منقبون سودانيون وصيادون مصريون كيف الحال؟
على الرغم من تحسن العلاقات السودانية المصرية ولكن هناك بعض الإشكاليات الصغيرة والتي يمكن علاجها قبل أن تستفحل وتعيد الناس للمربع الأول.. في فترة سابقة اشتكى بعض السودانيين المنقبين عن الذهب بالمناطق الشمالية، وبالطبع أولئك المنقبون لا يعرفون المناطق التي يمكن أن ينتهي فيها التنقيب فسرحوا حتى دخلوا الحدود المصرية.. فهل المصريون اعتبروا ذلك تعدياً ويجب أن يقبض على أولئك وأن يخضعوا إلى محاكمات. وبالفعل تم ضبط عدد كبير من السودانيين وتم الاستيلاء على آليات التنقيب وتعدى ذلك للاستيلاء على سياراتهم غالية الثمن ولن يشفع التوسل ولا التدخل الفردي أو الجماعي حتى وصلت الشكوى إلى الرئيس “السيسي” ولم يتم حل المشكلة، فعشرات من السيارات الباهظة الثمن استولت عليها الجهات المسؤولة بمصر ولم يتم الإفراج عنها حتى الآن، لأن الجهة التي تم ضبط السودانيين فيها تعتبر جهة حدودية ومن قام بعملية الضبط القوات المسلحة، ولكن حتى إذا كانت القوات المسلحة فهذا لا يعطيها الحق في مصادرة تلك الممتلكات، فالحل ودياً ممكن، وفي يوم من الأيام مصر والسودان كانا دولة واحدة فيمكن أن تصدر تحذيرات لأولئك المدنيين بعدم الاقتراب من تلك المناطق، كما هو الحال بالنسبة للصيادين المصريين الذين تعدوا على المياه الإقليمية السودانية وتم ضبط أعداد منهم وفي كل مرة كان يتم التوصل لإطلاق سراحهم، ولكن الآن يبدو أن السلطات السودانية تريد أن تعامل الإخوة المصريين بالمثل، فإما أن يتم إطلاق سراح المدنيين السودانيين ومن ثم يتم إطلاق سراح الصيادين المصريين. فأهل السودان دائماً يسامحون ولا يتشددوا في قراراتهم مع الإخوة المصريين، ولكن الإخوة المصريين متعسفون معنا في قراراتهم، فكم من مواطن سوداني زج به في داخل السجون المصرية، وكم من مواطن سوداني تم إطلاق النار عليه وأردي قتيلاً إن كان يهم بالدخول إلى إسرائيل أو اعتراض طريقه في أي منطقة من مناطق مصر.
وها هي مصر تصادر عدداً كبيراً من سيارات السودانيين ولا أحد يستطيع أن يفكها ولن نسمع بأن واحداً من المسؤولين تدخل لحل المشكلة، ولكن الإخوة المصريين أحياناً يصنعون من الحبة قبة ويثور الإعلام المصري لأقل شيء وقع لرعاياهم داخل السودان، وفي أي دولة أخرى فأهل السودان يحترمون المصريين ولا أعتقد أن هناك معاملة سيئة قابلت أي فرد من الجالية المصرية التي جاءت إلى العمل بالسودان عكس ما هو موجود في مصر، فنجد الإساءات والضرب للإخوة السودانيين في الشارع العام ولا أحد يتدخل لا المسؤولون المصريون ولا المسؤولون في سفارتنا بالقاهرة تدخلوا لفض الاشتباك بين الجاليات المصرية أو السوداني، لذا ينبغي أن تحل المشاكل خاصة مع مواطني البلدين بالحسنى بدلاً من تصعيدها، لأن المتضرر أخيراً هم أبناء النيل في السودان وفي مصر.
ينبغي أن تحل المشاكل خاصة مع مواطني البلدين بالحسنى هذا الواجب , لكن الحكومة المصرية تريد الحسنى من جانب السودان فقط أما هم فتعسف واستفزاز واهانة للمواطن السوداني هناك. يجب المعاملة بالمثل وقد فوجئنا بقرار سياسي لاطلاق صراح الصيادين المصريين بقواربهم من وزير العدل وكان يفترض مصادرة هذه القوارب وعدم اطلاق صراحهم حتى يتم اطلاق صراح السودانيين المحتجزين في زنازين مصر بعد ما صادروا كل ما يملكون من اجهزة وذهب وسيارات حتى هواتفهم النقالة.