أبو الزفت!!
إعلان بحجم ربع صفحة أولى بعدد من صحف الأمس وبالعنوان العريض والحروف الحمراء (120 ألف مزارع يؤيدون تعيين سمساعة محافظاً للمشروع!!). الإعلان يفوق ثمنه الـ(6) آلاف جنيه لم تحدد جهة ما مسؤوليتها عنه.. وهو كاللقيطة، لكن تزينه صورة رجل ستيني بعمامة كبيرة تشبه عمامات تجار الكرين، وابتسامة عريضة اتضحت معها معالم الوجه و(فلجة) الأسنان. الصورة ربما للسيد مدير مشروع الجزيرة الذي عُيّن من قبل الرئيس ويحظى بتأييد (120) ألف من مزارعي الجزيرة!!
إن هؤلاء المائة وعشرين ألفاً من المزارعين موجودون في تفاتيش (ود الزين، المليان، الكرايتب، النويلة، ود هلال، النصيح، الكويت، ود نعمان، قوز الرهيد الرانجوك، الغبشان، الرضمة، والتويمات.. هذه المناطق- حسب زعم الإعلان- جميعها تؤيد وتساند السيد “عثمان سمساعة” مدير مشروع الجزيرة.. وأن المزارعين في تفاتيش وأقسام الجزيرة (الحوش، الوسط الشمالي، الشمالي الغربي، أبو قوتة، الهدى، الماطوري، الجاموسي، الشوال المسلمية، ود حبوبة، وادي شعير، التحاميد، الشرقي والمكاشفي)، قد أبدت سخطها الشديد وغضبها العارم على الأصوات المناوئة والرافضة لتعيين “سمساعة”. وقال الإعلان- مدفوع القيمة- إن الأصوات التي تعارض تعيين “سمساعة” لا علاقة لها بالزراعة، أي ربما يكونوا “سواقين حافلات”.. وموظفين سابقين، وعمال (جنقو) و(جنجقورا) على قول “عبد العزيز بركة ساكن”، أي (ناس مقاطيع ساكت). ومضى الآن يحدد هوية معارضي تعيين “سمساعة” بأنهم ساسة ينفذون أجندة الأحزاب المعارضة!!
إذا كان السيد “سمساعة” يحظى بكل هذا الثقل من المزارعين، (120) ألف مزارع، فما الداعي أصلاً (لقومة) النفس وإهدار المال في إعلان مدفوع القيمة لمنازلة ومناطحة كيانات وهمية لا وجود لها أصلاً في أرض الواقع، حسب زعم الجهة التي دفعت بالإعلان للصحف اعتقاداً منها أن هذا الإعلان من شأنه حسم معركتها مع مجموعة محدودة لا علاقة لها بالزراعة والمزارعين؟؟ إذا كان الأمر كذلك يا سادتي فعدّوا هؤلاء القلة يمارسون الاحتيال فقط، ويتقمصون شخصية المزارع، دون وجه حق!!
الأشياء بأضدادها تعرف!! وإعلان المجموعة المؤيدة لتعيين المدير “سمساعة” يكشف عن انقسام حقيقي وسط قواعد المزارعين بشأن العام الجديد القديم، وأن الطرف الآخر له تأثيره على المزارعين وإلا ما استدعى الأمر إهدار هذا الكم من المال في إعلان كبير مثل هذا!! ويعلم القاصي والداني أن الزراعة في ولاية الزراعة أصابها الكساح وجدبت الأرض المعطاءة.. وبات مشروع الجزيرة أثراً بعد عين، بعد أن فشلت كل محاولات أحيائه من جديد وبث الروح فيه رغم الأموال التي أنفقت، والميزانيات التي ذهبت لجيوب القطط السمان، ومثل إعلانات التأييد التي تفتقر إلى المهنية والأخلاق والقيم.. أنت تملك المال وتستطيع شراء صفحات الصحف شققاً مفروشة للإساءة للآخرين، ونزع صفاتهم المهنية، والازدراء والادعاء بأنهم أذرع لأحزاب معارضة، وتتحرش بهم أمنياً وبوليسياً بوصفهم بالمعارضين ومناصري التمرد والجبهة الثورية.
الإعلان اللقيط المنشور في الصحف أمس معلوم الأغراض من أدعياء يطوفون راكعين وساجدين بأبواب الحزب الحاكم.. وما هم إلا مجموعة من أصحاب المصالح يستغلون لافتات وعناوين المؤتمر الوطني المسكين لتحقيق نزواتهم المصلحية ورغباتهم على حساب إنسان الجزيرة مهدور الحقوق.. والجزيرة تستقبل اليومين القادمين فارس البجا “محمد طاهر أيلا”، لإصلاح ما أفسده ولاة تعاقبوا على ود مدني، لكنهم كانوا أقل منها قامة وأدنى مرتبة.. لذلك تنامت فطريات في جسد مشروع الجزيرة وأوردته موارد الهلاك.
أين انت يا أستاذ من قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخاص بتعديل معادلة القبول لطلاب الشهادة العربية ؟؟؟؟ والذي حدد 80% من إمتحان التحصيلي و 20% فقط من الإمتحان المدرسي !!!! ألم تسمع به ام انه قرار هامشي لا ضرر منه ؟؟؟ أم انك تدري ولكنك تغض الطرف عن كااارثة حقيقة ستلحق بابنائنا الطلاب ؟؟
القرار صدر منذ فترة وكتبنا فيه ما لم يكتب مالك في الخمر فلماذا لا تتحركون بأقلامك وتقفون مع أبنائكم طلاب الشهادة العربية يكفيهم ما يعانونه في بلاد المهجر فما أقل من ان تبدو لهم حسن النية وتبذلوا لهم كل مساعدة ممكنة لدرء هذه الكارثة التي ستدمر مستقبلهم لا محالة !!!
إنهض انت ومن معك و تحركوا بشكل إيجابي واوصلوا صوتنا الى الوزيرة (( سمية أبو كشوة )) بدلا من هذه الكتابات الهامشية!
أين هو الإنقسام إذا كان 120 الف يؤيدون سمساعه؟ ما يسمى منبر الجزيرة لا وجود لهم على أرض المشروع.. وصحفي (بحجمك) إذا كان حتى اليوم لايعرف صورة مدير أكبر مشروع في الشرق الاوسط .. فهنا مربط الفلس ، هذا ابو (فلجة) الذي لم يكلف بإدارة مشروع من السوكي لحلفا .. وإلا زار وزرع كل (فجة).. وبعدين الرجل مكلف من قبل رئاسة الجمهورية وإذا لم نثق في اختيار الرئاسة فهذه مصيبة
لقد قرأنا أن بعض السادة في الإدارات السابقة (لأكبر مشروع في الشرق الأوسط) كانوا سبباً في تدهور المشروع و(إضاعة) البنية التحتية والأساسية لإدارة المشروع من محالج وبالتالي مصانع النسيج وخراب في الترع وسكة حديد مشروع الجزيرة في سنوات التسعينيات وما بعدها حتى إنتهى صادر القطن ل:- 400 ألف بالة أو طن بعد أن كان الصادر حتى أواخر الثمانينات يفوق ال:- مليون و700 ألف بالة أو طن!!!! فإذا كانت الإحصائيات السابقة حقيقة (وأنا شاهد على ذلك) بعد حديث مسؤول في شركة الأقطان السودانية أواخر التسعينيات في برنامج “مشوار المساء” في فضائية النيل الأزرق حيثُ أكّد على صادرات القطن مقارنةً بسنوات ماقبل التسعينيات وأواخرها، فإذن أي مسؤول ساعد على إماتة وإضاعة وهدم مشروع الجزيرة لا يستحق أن مرة أخرى لإدارة ( أكبر مشروع في الشرق الأوسط)، فيكفي إهدار المؤسسات الأساسية التي كانت قائمة منذُ ما قبل الإستقال
من الخطوط السودانية والخطوط البحرية السودانية، والسكة حديد السودانية وشركة الصمغ العربي (الفريد) في العالم ومؤسسات أخرى يضيق المقال عن ذكرها أو تلاشت من الذاكرة بسبب المغصة من ضياع الأهم منها بالإهمال المُتعمّد، بل يجب أن تتم مشاورة أصحاب الشأن فيمن يُلى على شأنهم، والله من وراء القصد.