زيادة.. “بحكم العادة” كل البلاد تعيش في الخرطوم.. تغادرها أيام الفطر وتعود إليها عقب انتهاء العطلة بقيمة مضاعفة.. حان الآن موعد رفع التذاكر
كان الميناء البري بالخرطوم الاثنين بتوقيت (الزيادة) أمس مسرحاً بلا أدوات.. أزمة المواصلات تزداد وتيرتها، فالعيد يدق على الأبواب لكن ثمة من يدق على أذنك بحماس وهو يفسر أزمة أمس بأنها مفتعلة طالما أن قيمة التذكرة لكل الولايات ستزداد اليوم بنسبة 25% أو القيمة التي يسميها البعض (العيدية)، فمن المعلوم بالضرورة أن تزيد نسبة مواصلات الخرطوم المتجهة نحو الولايات، أمر يفسره اتحاد أصحاب البصات السفرية بأنهم يضطرون للعودة من هناك دون ركاب وكأن البعض في داخله ينتقد هذه الحالة (المركزية) التي تجعل كل البلاد تعيش في الخرطوم لتغادرها أيام الأعياد وتعود إليها عقب انتهاء العطلة وبقيمة مضاعفة أيضاً، لأن الخرطوم عقب العيد ستستقبل فقط ولن تكون قادرة على ملء البصات المتجهة نحو الولايات.
ورغما عن الزيادة التي سيدفعها المواطنون عند مغادرتهم الخرطوم في الاتجاه نحو العيد، تبدو نقابة البصات وكأن الرضاء لا يغشاها.. في هذا الاتجاه يقول المواطن ياسر صلاح إنه سيدفع قيمة زيادة التذكرة ويضيف ضاحكاً: “بحكم العادة” ياسر يبدو غير مقتنع بمجموع المبررات التي تطرحها النقابة لتفسير زيادتها ويقول بأنها جزء من عملية الاستغلال التي يدفع فاتورتها المواطن.. لكن رغم الزيادة فإن نقابة البصات السفرية كانت قد هددت بالإضراب قبل العيد احتجاجاً على الظروف السيئة التي يعملون فيها وعلى الزيادة في أسعار قطع الغيار لدرجة أن بعضهم لم يخف قوله بأن النشاط يمكن أن يتوقف في أي لحظة ما لم يتم تغيير السياسات.
مؤكد أن اليوم ستشرق شموسه وقيمة المواصلات قد زادت بنسبة 25% فوق السعر العادي، لكن المؤسف أنه حتى القيمة الجديدة ستظل غير ثابتة باعتبار أن تجار السوق الأسود سيحتلون المساحة بين المواطنين وشبابيك تذاكر بصات الشركات لينالوا نصيبهم من رغبتك في المغادرة لحضور العيد بين أهلك وذويك.
ولا تنتهي حكاية العيد والسفر في المشاهد السودانية دون التوقف في محطة شرطة المرور التي أعلنت في وقت سابق عن بدء التفويج بالطوف يوم غد الثلاثاء، وهي العملية التي يستهدف منها أصحاب الرداء الأبيض تحقيق أكبر قدر من السلامة في شوارع المرور السريع أثناء أيام العيد، لكن أن يسبق رفع سعر التذاكر التفويج بيوم، ثمة مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها ولكنها تظل أسئلة بلا إجابات إلى حين. يقول البعض في قراءته لأرقام تذاكر المغادرين للخرطوم إن أزمة الجازولين ربما تلقي بتبعاتها على العملية كلها وربما تزيد من حدتها، لكن في المسار المتجه شمالاً ثمة من يشير إلى دور كبير يمكن أن يلعبه قطار النيل في تخفيف حدة الازدحام في الطرق الرئيسة بالشمالية، وهو أمر من شأنه أن يقلل من الازدحام في الطرق ويوفر قدراً كبيراً من الزمن على المغادرين إلى أهلهم.
سيغادر أحمد الطالب الجامعي مقر إقامته بالداخلية هذا الصباح متجهاً نحو الميناء البري، أحمد الذي اضطر أن يطالب بزيادة حصته للعودة إلى مدينته عقب عجزه عن الحصول على تذكرة أمس يقول بأن الحصول على مقعد في أحد البصات المغادرة إلى ربك يتطلب منك أن تنتظر مؤذن المسجد ليقول (كفوا) وأنت تحمل حقيبتك مغادراً وعندها يمكنك تحصيل مقعد والوصول باكراً.. أحمد لا يبدو في حالة عدم رضاء عن الزيادة بل يقول إنهم (خلاص وطنوا انفسهم على التوافق معها) بل إنه يضيف بأنه يضطر حتى في الأيام العادية لدفع ذات القيمة بسبب الزحمة وتجار السوق السوداء.
الآن يقترب العيد أكثر فأكثر وبغض النظر عن إعلان الحكومة أن الإجازة ستبتدر يوم الخميس القادم فإن كثيرين سيحملون حقائبهم منذ الغد مغادرين الولاية الأكبر والتي تعاني منذ بداية رمضان من مشاكل تتعلق بعدم استقرار إمداد الماء والكهرباء إلى الولايات الأخرى، وهي المغادرة التي تتطلب منهم أن يدفعوا فواتير الزيادة في قيمة الترحيل، يفعلون ذلك وعلى سيماهم الرضاء في حال توفرت الوسائل التي تقرب المسافات وتوفر لهم راحة الوصول بغض النظر عن القيمة المادية لها
اليوم التالي