم قرأتم الأمر الجمهوري؟ قلنا له نعم، وكان ينص على: “أن الإساءة لأي وزير بالهمز أو اللمز أو الإشارةن فعقوبته الإعدام أو السجن لمدة لا تتجاوز العشر سنوات”، قال لنا فكيف تصفون قرار مجلس الوزراء بالأباطيل، بعدها أمر باعتقالنا.
دخلتم معتقل مايو الحمراء، وكنتم من الإسلاميين كيف كان شكل التعامل؟
دفعنا فاتورة موقفنا ذلك بصورة باهظة، وعلى الرغم من أننا مدنيون، لكن تم تشكيل محكمة عسكرية لنا بقاضٍ مدني. لأن أسباب حل الجامعة لم تكن منطقية وهي: “أن الجامعة لا تقبل إلا بشروط محددة وحسب اتجاه الطالب، ولا يتم قبول الطلاب غير الإسلاميين، وأن ميزانية الجامعة تساوي نصف ميزانية جامعة الخرطوم”.
ذلك ما ساقته السلطات حينها من اتهامات للجامعة، ماذا فعلتم أنتم دفاعاً عنها؟
ذكرى تلك الأيام لن تُنسى أبداً، وخلال المحاكمة قمنا بالرد على هذه الاتهامات وأثبتنا أن ميزانية الجامعة لا تساوي حتى واحد من عشرين من ميزانية جامعة الخرطوم، وكذلك الجامعة لا تميز في قبول الطلاب، بعدها القاضي قال لنا بقولكم أباطيل مجلس الوزراء وتحذير الشعب منها حكم عليكم بسنتين سجنًا في كوبر بعدها تم تحويلنا لمدني.
رُوِي أن التعامل في سجون نميري كان قاسياً للغاية كيف كان التعامل معكم؟
ربما نحن كنا محظوظين جداً، ذلك أننا دخلنا السجن في الأيام الأولى لحكومة نميري، ولم تكن بكوبر وقتها معاملة قاسية، لكن لم يسمح بأي حديث عن الحكومة، وأذكر كان معنا إمام مسجد شيكان نصر الباشي، وسألته عن سبب اعتقاله قال لي: “قلت يعيش الإمام الهادي ويسقط نميري فحُكم عليّ بسنة سجن”. وقال لي ذات يوم “والله يا دفع الله قبل ما التقيك كنت أحسب أن الإخوان المسلمين والشيوعيين حاجة واحدة”.
زدنا تفصيلاً عن فترة السجن، هل كنت مواصلاً الدراسة من داخله؟
زادتني فترة السجن عزيمة وإصراراً على مواصلة الدراسة، وامتحنت من داخله العامين الثاني والثالث، بعدها خرجت بعد إكمال المدة، ودرست العام الرابع. وبعد التخرج دخلت عشر معاينات في كل هذه المعاينات لا يتم قبولي بسبب “لحيتي”. وفي ذات يوم أتى إليّ أحد الأشخاص وقال لي توجد فرص لمعلمين لتعليم الكبار واليوم المعاينات، فذهبت وكان هناك عدد كبير من المتقدمين، وكلما يخرج أحدهم أقول له ماذا سئلت يقول لي قيل لي :”أنت ستذهب لتعليم أشخاص كبار السن كيف تتعامل معهم”، وعندما دخلت قيل لي “لماذا لم تذهب الشؤون الدينية؟” فقلت لهم أنا خريج لغة عربية، ثم قالوا لي: “عقد مؤتمر في سويسرا ما هي مخرجاته؟” فقلت لهم “لا أعلم عنه شيئاً”. وعند إعلان النتيجة تم إبعادي ومعي شخصان “ملتحيان”.
سِر حِرمانك من الوظيفة بسبب “اللحية”، هل لأن “مايو” كانت حمراء في بواكيرها؟
سؤال في غاية الأهمية، وأحسب أن عدم قبولي في عدد من المعاينات يعود لانتمائي للحركة الإسلامية. المهم انه بعدها جاءني شخص وقال لي مدير مطبعة جامعة الخرطوم يريدك في مكتبه، فذهبت، وقال لي نريدك أن تعمل معنا مصححاً لغوياً، وعند إكمالي مدة شهر وجدت خطاباً مكتوباً عليه “بهذا قد تم تعيين الأستاذ دفع الله حسب الرسول مصححاً في مطبعة جامعة الخرطوم بمبلغ قدره خمسون جنيهاً لفترة شهر واحد”.
شهر واحد قضيته في مطبعة جامعة الخرطوم، إلى أين ذهبت بعدها؟
شاءت الأقدار أنه في ذات اليوم الذي انتهى فيه عملي في مطبعة الخرطوم كانت هنالك معاينات لأساتذه الدراسات الإسلامية في السفارة النيجيرية، فذهبت، وبابعدها ، ةوبووعد خروجي منها قال لي أحدهم مبروك تم قبولك، وسافرت إلى نيجيريا في 7/7/1973م واستقررت في مدينة مايدقرو.
صف لي كيف عشت الأيام الأولى في دولة نيجيريا؟
صبري وعزيمتي كانا أسباب معايشتي للوضع هناك، ومن مدينة مايدقرو تم ترحيلي لمنطقة “باوشي”، وعملت في كلية تعليم المعلمين. وفي أول يوم في الكلية علمت أن من العادات لديهم كلما يأتي أستاذ جديد أو يغادر يُنظم له حفل وتُجمع تبرعاتها من الأساتذه، فأتوا إلي للمساهمة في احدى الحفلات، فقلت لهم ليست لدي مساهمة لأن الحفل كان يُؤتى فيه بـ “الخمور” فرفضت أن أساهم، فقال لي أحدهم مساهمتك سنشتري بها “فانتا” فقلت له “لا فاتنا ولا محاية”.
ضربت مثلا في التمسك بالدين، منذ أول يوم لك في الكلية، وهو ما قد يرأه آخرون نوعاً من التشدد، فهل واصلت على هذا النهج؟
ضياع القيم الإسلامية عند بعض الطلاب المسلمين كان يمثل نقطة ضعفهم في الكلية، وأذكر أن أول يوم لي في الدراسة وأثناء أدائي للحصة أتت مجموعة من الطالبات يرتدين ملابس الرياضة ويتصبب العرق منهن فمنعتهن من الدخول، فذهبن للناظر يشتكين، وأتاني وقال لي لماذا منعتهن؟ فقلت له ألا ترى منظرهن، فعقد الناظر اجتماعاً طارئاً مع كل أساتذة الكلية وحكى لهم ما حدث، بعدها قام الناظر بكتابة تقرير لوزارة التربية والتعليم بتفاصيل الأمر، ورد الوزير بالنص: “الكلام الدايرو شيخ دفع الله يمشي”.
طرقت باباً لم يُطرق من قبل، بمنعك للطالبات من حضور الدراسة، بسبب الزي، ماذا حدث بعد ذلك؟
طبعاً، في ذلك اليوم كان الحديث كله عن هذا الأمر، بعدها جاءني شخص يسمى “إيميكا” مسؤول الطلاب المسيحيين في خمس ولايات وقال لي أريد أن أسلم الآن فأعلن إسلامه، وعندما عرف أهله بخبر إسلامه أرادوا أن يعيدوه للكفر فرفض فأغروه بسيارة وبالسفر للولايات المتحدة وبريطانيا لكنه رفض كذلك فضربوه جاءني وحكى لي ما حدث، وقال لي ما تعرضت له أنا الآن من الأذى، لا يساوي شيئاً نما حكيته لي عن الأذى الذي تعرض له الصحابة في بداية الإسلام.
ظللت في هذه الكلية أم تحولت لكلية أخرى؟
ظروف العمل قادتني لمغادرة مدينة باوشي متجهاً صوب “بورنو” وكانت هنالك كلية جديدة فتحت أبواب التقديم لأساتذة التربية الإسلامية، وقُبلت فيها، وعندما حضرت في اليوم الأول وجدت ملصقات دعائية لانتخابات اتحاد الطلاب بالكلية كلها كانت للطلاب المسيحيين، وكل المقدمين لرئاسة الاتحاد من المسيحيين، والطلاب المسلمون قدموا في بعض الأمانات غير المهمة.
على ما يبدو، فقد أثار عدم ترشح الطلاب المسلمين لرئاسة الاتحاد اهتمامك، فماذا حدث؟
عملتُ على شحذ همم الطلاب المسلمين للمشاركة في الانتخابات والتقيت بهم، وقلت لهم إذا أراد أحد أن يصبح رئيساً لنيجيريا فعليه أن يكون رئيساً للاتحاد. وأنتم الآن لا يوجد أحد منكم يقدم لرئاسة الاتحاد. بعد اللقاء جاءني رئيسهم وقال لي: “الرؤية واضحة شكراً لك”، في اليوم التالي قاموا بإنزال قائمة فيها كل مرشحيهم في كل المستويات، وفاز كل مرشحيهم ولم يفز أحد من المسيحيين.
غياب الطلاب المسلمين عن المشاركة في الانتخابات إلى أي شيء تعزوه؟
غلط كبير وقع فيه الطلاب المسلمين، بعدم الاهتمام بانتخابات الاتحاد هناك، مع عددهم كبير جداً، والسبب في ذلك يعود لعدم رغبتهم في التحدي وقيادة طلاب الكلية. وبعد فوز الطلاب الإسلاميين على المسيحيين في الانتخابات أصبحت أكثف من الجرعة الإسلامية لدى الطلاب الإسلاميين وبعد فترة قليلة قامت أول جماعة إسلامية في نيجيريا بإسم “أمة بارك”.
فترة طويلة قضيتها في نيجريا ولم تحكِ لي أنك تزوجت؟
في كل فترة كنتُ أعود للسودان خلال الإجازات وتزوجت في عام 1975م. وأذكر أنني عدت للسودان في عام 1983م بعد قضاء (10) سنوات في نتيجيريا، وبعد عودتي تعاقدت مع جامعة أفريقيا العالمية محاضراً لتدريس مادة الدراسات الإسلامية وعملت بها حتى عام 1989 عند قيام ثورة الإنقاذ في شهر يونيو، وعندما فتح باب “الجهاد” كنتُ من ضمن (3) آلاف “مجاهد” كأول دفعة للدفاع الشعبي، وعسكرنا في القطينة، وكان الضابط يومياً يطالبني بحلق “لحيتي”، وعندما كثرت مطالبه لي قمت بمغادرة المعسكر، بعدها حضر للمعسكر الشهيد الزبير محمد صالح وقال للضباط: “أخوانكم المجاهدين ديل ناس متطوعين أقبلوهم كده”. وعند اكتمال فترة التدريب ذهبنا مشياً على الأقدام لمنطقة خلوية بعيداً عن القطينة لضرب النار وقام الضباط بمنعنا من الشرب واستنكر “المجاهدون” الأمر وغادروا المعسكر. فقال لي أحد الضباط أقنعهم بالعودة، فذهبت وقلت لهم الضابط عمل شي يجب أن تقفوا عنده أنتم ناس حركة إسلامية وتعلمون القرآن، ألم تقرأوا قول الله تعالي 🙁 فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الآية (249) سورة البقرة، وقلت لهم إن عمل الضابط هو عمل سيدنا طالوت، وأراد أن يعلمكم الصبر في هذه اللحظة، فهللوا وكبروا وعادوا للمعسكر.
قيل إنك كنت تذهب للجنوب فقط بغرض الدعوة ما مدى صحة هذا؟
قائمة كبيرة من الناش يعرفون تفاصيل المعارك التي خضتها في جنوب السودان، ومن يقول هذا الحديث لا يعرف عني شيئاً لأنني استمررت في الجهاد مقاتلاً حتى بداية العام 2001م، وفي الأعوام الأخيرة كنت أخرج كداعية وأذكر أن “المجاهدين” الذين نذهب معهم ينشدون “في سبيل الله قمنا نحن مارقين للجهاد بعنا للمولى أرواحنا”، وكنت أقول لهم “في سبيل الوعظ قمنا نحن مارقين للكلام بعنا للمولى لسانا أصلوا ما بنعرف صدام”.
كيف أصبحت عضواً في المجلس الوطني وكم من الدورات كنت عضواً فيه؟
كان ترشحي لأول مرة للمجلس في العام 1996م عن دائرة أم درمان الرابعة واستمررت فيه لأربع دورات، خلال هذه الفترة كنت أتصدى لأي شيء سلبي، وخلال أحداث هجليج وفي اليوم التالي للمعركة مررت بالطرقات وجدتها ملأى بملصقات دعائية للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب لإقامة حفل في الخرطوم فقمت بنزع عدد كبير منها وذهبت للمجلس الوطني وخلال الجلسة قلت لهم :”إذا أنتم لا تعلمون هجليج سقطت وأولادكم قتلى وجرحى فبدل أن تدعوا الله بأن يرفع عنكم هذا البلاء تُقام الحفلات ورفعت صور شيرين وقلت لهم هذه ستقيم ليلة ساهرة غنائية راقصة اليوم وهذه المغنية يجب ألا تدخل الخرطوم فضجت القاعة بالتكبير وتم الاتصال على الوالي وعدد من المسؤولين في هذا الشأن وتم منعها، هذا الأمر جعل الصحفيين يهتمون بي وبما أقوله.
ليس هذا الأمر وحده، فهناك حديث عن تمزيق لافتة في نفق عفراء، وكذلك قصة اعتراضك على لعب النساء الكرة؟
لا أمانع من لعب النساء كرة القدم، ولكن بشروط، وما أثار غضبي هو عندما لعب فريق للنساء مع الرجال في ود مدني ورئيس نادي الأهلي مدني سلمني خطاباً يؤكد فيه الأمر حملت الخطاب وذهبت لرئيس البرلمان وقتها مولانا أحمد إبراهيم الطاهر، أما عن وصفي بعدو المرأة هذا الذي أنفيه تماماً لأنني لو كنت فعلاً كذلك لما تزوجت ثلاث وأنوي الرابعة.
من المقترحات العجيبة أنك طالبت بدعم القوات المسلحة عن طريق التعدد في الزواج؟
من يقول إن المقترح عجيب فهو يكابر. وكل ما في الأرمر أنه بعد أحداث هجليج، رئيس البرلمان طلب من كل الأعضاء التبرع بمبلغ “500” جنيه دعماً للقوات المسلحة، قلت له القوات المسلحة غير محتاجة لهذا الدعم هي تحتاج للرجال ومصنعهم الزواج، فيجب عليك أن تتزوج أربع نساء وعلى كل نائب كذلك، وقلت لهم الرجل مصمم لأكثر من امرأة بل لأربع نساء، والرجال يريدون الزواج يخافون من زوجاتهم “والزيت الحار المغلي”.
وماذا تمزيق لافتة في نفق عفراء؟
وطنّت نفسي على إزالة المنكر متى ما استطعت، وهو ما قادتني لتمزيق لافتة نفق عفراء في العام 2007م يعود لإعلان لأحد شركات الاتصال وبه “بنت” بمظهر غير أخلاقي، فحملت بوهية وصعدت على السيارة وقمت بتشويه الإعلان، وكان هناك أحد الأجانب اتصل بالشرطة وقال لي “كلم” فقمت بضربه ضرباً شديداً حتى ترجل أمامي وقمت بضرب سيارته بـ”البوهية”.
يرى البعض أن “الشيوخ” لا علاقة لهم بالمطبخ، هل أنت كذلك؟
يا ابني ليس الأمر كما يدعي البعض، فالقيام بواجبات المنزل أحياناً تقع تحت طائلة مساعدة الزوجة أو اضطراراً، لذلك أنا طباخ نمرة واحد تعلمت الطباخة في السجن وأغسل العدة كذلك وأكنس المنزل.
الصيحة