مقالات متنوعة

ميرغني أبو شنب : المملكة العربية السعودية دولة جديرة بالاحترام

أحرص والله كل يوم على متابعة تلاوة القرآن المجيد من مكة المكرمة من الحادية عشر مساء حتى ساعة صلاة الفجر حيث اشهد الصلاة من الحرم وأقوم لأداء فريضة صلاة الفجر عندنا لأنها عندنا تكون بعدها .. وتحرمني ظروف المرض الذي أعاني منه .. من الذهاب إلى المسجد المجاور لمنزلي وآخر مرة ذهبت سقطت على الأرض وكسرت أصبع يدي وأسأل الله أن يعيد لي صحتي وعافيتي حتى أعود لأداء صلاة الصبح في المسجد من جديد ففي ذلك حلاوة ومن يقوم بأداء صلاة العشاء وصلاة الصبح في المسجد فإنه يكون قد أقام الليل كله .. والنظر إلى الكعبة عباده .. ورؤية من يقومون بالطواف حول البيت الحرام من المسلمين بعددهم الكبير يملأ النفس سروراً وسعادة .. والصلاة في الحرم المكي كما نعلم بمائة ألف صلاة والحسنة في مكة المكرمة بمائة ألف حسنة لكن أرجو أن لاننسي ان السيئة في مكة أيضاً بمائة ألف سيئة فأرجو أن يكون حجاج بيت الله ومن يقومون بأداء العمرة حذرين ويقال أن العلماء يحرصون دائماً على الخروج من مكة على عجل حتى لا يرتكبا خطأ.. فيكون محسوباً عليهم.. وقد قمت بأداء .. فريضة الحج مرتين .. وأديت العمره حوالي العشر مرات والذي استطيع قوله هو أن المملكة العربية السعودية بها حكومة جديرة بالاحترام .. من المسلمين على مستوى العالم كله .. لأنها توفر كل سبل الراحة للحجاج والمعتمرين وتساعدهم على أداء ما هو مطلوب منهم بشكل سليم وتصوروا معي أن كل هذا العدد الكبير بحاجة لأن يقدموا له كل الخدمات في وقت واحد في المدينة المنورة وفي مكة وفي مني .. وفي عرفات التي يقضي بها الحجاج يوماً واحداً أصبحت هنالك مستشفي تستقبل المرضي من الحجاج.. وفي مزدلفة التي يقضي بها الحجاج ليلة واحدة هناك خدمات متوفرة والنور لا ينقطع والماء متوفر .. ولا يعاني أحد من قلة في الطعام .. بل أن الحجاج والمعتمرين بجانب ما يقومون بشرائه يستقبلون الصدقات التي يجود بها خادم الحرمين والمحسنين وجبات كاملة يتم تقديمها بعد كل صلاة .. وفاكهة وماء .. وقبل حلول عيد الفطر المبارك شهدنا كلنا من التلفزيون خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز يقوم بافتتاح توسعة الحرم المكي ويشارك في صلاة العيد هو وولي عهده ووزاراته ومستشاريه .. والذي نستطيع قوله هو ان الأماكن المقدسة الحرم المكي والحرم المدني في أيدي امينة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين أيضاً في أيدي امينه .. وكل شيء هناك في المملكة العربية السعودية يحكمه النظام .. والأمن مستتب والأمان في كل مكان.
وفي المملكة العربية السعودية يحترم الكبير الصغير في كل المواقع ولا احد يحاول ان يأخذ حقاً أكثر من حقه.. وقد عشت في البلد الشقيق ستة أشهر أعمل مع صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن سعود فكانت أيامي هناك راقية وزاهية واديت فريضة الحج مرتين .. فلم اشعر بأي صعوبات .. في أي مكان ذهبت إليه وحتى الذي يعجز عن الطواف حول البيت الحرام بقدميه توفر له العجلات التي تحمله واذكر انني عندما كنت عائداً من رحلة الحج الثانية في مطار جدة أو بالأصح في مدينة الحجاج شعرت بألم شديد فلجأت إلى بعض المسئولين وعلى عجل أخذوني بعربة صغيرة إلى احدي المستشفيات التي وجدت بها كل الخدمات .. وفي مكة المكرمة حيث نقيم يقولون لك إن كل أرض مكة حرم وبوسعك أن تقيم الصلاة حيث تشاء .. وفي المدينة المنورة الصلاة بعشرة ألف صلاة .. وأهل المدينة كما نعلم هم أول من تنشق عنهم الأرض يوم القيامة وسكان البقيع هم أول من يخضع للحساب وحجاج بيت الله الحرام .. هم في المملكة العربية السعودية ضيوف الرحمن .. وهم ضيوف خادم الحرمين ولهذا يحظون بكل التقدير والاحترام.. وفي أي مكان يذهبون إليه.. وتتوفر لهم كما قلت الخدمات .. والحجاج طوال أيام الحج لا يشكون من أي شيء في المملكة العربية السعودية التي لها كل عام إضافات جديدة في الخدمات واليوم يتم نقل الحجاج من مني إلى عرفات بالقطار بدلاً عن البصات .. وكل ما اسلفت ذكره يجعلنا نقول أن المملكة العربية السعودية دولة جديرة بالإحترام.

‫3 تعليقات

  1. ما قلت الا الحق والله … والتصرفات الفردية لا تشمل الكل مثل تصرفات بعض الكفلاء …
    نسال الله التوفيق للجميع

  2. وفيت يا ابوشنب . بس للتصحيح الصلاة فى المسجد النبوى تعدل الف صلاه فى المساجد الاخرى . وليست عشرة الاف صلاه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبة وسلم ما تعاقب الليل والنهار .

  3. هل تضاعف السيئة في مكة مثل ما تضاعف الحسنة؟ ولماذا تضاعف في مكة دون غيرها؟
    الأدلة الشرعية دلت على أن الحسنات تضاغف في الزمان الفاضل مثل رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة مضاعفة كبيرة. وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا))[1] فدل ذلك على أن الصلاة بالمسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة فيما سوى المسجد النبوي، وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير من ألف صلاة فيما سواه سوى المسجد الحرام، وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية العمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات فلا أعلم فيها نصاً ثابتاً يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود. والحديث الذي فيه: ((من صام رمضان في مكة كتب له مائة ألف رمضان)) حديث ضعيف عند أهل العلم. والحاصل: أن المضاعفة في الحرم الشريف بمكة لا شك فيها (أعني مضاعفة الحسنات)، ولكن ليس في النص فيما نعلم حداً محدوداً ما عدا الصلاة فإن فيها نصاً يدل على أنها مضاعفة بمائة ألف كما سبق. أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقولك: مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا[2]. فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرهما، بل السيئة بواحدة دائماً وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الحجة أعظم في الإثم من حيث الكيفية لا من جهة العدد، فسيئة في مكة أعظم وأكبر وأشد إثما من سيئة في جدة والطائف مثلاً، وسيئة في رمضان وسيئة في عشر ذي الحجة أشد وأعظم من سيئة في رجب أو شعبان ونحو ذلك، فهي تضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد. أما الحسنات فإنها تضاعف كيفية وعدداً بفضل الله سبحانه وتعالى، ومما يدل على شدة الوعيد في سيئة الحرم، وأن سيئة الحرم عظيمة وشديدة قول الله تعالى: وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[3] فهذا يدل على أن السيئة في الحرم عظيمة وحتى الهمَّ بها فيه هذا الوعيد. وإذا كان من همَّ بالإلحاد في الحرم يكون له عذاب أليم، فكيف بحال من فعل الإلحاد وفعل السيئات والمنكرات في الحرم؟ فإن إثمه يكون أكبر من مجرد الهمَّ، وهذا كله يدلنا على أن السيئة في الحرم لها شأن خطير. وكلمة إلحاد تعم كل ميل إلى باطل سواء كان في العقيدة أو غيرها؛ لأن الله تعالى قال: ومن يرد فيه بإلحاد بظلم فنكَّر الجميع، فإذا ألحد أي إلحاد – والإلحاد هو الميل عن الحق – فإنه متوعد بهذا الوعيد. وقد يكون الميل عن العقيدة فيكفر فيكون ذنبه أعظم وإلحاده أكبر، وقد يكون الميل إلى سيئة من السيئات كشرب الخمر أو الزنا أو عقوق الوالدين أو أحدها فتكون عقوبته أخف وأقل من عقوبة الكافر. بظلم هذا يدل على أنه إذا كان يرجع إلى الظلم فإن الأمر خطير جداً فالظلم يكون في المعاصي، ويكون في التعدي على الناس، ويكون بالشرك بالله، فإذا كان إلحاده بظلم نفسه بالمعاصي أو بالكفر فهذا نوع من الإلحاد، وإذا كان إلحاده بظلم العباد بالقتل أو الضرب أو أخذ الأموال أو السب أو غير ذلك فهذا نوع آخر، وكله يسمى إلحاداً وكله يسمى ظلماً وصاحبه على خطر عظيم. لكن الإلحاد الذي هو الكفر بالله والخروج عن دائرة الإسلام هو أشدها وأعظمها كما قال الله سبحانه: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[4]، والله أعلم