في كادقلي!
> من حر الخرطوم اللافح، هربنا إلى مدينة كادقلي بجوها الماطر وغماماتها القريبة، وكان يوم أمس كعُرس بهيج في حاضرة جنوب كردفان التي ترفُل في ثوب أخضر قشيب، طرَّزه الخريف. الخضرة تكسو الجبال والسهول والماء على جسد الوديان والخيران يجري كما الأحداث المتلاحقة التي مرت بها جبال النوبة خلال السنوات الماضية.. وصناعة السلام تبدو عسيرة وشاقة، لكنها ليست مستحيلة. تتطلب إرادة قوية ووحدة متماسكة للمجتمع المحلي، وهو يرتب خياراته وتطلعاته ونظرته للمستقبل، والأيام القادمات. وبدت الأرض القريبة من كادقلي من نافذة الطائرة كأنها تتهيأ لواقع جديد، فالقردود الممتد شمالي شرق المدينة ظهرت عليه لمسات المزارعين وقد فلحوا الأرض وجهزوها والمستطيلات المحروثة بين المروج الخضراء تعطي الإشارة بألا شيء يمنع الإنسان من تحدي الظروف القاهرة وهزيمة الحرب وانبثاق فجر السلام والطمأنينة.
> انزلقت بنا عجلات الطائرة بيسر على مدرج مطار كادقلي في أول رحلة لشركة تاركو للطيران، وهي تدشِّن خطاً لسفريات الركاب إلى ولاية جنوب كردفان، بعد غياب الرحلات الجوية المدنية من سنوات طويلة، وتدشين الخط هو أولى استهلالات الوالي الجديد اللواء الدكتور عيسى آدم أبكر، الذي وجد أن الصلة الوحيدة بين الولاية وأجزاء السودان والأخرى وعاصمة البلاد، هي الطريق البري ويحتاج المسافر إلى اثنتي عشرة ساعة حتى يصل من الخرطوم الى كادقلي مروراً بعدة ولايات حتي يصل، كما أن تكلفة السفر بالحافلات والبصات تقارب سعر التذكرة من الخرطوم إلى كادُقلي بالطائرة التي كان افتتاح خطها السفري أمس.
> الاحتفال الرمزي بافتتاح الخط، يعني الكثير لولاية تعاني من الحرب والنقص في الخدمات والتخلُّف التنموي وظروف أخرى أثرت في الاستقرار والنشاط الاقتصادي والتجاري، وتأذى منها المجتمع.
> ولا يخفى على أحد، إن السنوات الطويلة القاسية التي عاشتها جنوب كردفان، عانى منها إنسانها من ضعف مريع في الخدمات، فتراجع التعليم الى معدلات صفرية في بعض المحليات، وانهارت المؤسسات الصحية، وزحفت أعداد كبيرة من النازحين الى المدن والحواضر الصغيرة.
> وتعاني الولاية في رئاسات المحليات والقرى من نقص في خدمات المياه ولا توجد كهرباء إلا في مدينتين أو ثلاث، كما أن السلام ظل بعيد المنال..
> التفكير في مواصلة تطبيع الحياة المدنية وتسهيل التواصل والانتقال للمواطنين وجعل الحياة تتطور في اتجاه كونها حياة عادية وطبيعية، هو المدخل السليم لتغيير الواقع في جنوب كردفان وتذليل حياة مواطن أفقرته الحرب وأفقدته خصائص وسمات كثيرة تتعلق بنمط الحياة المدنية الحديثة.
> لم تحمل طائرة شركة تاركو الأمل فقط لمدينة كادقلي، بل أنعشت -كما قال رئيس الغرفة التجارية بالمدينة في الاحتفال أمس- آمالاً كثيرة لدى التجار والقطاع الخاص والمصارف ومؤسسات عديدة، للعمل على ترقية جهودها وأعمالها من جديد، وقال والي جنوب كردفان في الاحتفال، إن الحياة ستتغير وسيكون التنقل السهل للمواطنين مدعوماً من حكومة الولاية. فسعر التذكرة لا يزيد عن خمسمائة جنيه وهي تكلفة تزيد قليلاً عن كلفة السفر البري. ووعد بمزيد من العمل لصالح المواطنين حتى تتهيأ كل الظروف الملائمة لعودة جنوب كردفان الى سابق عهدها، وقد نبذت الحرب وحققت السلام المنشود.
> ومن ملامح التحولات الكبيرة التي تجري في هذه الولاية، أن معنا في الطائرة وفداً كبيراً من رئاسة بنك الخرطوم بقيادة السيد فادي المدير العام، ولأول مرة تستقبل كادقلي زواراً من البنك في وفد بهذا الحجم، وكانت الدهشة على وجوهم عندما استقبلتهم المدينة بجمالها وفرقها الشعبية ورقصاتها المتنوعة، وانخرط الوفد في اجتماعات طويلة مع الوالي، كانت ثمارها تمويل البنك لمشروعات تنموية كبيرة أهمها تمويل الخط الناقل للكهرباء من مدينة الدبيبات الى كادقلي بطول 160 كيلو متراً وهو الحل النهائي لمشكلة الطاقة في الدلنج وكادقلي ويمكن أن تزدهر الحياة والصناعة والزراعة والإنتاج الحيواني والخدمات بدخول هذه المدن الى الشبكة القومية بعد شهور، ووعد وفد البنك بمشروعات اخرى سيكون لها أثرها المباشر على الأوضاع في الولاية.
> ما شهدناه أمس في كادقلي دليل عافية وتحتاج جنوب كردفان الى سند ومساعدة أكبر، حتى تستعيد ماضيها وتودع أزمنة القحط والحرب والخراب.. وهناك أمل لا يزال..
يا اخي حقو تطلعوا من الحتة الضيقة (الانتوا ) فيها دي !!! ياخي انت رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين وانت بتكتب عمودك دا في جريدة بتدعي انها قومية لي كل اهل السودان ؟؟ كويس ليه كل كتاباتك عن كردفان ودارفور؟؟!!.. اصلوا ما قرينا انك سافرت الشمالية في رحلة مع مسئول بي اموالنا نحن اهل السودان وجيت كتبت عنها ؟؟!! او عن الطقس في الدامر !! ولا عن معانات اهلنا في شندي ولا كريمة ولا دنقلا ؟؟!! ,,,,, اتركوها