نجوم جنوبية.. لمعوا في مستطيلات الشمال
ظل جنوب السودان منذ الأذل يرفد شماله بعدد من اللاعبين المميزين في مجال كرة القدم من لدن منصور سبت, يور, ادوارد جلدو, جيمس جوزيف, مناوا, ريتشارد جاستن, جمعة جينارو واتير توماس هذه الاسماء السمراء التي عطرت الساحة الرياضية السودانية بجميل فنها وسطرت اسمائها باحرف من نور علي سجلات كرة القدم السودانية باسهاماتهم الواضحة في تحقيق العديد من الانتصارات والانجازات التي سيحفظها لهم التاريخ سواء مع انديتهم او مع المنتخب الوطني كما انهم لم يبخلوا بجهدهم وعطروا ملاعبنا بابداعاتهم الراقية وفنهم الكروي الاصيل وستظل ذكراهم عالقة باذهان الجميع ولن يطويها النسيان رغم تداعيات السياسة التي جعلت منهم فيما بعد اجانب لا يسمح لهم بدخول السودان الا بجواز.
أول جنوبي في صفوف المريخ:
جاء توقيعه للمريخ في العام 1983 م قادما من مريخ جوبا ويعد اول لاعب قادم من اندية الجنوب لكشوفات الاحمر الوهاج و ظهر منصور سبت في تصفيات بطولة دوري السودان مع أحد فرق جنوب السودان بصورة لافتة للنظر بادائه الجاد والمسئول وكان محط أنظار فرق القمة وتحركت على الفورغرفة تسجيلات المريخ وقامت بكسب تسجيله، من ابناء دفعته بالمريخ جمال أبو عنجة وعاطف القوز وإبراهيم عطا وفائز حسن وضحية حامد اذن (اذن سبت من الجيل المانديلي الذي منح السودان اول بطولة خارجية علي مستوي الاندية بالفوز بلقب كاس الكؤوس الافريقية في العام 1989م اول مبارياته مع المريخ كانت امام الزمالك المصري وقدم خلال تلك المباراة اداء ممتازا نال به اشادة الجميع بما فيهم مسؤلو نادي الزمالك وشارك منصور سبت في إنجاز كاس سيكافا 86 وكاس دبي 87 وفي العديد من البطولات المحلية مع المريخ، شطب منصور سبت من كشوفات المريخ في العام 1988 م وهو في أوج عطائه ولم يكن يستحق ذلك وبعد شطبه لعب أربعة مواسم رائعة مع فريق أم دوم الصاعد لدوري أندية الدرجة أولى في تلك الفترة وكان من ركائزه التي ساهمت في تثبيت الفريق بدوري الدرجة الأولى، شارك منصور سبت مع الفريق القومي السوداني في عدد من المباريات وأدى الضريبة على أحسن مايكون، كان منصور سبت ظهير عصري بمعنى الكلمة لتمتعه بأمكانيات فنية وبدنية عالية تساعده على القيام بواحباته الدفاعية والهجومية على أكمل وجه.
يور.. أعظم انجاز:
ساهم الحارس الجنوبي يور في اعظم انجاز تحقق في تايخ الهلال حيث استطاع يور ان يصل بالازرق الي نهائي كاس الاندية الافريقية بعد ان نجح في التصدي لركلتي جزاء في المباراة الشهيرة التي جمعت الهلال بفريق بندل يونايتد في نصف نهائي بطولة الاندية الافريقية الابطال عام 1987موصعد لنهائي البطولة امام الاهلي المصري وقد ظل يور وطوال مسيرته مع الازرق والتي امتد لسنوات عددا في اداء مستويات رفيعة نال بها اشادة الجميع وعقب اعتزال اللاعب للكرة اتجه الي وظيفة تدريب حراس المرمي وقد اشهر يور اسلامه في يوليو من العام 2012 ابان عمله كمدرب حراس مع نادي الاهلي دبي، بعد قناعة كاملة منه بانه الدين القويم والرسالة الخاتمة ، وقد اعلن الكابتن يور الذي اسمي نفسه يوسف اعلن الخبر في اجتماع عقد بدبي بمنزل الكابتن عبده مصطفي نجم الهلال السابق ويور الان مقيم بالولايات المتحدة الامريكية.
ريتشارد 100 مباراة دولية:
عفب انفصال الجنوب عن الشمال في يوليو 2011م اختار اتحاد كرة القدم بجنوب السودان (أحدث دولة في الفيفا) عدداً من اللاعبين الجنوبيين الذين يلعبون لدى الأندية في السودان الأول للتجمع للمنتخب الوطني الجنوبي، ومن أبرز الأسماء التي تم اختيارها لاعب منتخب السودان الدولي السابق ريتشارد جاستن، الذي اصبح بذلك عميد لاعبي منتخب الجنوب وقاده في أول مباراة دولية لهم أمام منتخب “أوغندا” في العاشر من يوليو من العام 2012م والذي صادف العيد الأول لدولة الجنوب، وحمل ريتشارد المولود في يوليو 1979م، شارة القيادة لمنتخب السودان في عدد من المباريات قبل انفصال جنوب السودان في يوليو 2011، وخاض ما يقارب 100 مباراة دولية في الفترة ما بين 2002 إلى 2009 وشارك في نهائيات أمم أفريقيا 2008 في غانا، وحقق ريتشارد العديد من الإنجازات والألقاب سواءً مع المنتخب أو الأندية التي لعب لها، حيث حصل مع المنتخب السوداني على لقب بطولة شرق ووسط أفريقيا سيكافا للمنتخبات، أما على صعيد الأندية فحصل مع نادي الهلال على بطولة الدوري الممتاز عدة مواسم وكأس السودان، كما وصل معه إلى نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا، كما لعب مع المريخ في دور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا، ومع فريق الخرطوم الوطني في بطولة الكونفيدرالية، وخاض تجربة احتراف بمصر، وبدأ اللاعب مسيرته الحافلة بالكثير من المحطات المضئية في الكرة السودانية مع فريق درجة ثالثة هو نادي الصحافة تألق معه لينتقل بعدها إلى فريق الخرطوم 3 انذاك المعروف الآن بفريق الخرطوم الوطني ولمع نجمه مما مكنه من أن يحجز مكان فه في صقور الجديان وشارك معهم في التصفيات الأفريقية تحت قيادة المدرب الوطني أحمد بابكر، تألقه كان دافع لدخول ناديي القمة المريخ والهلال في منافسة شرسة للحصول على خدماته فاز بها الأزرق عام 2000م واصبح من اعمدة الهلال الاساسية وحمل شارة القائدة في اللقاءات التي غاب عنها القائد الأول للفرقة الزرقاء انذاك هيثم مصطفى، المستوى المميز الذي قدمه مع الهلال وصقور الجديان جعله مطمع وهدف لعدد من الأندية العربية فانتقل لصفوف “الإسماعيلي المصري” مع انطلاقة موسم 2004م لكون بذلك جاستن ثاني لاعب سوداني يحترف في صفوف الدوريش، ثم عاد من جديد لصفوف الهلال بعد موسم واحد فقط نظراً لتراجع مستواه مع الإسماعيلي وسرعان ما استعاد بريقه وكان اساسياً في مع الهلال والمنتخب حتى نهاية موسم 2009م الذي أعلنت فيها إدارة الأزرق الاستغناء عن خدماته، مع بداية موسم 2009 خرج جاستن لخوض ثاني تجاربه الاحترافية في مشواره مع الساخرة المستديرة وكانت وجهته هذه المرة نادي مسقط العُماني، واستطاع أن يكون إضافة قوية لفريقه الجديد وقاده ليختتم الموسم في المركز الرابع كما حصد معه بمستواه العديد من جوائز النجومية في المباريات التي خاضها مع مسقط، التألق الواضح في عُمان فتح باب المنافسة مجدداً بين قطبي الكرة السودانية ولكن هذه المرة فاز بها المريخ في صفقة لم تدم سوى 6 أشهر، وجاء انضمامه بناءً على اصرار من مدرب الفريق وقتها الكرواتي رادان بينه وقال بعد التعاقد معه: (فضلت ريتشارد لاني احتاج للاعب في كامل الجاهزية الفنية خاصة وأن فريقي يشارك في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا , أعتقد أن الفريقي سيستفيد منه ومن خبراتة الطويلة)، وطبعاً انضمامه للأحمر سيطر لفترة ليست بالقليلة على احاديث وسائل الاعلام السودانية فضلاً عن ردة الفعل في الشارع الرياضي السوداني وبين الانصار بعد ارتداءه للشعار الأحمر وزاده التهاباً وعود من رئيس الهلال في ذلك الوقت صلاح إدريس بأنه عودته للسودان ستكون من بوابة الأزرق لكن مفاوضتهم افتقرت للجدية مما سهل على الند التقليدي حسم الصفقه لصالحه هذه المرة، وبعد أن لعب بألوان شعار نادي المريخ لمدة 6 أشهر بعدما أخفق الأحمر في حصد لقب الدوري المحلي بالإضافة للخروج من دوري الأبطال عاد ريتشارد جاستنإلى نادية القديم الخرطوم يذكر أن الصحف نقلت رغبة ريتشارد في نيل جنسية الشمال الذي ولد فيه وتزوج منه ولديه اطفال من زوجته الشمالية لا يعرف مصير انتمائهم.
ادوارد جلدووحكاية تالق مبكر:
مدرسة اشبال المريخ كانت البداية للابنوسي ادوارد جلدو فضة عبر مسيرته الرياضية ولموهبته التي لاتخطئها عين كان من الطبيعي ان يشمله قرار التصعيد للفريق الأول وتم ذلك في عهد المدرب الالماني (هورست) والذي كان يشركه في خانة المهاجم الساقط والتي من خلالها كانت تظهر الامكانيات الفنية الكبيرة لادوارد ولمستواه العالي فرض اداورد جلدو وجوده في تشكيلة المريخ الاساسية رغم صغر سنه وحداثة تجربته وكان يشكل ادوارد جلدو ثنائية رهيبة مع رفيقه إبراهيم حسين (ابراهومة)، لاحقا تم توظيف ادوارد جلدو في خانة الارتكاز بعد أن فقد المريخ نجميه حمد الجريف لشطبه ووهبة لهجرته لكندا ولحوجة المريخ كان يشارك ادوارد في هذه الخانة والتي كانت تحد كثيرا من امكانياته، عندما اكمل ادوارد جلدو فترة قيده وطلب منه اعادة تسجيله رفض ادوارد التوقيع لانه لم يجد التقييم المالي المناسب من مجلس ادارة نادي المريخ وعلى اثر ذلك قام بالتوقيع للند الهلال بعد أن فاوضه وقيمه التقييم المستحق، لعب ادوارد للهلال عدة مواسم رائعة وشارك في تحقيق العديد من البطولات مع زملائه وبعد أن تم شطبه اتجه شرقا ولعب موسما واحدا لفريق التاكا الكسلاوي والذي كان يلعب آنذاك ضمن مصاف فرق الممتاز، وادوارد جلدو لاعب فنان .. رشيق .. خلوق .. كان يمتلك كنترول عالي وقدرة على التخلص من الخصم بمراوغاته المجدية وبحركة دائبة لاتهدأ طوال المباراة وهو امتداد للعمالقة بشارة عبد النصيف وسامي عز الدين وعادل امين، وبحسب مقربين فان اللاعب السابق للهلال والمريخ موجود حاليا بقاهرة المعز.
توماس.. صمام الأمان:
اتير توماس ماغور من مواليد جوبا بجنوب السودان في الرابع عشر من فبراير للعام 1987م نشا وترعرع في الخرطوم ولكن اسرته حاليا موجودة بعاصمة جنوب السودان جوبا ينتمي الى اسرة تعشق كرة القدم حد الجنون لديه اثنان من اشقائه يلعبان بدوري الدرجة الاولي بجنوب السودان رغم ميول اللاعب الهلالية الان اسرته تذوب عشقا في المريخ كغالبية سكان الجنوب الذين يدينون بالولاء والانتماء للاحمر الوهاج قدم نوماس مستويات عالية مع الازرق ونجح في قيادته لتحقيق العديد من الانجاوات كان اخرها الفوز بدوري سوداني الممتاز العام المنصرم والان نجح في قيادة الازرق الي دوري المجموعتين لمسابقة دوري ابطال افريقيا وكان احد نجوم ملحمة مازيمبي الاخيرة التي نجح الازرق من خلالها في فرض التعادل السلبي علي الغربان في معقلهم ووسط جماهيرهم وذكر اللاعب في احدي حواراته انه يمني نفسه باللعب في صفوف الارسنال الانجليزي.
جينارو.. حارس العرين:
قدّم حارس مرمى الهلال جمعة جينارو اوراق اعتماده من خلال مشاركات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة ونجح الحارس القادم من أهلي شندي في التأكيد على موهبته وعلو كعبه حيث اجتاز أمتحاني المشاركة في مباراتي إينمبا النيجيري والرجاء البيضاوي المغربي، في دوري ابطال افريقيا جمعة جينار من مواليد مدينة شندي عام 1986 لأسرة تتكون من عدد كبير من الأخوان والاخوات حيث كان والده متزوجا من أمرأتين وترتيبيه الخامس بين أشقائيه، النشأة الأولى كانت بشندي التي قضي بها فترة الطفولة وجزء من الصبا ثم غادرها إلى الخرطوم بعد وفاة الوالد الذي كان يعمل في الجيش وذهب إلى ولاية نهر النيل لدواعي العمل وطاب له المقام فاستقر بشندي حتى وفاته، درس جينارو مرحلة الأساس وامتحن شهادة الأساس من شندي وبعد ذلك انتلقت الأسرة إلى الخرطوم وفيها درس المرحلة الثانوية وصولاً إلى الشهادة السودانية التي كانت آخر محطاته مع الدراسة حيث تفرغ بعدها لكرة القدم، التي بدأ مسيرته فيها بفرق البراعم وتحديدا براعم الأخوة بشندي، ومنذ البداية كان ينظر لكرة القدم على أساس أنها تمثل مستقبله لم يتعامل معها على مبدأ أنها هواية، بعدها انتقلت اسرته الي الخرطوم واستقرت بالفتيحاب وانضم الي صفوف فريق رابطة الامتداد وشارك معه باحدي الدورات ونجح في قيادة فريقه للفوز بالكاس هذه الدورة كانت بمثابة خطوة للأمام حيث اتصل به فريق نجوم أمبدة (درجة ثالثة) وانتقل للعب في صفوفه وقضي فيه موسمين ونصف من نجوم أمبدة انتقل للعلمين الخرطوم، ومنها إلى فريق الأهلي شندي ثم الهلال ثم معاراً من كوبر للهلال.
تقرير : محمد عثمان- الوان