أ.د. معز عمر بخيت

لا تحزني

لا تحزني

فستحزن الأرض

السماء

الريح والبحر الجبال وصمتها

حتى الجمادات الحجرْ

ولتأذني للشمس أن تهوى القمر

وتيقّني

فعلى جبينك شاطئ الموج احتضر

والبدر أغرقه السهر

والليل يدخل في نهارك

والمشاعر تستعِر

والنيل ينبع من صفائك

والأناشيد المطر

يا فرحة تنساب من بين السنين

تضئ أقبية الممر

يا نسمة نامت على صدر الشجر

لما رأيتك والدموع

على زجاج المرمر المغسول

بالعطر الرقيق

تحجّر الزمن انتحر

و الحزن و الصمت الدفين

على المداخل ينتظر

و البرق أدركه النعاس

و تاه في الأفق السحر

و إليك احتجب الطريق

و أذ ّن الوقت الخطر

هذا زمان الوصل فينا

للحياة وللقاءات الأُخر

هذا طريق العابرين

إذا أتوك بوجههم

ملح الحنايا في بيارق دربهم

رمل البشاشة و السمر

الحبُ يبقى وعده لك في الكتاب

و خيره قد ضم صدرك و اعتمر

لله في أرض الفريضة للقوائم

رددتها الفاتحات و همسها

ما زال يصعد في حذر

هو فجرك الإحساس يبقى وارفا

كشجيرة ٍتجني لهم خير الثمر

يا خير من عرف الزمان تصبِّرى

فالموت فينا لحظة تحيا هنيهات

وتذهب حين تأتى الذاريات

وحين يتألق النظر

حتما ً تعزّي فيك كل المغفرات

وتهتدي بك أغنيات الصدق

يسمو فى صفائك

كل من أبكاه حزنك في العميق

وكل من قد هزّه هول الخبر

يبقى عزاؤك يا خُطا ً

عرفت طريق بقائها في المشرقين

و لم تغب عن فجرها حينا ً

ولا الوصل انشطر من غاب عنكم

فى الجنان بوجهه

ترك المآثر والعِبر

لاتحزني

يا من سَمت بنقائها

فوق العوالم كالدُرر

إبقى هنا

فالموت حقٌ والجراح عميقة

وعدي و وعدك لا مفر

ابقي هنا

ودَعي الرحيل

على مرايات الطريق

وكل صوت في العميق

يظل يحلم بالسفر.