أصوات واعدة ولا قدور لها
اهتمت فضائية النيل الأزرق عبر دوراتها البرامجية المختلفة، اهتمت برعاية (نجوم الغد) من ناشئة المطربين، الثقافة التي انتهت إلى برنامج (أغاني وأغاني) الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، قدمت القناة خلال هذه البرامج رعاية معنوية وأدبية ومادية هائلة إلى هذا القطاع الغنائي، كما أنها في المقابل رسخت لمضامين جديدة قديمة تتمحور حول ماهية النجومية، بحيث أصبحت أجيال بأكملها في سن التشكيل والتكوين الآن تتطلع إلى أن تقتفي خطى هؤلاء النجوم والمطربين و.. و..
* وحتى تستقيم الصورة والمعادلة في المجتمع السوداني، دعونا نبحث عن آلية أخرى تتبنى في المقابل نجوم غد من نوع آخر، فبالتزامن مع انطلاق نجوم أغاني وأغاني، في بلد النيل والشمس والحريات، تنطلق أصوات أخرى لا تقل نداوة وعذوبة وتطريبا من أصوات الكحيل وإخوانه، أعني أصوات جيل من المتغنين بالقرآن الكريم في شهر رمضان، شهر القرآن، شهر احتدام ظاهرة الغناء في فضائيات السودان و.. و..
* وللذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة، ليس من أهداف هذا المقال شن حملة أو إقصاء لقطاع الطرب والغناء، بيد أني في المقابل، أتعشم أن تنهض جهة أخرى، فتتبنى معنوياً وأدبياً ومادياً هؤلاء النجوم القرآنيين، وهذا وحده سيساهم في توسعة أطروحة النجومية التي يمكن أن تتسع وتشمل حفظة القرآن الكريم، ممن يمتلكون ملكة الترتيل والتحبير و..
* على أن قناة النيل الأزرق نفسها مؤهلة لتقوم بهذا الدور، فعلى الأقل يمكن أن تقدم بهذا النحو مرافعة للمناهضين على طريقة قصة وحشي، قيل إن وحشيا الذي قتل سيدنا حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم واحب الناس إليه، هو ذاته من قتل مسيلمة الكذاب، ثم قال قولته المشهورة، فلئن قتلت أحب وأعز الناس في الإسلام، فالعزاء أني قد قتلت أكثرهم عداء للإسلام، غير أن وحشيا لما جاء ليعلن إسلامه قال له الرسول صلى الله عليه وسلم (قاتل حمزة غيب عني وجهك) !! والشيء بالشيء يذكر ..
* رأيت أن أقول لو أن البعض يرون جنوحاً في عرض برامج نجوم الغناء بين يدي الإفطار والتراويح، فليكن العزاء بالمقابل في صناعة برنامج نجوم أشعريين جدد، بتبني مجموعة شباب حفظة القرآن الكريم، ممن ندرك قدرهم وموهبة عطائهم الثر في رمضان ونهملهم في باقي الأيام والشهور والأزمان.