إعلان الشهادة السودانية في رمضان .. يوم ارتفعت فيه الزغاريد ولم توزع فيه الحلوى والمشروبات
سحبت قضية الاحتيال علي عدد من الطلاب الممتحنين للشهادة الثانوية السودانية بمركز الريان العشوائي بضاحية الكلاكلة في مارس المنصرم سحبت الأضواء من جميع الاحداث وكانت بمثابة هزة عنيفة للشأن التعليمي بالبلاد إلا أن جهات الاختصاص سارعت واجرت معالجات قضت بعدم حرمان ضحايا الريان من الجلوس للامتحان علي مضض وبسرعة قالت وزيرة التربية والتعليم الاتحادية سعاد عبد الرازق في مؤتمر اعلان نتيجة الشهادة الثانوية السودانية أمس أن نسبة نجاح مركز الريان العشوائي 42% قالت الوزيرة النسبة علي استيحاء ولكنها بدت فرحة للتميز الذي طال التعليم الفني المنسي في بلد ينشد النهضة والتطور حيث قفزت نسبة النجاح في التعليم الفني الي 68% بعد أن كانت 55% لتعود العافية له من جديد مما يتطلب بذل مزيداً من الجهد.
نتيجة الأمس كان عنوانها الابرز هو التفوق المستمر للطالبات على الطلاب وهي ظاهرة جديرة بالدراسة وتشير تفاصيل نتيجة الشهادة السودانية أن تفوق البنات كانت نسبة تتجاوز الـ 74% والبنين 71% وان البنات حصدن المراكز من الأول وحتى الثامن ولسان حال الاسر يقول هل صارت البنات اكثر مسؤولية من البنين وهل هناك خلل في ذهنية الأولاد وهل انصرف البنين عن الدراسة جلها اسئلة تحتاج إلى التحليل والدراسة الامر الثاني ان مدارس ولاية الخرطوم ما زالت تحصد المراكز الأولى الا ان ولايات غابت عن المركز الأوائل عادت هذا العام إلى الأضواء كولايات سنار وشمال دارفور والنيل الابيض.
وحافظت عدة مدارس على مواقعها المتميزة في الشهادة الثانوية السودانية كمدارس علوية عبد الرافع النموذجية بنات واسماء عبد الرحيم والشيخ مصطفي الأمين النموذجية ومدارس المنار.
إلا أن المدارس الخاصة ظلمت وقت اعلان النتيجة التي اكدت فيها الوزيرة تفوق المدارس الحكومية على الخاصة، هناك جنود مجهولين اثروا الصمت لحظة اعلان النتيجة على رأسهم مدير امتحانات السودان مختار محمد مختار الذي سهر الليالي لجهة خروج عملية الامتحان لبر الأمان وان مدير الامتحانات كان قد أصدر توجيهات صارمة منع بموجبها السهر واستخدام الهاتف السيار في قاعات الكنترول والتصحيح.
وفي جانب آخر قاتلت النقابة العامة لعمال التعليم العام لأجل زيادة مستحقات اعمال الشهادة من مراقبة وكنترول وتصحيح كما دابت علي اقامة برنامج ترفيهي للمشاركين في اعمال التصحيح والكنترول بجانب تجهيزها لمراكز السكن للعاملين في التصحيح.
اما المؤتمر الصحفي الذي نظمته الوزارة أمس بقاعة وزارة التعليم العالي وبحضور عدد مقدر من الوزراء كان مميزاً ولكن حرم فيه الصحفيون من الأسئلة فكيف يسمي المؤتمر صحفياً بدون ان يطرح الصحفيون الأسئلة.
والملاحظة الثانية هي تكرار شركات الاتصالات لاحتكار النتيجة بلا مقابل فكان عليها ان تعلنها مجاناً بدلاً عن فرض جنيه واحد مقابل لمعرفة نسبة النجاح كان المؤتمر منظماً في يوم رمضاني بدون توزيع الحلوى والمشروبات الغازية إلا أن الزعاريد لم تغب عنه.
ابوبكر محمود
صحيفة ألوان