ميثاق شبابي شعبي
تلقيت دعوة كريمة من الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الشباب، للمشاركة في فعاليات الملتقى الثاني، لشباب دول حوض النيل، الذي بدأت أعماله يوم الثلاثاء الأول من أمس، ويستمر لمدة أسبوع، ويشارك فيه السودان بوفد شبابي رفيع، يقوده الوزير الشاب الأستاذ الطيب حسن بدوي، لكن الوزير سيشارك – كما علمت – في أيام الملتقى الأخيرة.
وطلب إليّ ممثل وزارة الشباب المصرية، أن أبذل جهدي لأكون في القاهرة منذ الغد – المحادثة كانت مساء الثلاثاء – أي كان من المفترض أن أغادر يوم أمس، لكنني اعتذرت له بأن الوقت ضيّق، وأن السفر يحتاج إلى تجهيزات خاصة، حتى ولو كان لمدة يوم واحد، فكان الرجل كريماً، وطلب إليّ أن اختار اليوم المناسب للسفر قبل ختام هذه الفعاليات، وأضاف إلى ذلك أنه سيعدِّل مواعيد حجز الطائرة للموعد الذي أحدده، مشيراً إلى أنه بعث بتذكرتي سفر لي ولرفيق رحلتي الأستاذ أحمد البلال الطيب، عن طريق مكتب المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية، في الخرطوم الأستاذ عبد الرحمن ناصف، فوجدت أن أنسب يوم بالنسبة لي للسفر والمشاركة سيكون يوم غدٍ الجمعة بإذن الله، لأنني أريد الوقوف على الخطوات التي يمكن أن تقرِّب الشباب بعضهم إلى بعض، في وقت تعمل فيه بعض الحكومات على التفريق بينهم، وبين شعوب حوض النيل.
علمت أن الملتقى الشبابي الأفريقي، يضم نحو مائتي شاب وشابة من دول حوض النيل العشر، ويشارك فيه وزراء الشباب ممثلين لحكوماتهم، وأعادت إليّ فكرة انعقاد هذا الملتقى، أيام الانفتاح العربي الأفريقي، الذي حمته إرادة سياسية قوية لدى القادة العرب وعلى رأسهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والقادة الأفارقة الذين رأوا في مصر نموذجاً للتحرر المنشود، ومقاومة المستعمر، خاصة وأن الرئيس عبد الناصر، كان يهتم ويرعى رعاية خاصة كل حركات التحرر الأفريقية.
الآن استقلت كل الدول الأفريقية، وربما كان آخرها دولة (جنوب السودان) التي نرى أنها (انفصلت) عن الوطن الأم، ويرى بعض قادتها أنها (استقلت)، لكننا قبلنا خيار أشقائنا بالانفصال كما نسميه، وبالاستقلال كما يسميه بعض ساستهم وقادتهم، وسعدنا أنهم الآن يشاركون في ملتقى القاهرة بوفد رفيع تقوده وزيرة الشباب في حكومة الفريق سلفاكير.
القضية الآن لن تكون (التحرر) مثلما كانت قبل عقود، لذلك لا بد من إطار يجمع بين القوى والشرائح الأفريقية المختلفة من أجل قضايا الشعوب والدول، والذي يحدث الآن في مصر، يمكن أن يكون نواة لميثاق شبابي خاص بشباب حوض النيل، يكون ركيزة قوية لتبادل الثقافات والخبرات، ويصبح أرضية ثابتة لتعاون مشترك من أجل دول الحوض.
نريد لشباب حوض النيل أن يمضي في طريق التعاون الإقليمي الشعبي، بعيداً عن تدخلات الحكومات، بل يصبح الشباب هم وسيلة ضغط قوية على حكوماتهم لتسهيل ما يصبون إليه.. وليت القيادات السياسية تبتكر من الأساليب ما يقوّي تلك الروابط.
وقبل الختام لا بد من الإشارة إلى مقترح تقدمت به للأخ الباشمهندس الحاج عطا المنان، رئيس نادي «الهلال»، بأن يتبنى «الهلال» قيام دورة رياضية خاصة بأندية دول وادي النيل الثلاث، السودان، ومصر، ودولة جنوب السودان، وقد قبل السيد رئيس نادي الهلال الفكرة ورحب بها مؤكداً على عائدها السياسي الكبير، وقال إن الترتيبات لذلك ستتم مع الاتحاد العام لكرة القدم السوداني.. ليتنا نبدأ ونكون من السابقين.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]