حوارات ولقاءات

المطرب الشعبي الكبير محمود علي الحاج في ضيافة “أول وأول”:

المطرب الشعبي الكبير محمود علي الحاج رئيس اتحاد فن الغناء الشعبي لأربع دورات متتالية بما فيها الدورة الحالية، من مواليد مدينة بربر عام 1946 ، جاء إلى الخرطوم عام 1956 وعمره لم يتجاوز العشر سنوات، برفقة والده الذي كان يعمل موظفاً في مديرية الدامر ونقل إلى الخرطوم للعمل في وزارة الاشغال واستقروا في حي الهجرة بأمدرمان، أغنياته المسجلة في الإذاعة تقارب الـ 70 أغنية، كما له ما يقارب الـ 80 أغنية موزعة مابين القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة، وهي عبارة عن تسجيلات في البرامج والحفلات الخارجية، وما يحمد لمحمود أنه ظل متمسكاً بعضويته في الاتحاد والبقاء فيه حتى يساهم في النهوض به بعد أن كان على شفا حفرة من الانهيار بعد أن ابتعد عنه رموزه وتخلو عنه وهجروه إلى اتحاد المهن الموسيقية وهو يعيش أحلك الظروف، فبقي محمود وقبل التحدي وشمَّر عن سواعد الجد وحوله زملائه المخلصين فأعادوا الاتحاد من جديد إلى ألقه وجماله وعاد إليه رواده الذين يعشقون الفن الشعبي الأصيل، فأصبحت منتديات الدكشنري علامة بارزة في تأريخ هذا الاتحاد، والجميل أن هذه المنتديات ظلت متواصلة دون توقف مساء كل سبت واثنين من كل أسبوع، في هذا الحوار نستكشف مع محمود بعض تفاصيل مسيرته الفنية على أمل أن نلتقي به قريباً في حوار نتناول فيه مسيرة اتحاد فن الغناء الشعبي، فإلى مضابط هذا الحوار الذي نطلق عليه “أول وأول” .
• أول من تنبه لموهبتك الغنائية ؟
• في عام 1965 الأستاذ الصحفي المخضرم ميرغني البكري استمع إليّ أغني لكن لا اذكر أين، استمع لي أول مرة لكنه كتب عني كلاماً جميلاً في مجلة ( هنا أمدرمان) وتنبأ بنجاحي، وكان حديثه هذا بالنسبة لي دافعاً قوياً جعلني أتمسك بالغناء كثيراً وأذكر أنني التقيت به لأول مرة في افتتاح دار اتحاد فن الغناء الشعبي عام 1964 وكان مقره آنذاك يقع جوار منزل عبد الحليم الطاهر المحامي شمال المحكمة الشرعية .
• أول من أخذ بيدك من الفنانين أو الشعراء ؟
• المطرب محمد أحمد عوض أخذ بيدي في كل شيء، وكان خير معين لي في بداية مشواري، كان متابعاً لي متابعة دقيقة، وكان دائماً يسجي لي النصائح والإرشادات وكان يطالبني باختيار الكلمات والألحان الجميلة وضرورة أن أكون فناناً منضبطاً وملتزماً تجاه فني وجمهوري، وأن أحسن التعامل مع المعجبين والأجهزة الإعلامية، وأشهد له أنه كان وراء ما وصلت إليه حتى الآن على الرغم من أنني لا زلت اعتبر نفسي في منتصف الطريق.
• أول تأريخ في الذاكرة مازال عالقاً بذهنك حتى الآن ؟
• في عام 1966 لا اتذكر الشهر بالضبط، لكن في هذا العام قمت بتسجيل أول أغنية خاصة بي رسمياً للإذاعة وهي أغنية ( لسة صغيرة تبت دابه ) وهي من كلمات الشاعر الشاذلي العيدروس ومن ألحاني . وهي أول تجربة لحنية لي .
• أول مرة أُجيز فيها صوتك ؟
• أجيز صوتي عام 1966 من لجنة الأصوات الجديدة للإذاعة، وكان من بين أعضائها الأساتذة برعي محمد دفع الله – علي مكي – د. مكي سيد أحمد .
• أول برنامج إذاعي شاركت فيه ؟
• شاركت لأول مرة في برنامج غنائي بعنوان ( من الشاشة إلى المايكروفون ) وكان يبث في نفس الوقت في الإذاعة والتلفزيون وهو من تقديم الأستاذ محمد خوجلي صالحين، وشارك معي في الحلقة الفنان حمد الريح وقدمت فيه أغنيتين الأولى ( لسه صغيرة ) والثانية ( ليلة كانت ليلة في جنة الفردوس ) وهي الأغنية الثانية الخاصة بي لمشواري الفني وهي من ألحاني وكلمات التوم خميس .
• أول فنان استمعت لأغنياته وأنت صغيراً ؟
• استمعت للفنان إبراهيم عوض من خلال الراديو وكان عمري آنذاك سبع سنوات، وأنا في هذا العمر كنت أحفظ كل أغنياته عن ظهر قلب .
• أول خلاف فني نشب بينك وبين زميل ؟
• طوال مسيرتي الفنية لم ينشب أي خلاف بيني وبين أي زميل، ولم أتعد على أي زميل طيلة عمري الفني لا فنان ولا شاعر ولا ملحن ولا حتى في الأجهزة الإعلامية , والحمد لله علاقاتي في كل الأوساط على ما يرام .
• أول مرة ندمت فيها على دخولك الوسط الغنائي ؟
• لم أندم أبداً لإحساسي أن الفن رسالة ورسالة سامية وعظيمة لمن يحسها ويخلص لها ويتفاعل معها ويدافع عنها ويضحي من أجلها بالغالي والنفيس .
• أول مرة انضممت لاتحاد الغناء الشعبي ؟
• منذ افتتاحه عام 1964 في ذلك الوقت كان الاتحاد يعمل على استقطاب كل من يهوى الغناء ويرغب في الانضمام إليه، وهنا لابد من الإشارة وأنا انتهز هذه الفرصة لتأكيد أن أول رئيس للاتحاد هو الأستاذ محمد بابكر وبعده تولى الرئاسة حسن الأمين .
• أول حافز تلقيته من الأجهزة الإعلامية ؟
• مبلغ 7 جنيهات في عام 1966 نظير تسجيل أغنية ( لسه صغيرة ) للإذاعة، وكان هذا المبلغ وقتها كبيراً جداً .
• أول لحظة ندم عشتها في حياتك؟
• في الحياة عموماً لحظات الندم كثيرة وأيضاً لحظات الفرح كثيرة أيضاً والحمد لله رب العالمين .
• أول رحلة فنية داخلية ؟
• كانت إلى مديرية النيل عام 1970 وكنت برفقة الممثل عثمان حميدة تور الجر والمطرب عوض الجاك وأقمنا حفلات غنائية عديدة بدأت من شندي وأنت ماشي أما أول رحلة فنية خارجية كانت إلى الإمارات العربية عام 1979 بدعوة من النادي السوداني بدبي , وكنت برفقة المطرب إبراهيم عوض ونجم الدين الفاضل والممثل الفاضل سعيد.
• أول مرة ركبت فيها الطائرة ؟
• في عام 1970 غادرت إلى السعودية لأداء العمرة .
• أول أهدافك التي لم تتحقق حتى الآن ؟
• كنت أتمنى أن تتحقق أهداف كثيرة لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
• أول مرة شاركت فيها في مجلس إدارة فن الغناء الشعبي ؟
• لم أشارك إلا قبل 8 سنوات فقط عندما تم انتخابي رئيساً للاتحاد ومازلت رئيساً للاتحاد بعد أن جددت في – الجمعية العمومية – التي انعقدت مؤخراً – الثقة لدورة رابعة.
• أول مجال كان من الممكن أن يشاهد فيه محمود غير الغناء ؟
• لو ما الرغبة كانت أقوى لولوج مجال الغناء، لكان من الممكن أن تشاهدوني في مجال الرياضة لاعباً لكرة القدم وأسألوا عني رواد دافوري ميدان القلعة بأمدرمان عندما كان صوت كرة الشراب بيتسمع في الملازمين، وهذا الدافوري كان مشهوراً جداً على مستوى أم درمان وبحري والخرطوم ورواده من كل هذه المناطق، وكان يشارك فيه عدد كبير من فطاحلة الكرة السودانية مثل عبد الوهاب ترنه و قمبر .
• أول أغنية لفنان آخر تمنيت لو كانت من أغنياتك ؟
• أغنيات كثيرة تمنيت لو آلت ملكيتها لي وعلى سبيل المثال أغنية (حكمة ) كلمات عبد الرحمن الريح وغناء أحمد الجابري، وأغنية ( كيف لا أعشق جمالك ) للشاعر التنقاري غناء عثمان حسين .
• أول شاعر تمنيت أن تتغنى من كلماته ؟
• تمنيت أن أتغنى بكلمات الشاعر عبد الرحمن الريح ووفقت والحمد لله وغنيت من كلماته 5 أغنيات ( القلوب الطيبة – ظبية الداخلة – بأمانة – بدور – يومين يومين) .
• أول مولود ذكراً أم أنثى ؟
• ذكر – حاتم وعمره الآن 40 سنه، فرحنا بمقدمه كثيراً وفرحتنا كانت في محلها ( ما وقعت واطه زي ما بقوله ) فهو بار بي جداً جداً ويعمل أستاذاً بالمدارس الثانوية العليا , متزوج وله ولد وبنت .
• أول تجربة فاشلة في حياتك ؟
• لم أحس بالفشل يوماً لأنني عندما أتطلع إلى هدف أود الوصول إليه أنفذه بحساب وباتقان شديد.
• أول دمعة حزن نزلت على من ؟
• على والدي يرحمه الله الذي كان من أعظم الرجال أدباً وخلقاً وشجاعة ونبلاً، وهذا بشهادة كل الذين تعرفوا عليه وتعاملوا معه .
• أول عربة امتلكتها ؟
• عام 1973 تقريباً كانت ماركة بيجو فايف أو فور وهي من أجمل العربات وسعرها آنذاك لم يتعد الألف جنيه .
• من أوائل المطربين الذين تغنيت بأغنياتهم في بداية مشوارك الفني ؟
• أولهم إبراهيم عوض .. كل أغنياته القديمة كنت أحفظها عن ظهر قلب وأتغنى بها مثل ( ألم الفراق – كيف أنسى سيد روحي ) وغيرها من الأغنيات ويلي ذلك المطرب محمد أحمد عوض تغنيت بالعديد من أغنياته مثل ( كل عاشق – سبب الخصام ) وكنت قد سجلت ألبوماً غنائياً في عام 2000 يحتوي الألبوم على 6 أغنيات من الأغنيات الخاصة بالمطرب محمد أحمد عوض وقدمت في هذا الألبوم أغنيات ( كل عاشق – أخواني الجميع – كفاية نوح يا عين – يا راحل بدون انذار – سبب الخصام – جوبا ) لكن مع الأسف لم ير هذا الشريط النور حتى الآن ومازلت محتفظاً به وهذه دعوة لكل الإذاعات الخاصة والعامة لمن يرغب في اغتناء هذا الشريط ارجو الاتصال بي.
• أول موقف صعب مر عليك ؟
• كنت مرتبطاً بحفل زواج ولكنني مرضت فجأة ولم أتمكن من الالتزام بإحيائه مما سبب هذا الموقف الكثير من الحرج لأصحاب الزواج. ثانياً أنا اعتدت طوال مشواري الفني أن أكون ملتزماً بكل ارتباطاتي الفنية .
• أخيراً أول أغنية قدمتها وندمت عليها ؟
• كل الأغنيات التي قدمتها كانت ناجحة وهذا يرجع لدقة اختياري للنصوص والألحان كما أنني أتأنى دائماً في تقديم الأغنيات الجديدة حتى لا أضع نفسي في موقف محرج وأندم عليه كثيراً .

 

التيار

تعليق واحد

  1. أنت ملك الغناء الشعبي بلا منازع، ولكن هناك من سُمّي ب”ملك الغناء الشعبي” ولا أدري من أطلق عليه ذلك اللقب ، فأنت تُغني باحترام أوله لنفسك وثانياً لغنائك وثالثه لمُستمعيك ، وغيرك لا إحترام لهيئته و لا لملابسه ولا طريقة أدائه ولا كورسه(الشيالين) أيضاً أداؤهم غير مُقنع بأنهم يُغنون غناءاً شعبياً. وبصفتك رئيس اتحاد فن الغناء الشعبي لأربع دورات متتالية بما فيها الدورة الحالية، على الإتحاد أن يتصدى لكلِ من لا يؤدي الغناء الشعبي بإحترام لنفسه وغنائه و جمهور المستمعين وحتى أفراد الكورس الذين أداؤهم لا صلة له بالغناء الشعبي أبداً ،فهؤلاء يُشوِهون الغناء الشعبي بأداء فجّ ومظهر مُعوّج. والدليل على كلامي لمن لا يقتنع عليه بالرجوع لحلقات غناء الحواري في فضائية أمدرمان ليرى الغناء والأداء الأسوأ للغناء الشعبي.