مسلك خطير للغاية..!!
لم أكد أصدق عيوني وأنا أطالع حواراً صحفياً في الزميلة الرأي العام مع رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الأستاذ الصادق الرزيقي حول قضية إيقاف بث مسلسل (بيت الجالوص) في الإذاعة السودانية (أم درمان)..
وربما بعض القراء لم يتابعوا هذه القضية.. (بيت الجالوص) دراما إذاعية.. بدأ بث مسلسل حلقاتها مع بداية شهر رمضان.. مؤلفها الدكتور على بلدو وأعدها للإذاعة زميلنا الصحفي معاوية السقا.. في الحلقة (12) أوقفت الإذاعة بث المسلسل.. وأقر نقيب الصحفيين أنه بعث برسالة لمدير الإذاعة يحتج فيها على الدراما التي وصفها بأنها تسيء للوسط الصحفي.. واستجابت الإذاعة وأوقفت المسلسل.
وفي حواره مع الرأي العام قال الرزيقي أنه بنى رأيه بعد استماعه لخمس حلقات وجد فيها إساءة لمجتمع الصحفيين.. وأن المسلسل يهز صورة الصحفيين أمام المجتمع.
ولو سلمنا جدلاً بحجة أخينا الرزيقي فإن ذلك يعني صراحة تحريم أي عمل درامي.. فليس الصحفيون وحدهم من يجب تحريم المساس بهم.. كل فئات المجتمع محترمة ويجب أن تحصن سمعتها.. ويصبح غير متاح أي نقد لأي كائن حي خشية أن يهز ذلك سمعته أمام المجتمع..
والمشكلة الأكبر أن ذلك لا يقف في حدود الأعمال الدرامية وحدها.. فنحن أيضاً – في الصحافة- نمارس النقد بألسنة حداد ضد الحكومة بمختلف قطاعاتها.. والأحزاب بمختلف ألوانها السياسية.. وهي أيضاً لها وقارها وسمعتها التي لايجب أن تمس.. فلا يجب أن يكتب صحفي أو ينطق بكلمة تمس حرمات الحكومة أو الأحزاب أو أية جهة اعتبارية أخرى.
هذا المسلك من اتحاد الصحفيين خطير للغاية ليس فقط في كونه هدماً لمبدأ حرية التعبير التي كان اتحاد الصحفيين أول من يجب أن يشكل حائط صد لحمايتها.. بل في كونه اعتسف التفويض المتاح لاتحاد الصحفيين.. فلو نظر الأخ الرزيقي جيداً لكلماته التي وردت في حوار (الرأي العام) لوجد أن ما يجب أن يكون وجهة نظره الشخصية ومحلها عموده اليومي في صحيفة الانتباهة تحول إلى وجهة نظر رسمية بُنى عليها قرار خطير باسم القاعدة الصحفية كلها لكبح حرية التعبير وتعطيل عمل إبداعي.
الرزيقي قال أن المسلسل لا يقدم صورة مشرقة للصحفيين في مقابل الصورة القاتمة التي جسدها في شخوصه الدرامية..حسناً.. لكن الرزيقي لم يستمع إلا إلى خمس حلقات.. فما أداره بأن بقية الـ(25) حلقة لم تشخص الخير الذي يتمناه للمجتمع الصحفي!!
أسوأ ما يكبت الإبداع عموماً هو الحرية المنقوصة.. إحساس المبدع بأنه (مقاول) يبني الصور على مقاس (ما يطلبه المستمعون).. الحرية ليست مطلوبة فقط في الإبداع الدرامي أو الصحفي أو الثقافي عموماً .. بل حتى في البحث العلمي والفكر.. وهذا سر تفوق الغرب علينا… أنهم يتمتعون بآفاق الحرية التي حض عليها الإسلام.. أكثر من المسلمين أنفسهم الذين نزل عليهم القرآن بكل معانى الحرية..
أقل ما يجب أن يفعله اتحاد الصحفيين هو الاعتذار لقاعدته. وسحب خطابه الذي أرسله للإذاعة..
الحكاية ما من الرزيقي القصة بتتكلم عن شحصية رجل اعمال مجرم اظنها اقرب لي شخصية حكومية وعشان كدة وقفوها ما عشان اساءة للصحفيين
شفنا المسلسلات التلفزيونية بكل جنسياتها احيانا تصور الطبيب سارق اعضاء بشري والسياسيين تجار سلاح ومخدرات وما في زول وقفها ولا زول عمم السوء علي الكل