اخر زيارة لملك سعوي الى السودان عام 1976 ..الملك خالد بن عبد العزيز..يكتب لنميري..بالغ الشكر وعظيم الامتنان لفخامتكم ولشعبكم الشقيق ولحكومتكم الرشيدة على ما لقيناه من ضيافة كريمة وحفاوة بالغة وترحيب أخوي رائع
الرياض تستقبل العاهل المفدى بعد زيارة رسمية للسودان
وحضور مؤتمر القمة العربي بالقاهرة
نتائج إيجابية يعلنها البيان المشترك الصادر عن
محادثات جلالة الملك خالد وفخامة الرئيس نميري
جلالته يبعث ببرقية شكر لفخامة الرئيس السوداني
على مشاعر الوفاء وكرم الضيافة
اللذين قوبل بهما جلالته في القطر الشقيق
صدر مساء الاثنين في كل من الرياض والخرطوم البيان المشترك التالي : عن زيارة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز للسودان ومحادثاته مع فخامة الرئيس السوداني جعفر محمد نميري .
وفيما يلي نص هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله قام جلالة الملك المعظم خالد بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية في الفترة من 7 ذو القعدة 1396 هـ الموافق 30 أكتوبر 1976 م إلى 10 ذو القعدة 1396 هـ الموافق 3 نوفمبر 1976 م بزيارة لجمهورية السودان الديمقراطية تلبية لدعوة كريمة من شقيقه الرئيس جعفر محمد نميري .
وقد استقبل جلالته استقبالا رسميا وشعبيا حافلا تعبيرا وتأكيدا للروابط الأخوية الوثيقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين .. وخلال هذه الزيارة أجرى الزعيمان جلالة الملك خالد وفخامة الرئيس محادثات سادتها روح المحبة والإخاء واشترك فيها من الجانب السعودي :
1 – صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران .
2 – صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل وزير الخارجية .
3 – معالي الدكتور رشاد فرعون المستشار الخاص لجلالة الملك .
4 – الشيخ محمد أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني .
5 – معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف .
6 – معالي الشيخ محمد النويصر رئيس الديوان الملكي .
7 – معالي الشيخ إبراهيم السويل مستشار بالديوان الملكي .
8 – السيد أحمد عبدالوهاب رئيس المراسم الملكية .
9 – سعادة الدكتور فضل الرحمن الطبيب الخاص لجلالة الملك .
10 – سعادة الشيخ عرب سعيد هاشم سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم .
ومن الجانب السوداني :
1 – السيد الرشيد الطاهر نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء .
2 – الدكتور منصور خالد مساعد رئيس الجمهورية للتنسيق والشئون الخارجية .
3 – السيد مأمون بحيري وزير المالية والتخطيط والاقتصاد الوطني .
4 – السيد محجوب مكاوي وزير الخارجية .
5 – الفريق أول بشير محمد علي وزير الدفاع .
6 – الدكتور عون الشريف وزير الشئون الدينية والأوقاف .
7 – السيد عباس عبدالماجد وزير الزراعة والأغذية والموارد الطبيعية .
8 – الدكتور بهاء الدين محمد إدريس وزير الدولة للشئون الخاصة برئاسة الجمهورية .
9 – الفريق (م) الفاتح محمد بشير بشارة سفير السودان لدى المملكة العربية السعودية .
وعلى أساس من الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين السعودي والسوداني تناولت هذه المباحثات العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين في شتى المجالات بالإضافة إلى القضايا العربية والإسلامية والتي يوليها الزعيمان اهتماما خاصا وعلى رأسها قضية فلسطين والوضع الراهن في لبنان .. كما ناقش الزعيمان القضايا الأفريقية والدولية .
وقد أعرب جلالة الملك خالد عن عظيم امتنانه للحفاوة البالغة والاستقبال الأخوي الذي قوبل به والوفد المرافق لجلالته من شعب وحكومة جمهورية السودان الديمقراطية .. مما كان له أطيب الأثر في نفس جلالته كما كان تعبيرا صادقا عن العواطف الأخوية التي يكنها شعب السودان لجلالة الملك خالد والشعب السعودي الشقيق كما أعرب الرئيس نميري عن سعادة شعب وحكومة السودان الديمقراطية بلقاء شقيقه جلالة الملك خالد والوفد المرافق لجلالته وعلى الفرصة الطيبة التي أتاحتها هذه الزيارة لبحث شتى العلاقات بين البلدين مشيدا بالدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للسودان في مختلف المجالات .
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين أعرب الزعيمان عن ارتياحهما التام لنمو هذه العلاقات وباركا الخطوات الإيجابية لتعميق دعائم التعاون في مختلف المجالات تدعيما وترسيخا لما اتفقا عليه في لقاءات سابقة لدفع التكامل الاقتصادي والتنسيق بينهما بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويحقق أهداف الأمة العربية والإسلامية في التضامن والترابط والإخاء .. وفي هذا الخصوص شُكلت لجنة للتنسيق والمتابعة يشرف عليها وزيرا خارجية البلدين على أن تجتمع دوريا في كل من الرياض والخرطوم .
وقد أكد الزعيمان حرصهما على أمن المنطقة وخاصة أمن وسلام البحر الأحمر والعمل على جعله بحيرة سلام لجميع من يعيشون بشاطئيه والبعد به عن إستراتيجيات الدول الكبرى وصراعاتها .
وفيما يتصل بالقضايا العربية فقد كان هناك تطابق تام في وجهات النظر بين الزعيمين اللذين أكدا من جديد إيمانهما الراسخ بضرورة استمرار ودعم التضامن العربي الذي تجسد في مقررات مؤتمري القمة في كل من الرياض والقاهرة .. كما أعرب الزعيمان عن ارتياحهما البالغ للنتائج الإيجابية التي توصل إليها المؤتمران لوضع حد للأزمة اللبنانية بما يحقق سيادة لبنان وحريته ووحدة أراضيه والمحافظة على المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ويناشدان الأطراف المتحاربة الالتزام بما قد تم الاتفاق عليه في مؤتمري الرياض والقاهرة .
كما أكد الزعيمان عزمهما على المضي في دعم القضية الفلسطينية والوقوف بجانب شعب فلسطين في كفاحه العادل من أجل استرداد حقوقه السليبة باعتبارها قضية العرب الأولى .
وناشد الزعيمان المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته تجاه هذه القضية وتنفيذ مقررات هيئة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق شعب فلسطين وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة .
ويستنكر الزعيمان بشدة الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها إسرائيل بهدف تغيير معالم القدس التاريخية وتدنيس المقدسات الدينية في فلسطين المحتلة .
وقد بحث الزعيمان أسس تقوية وتعضيد التضامن الإسلامي وفي هذا الصدد أبدى السودان تقديره للدور الذي يقوم به جلالة الملك خالد والمملكة العربية السعودية لدعم التضامن والإخاء الإسلامي .. كما أعرب جلالة الملك خالد عن تقديره للدور الذي يلعبه السودان في المجالين الإسلامي والعربي بحكم موقعه الإستراتيجي في القارة الأفريقية ودعمه للحضارة الإسلامية العربية والثقافة الأفريقية بالنسبة للقضايا الأفريقية .
وأكد الزعيمان ارتياحهما للخطوات التي اتخذت لتحقيق التضامن العربي الأفريقي ولمقررات مؤتمر داكار في هذا الشأن كما جددا تأييدهما لشعوب القارة الأفريقية في نضالها العادل من أجل الحرية والاستقلال مؤكدين مجددا إدانتهما التامة للتفرقة العنصرية التي تمارسها حكومات الأقليات البيضاء في جنوبي القارة ..
وفيما يتعلق بالوضع الدولي أكد الزعيمان إيمانهما بضرورة التكاتف لإقرار السلام والعدل الدوليين على ضوء مبادئ وأهداف هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية التي يرتبط بها البلدان ومساندتهما المساعي التي تبذلها الدول النامية لتحقيق العدالة في العلاقات الاقتصادية الدولية .
ويناشدان الدول الصناعية بالتجاوب البناء لهذه المساعي الهادفة لخير البشرية .
هذا وقد وجه جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز الدعوة لشقيقه الرئيس جعفر محمد نميري لزيارة المملكة العربية السعودية ، وقد قبل سيادته هذه الدعوة الكريمة شاكرا واتفق على أن يحدد موعدها في وقت لاحق بإذن الله” .
هذا قد وجه جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز برقية شكر إلى فخامة الرئيس السوداني جعفر محمد نميري لدى مغادرة جلالته الأراضي السودانية هذا نصها:
حضرة صاحب الفخامة الأخ العزيز الرئيس جعفر محمد نميري رئيس جمهورية السودان الديمقراطية – الخرطوم
يسرني وأنا أغادر أرض بلدكم الشقيق المضياف أن أعرب لفخامتكم باسمي والوفد المرافق لي عن بالغ الشكر وعظيم الامتنان لفخامتكم ولشعبكم الشقيق ولحكومتكم الرشيدة على ما لقيناه من ضيافة كريمة وحفاوة بالغة وترحيب أخوي رائع على الصعيدين الرسمي والشعبي مقدرا لفخامتكم ما أبديتموه وتبدونه من ود صادق وحرص أكيد على تقوية أواصر التعاون وتوثيق روابط العلاقات الثنائية القائمة بين بلدينا الشقيقين بصفة خاصة وبين أمتنا العربية والإسلامية بصورة عامة ، يا فخامة الأخ إن المملكة العربية السعودية التي ظلت وما تزال تولي اهتمامها وعنايتها لتوطيد روابط الأخوة بين أشقائها وتدعيم تضامنهم ووحدتهم قد آلت على نفسها أن تواصل مسيرتها في هذا السبيل إيمانا منها بضرورة جمع الشمل وتوحيد الكلمة. لقد سعدت بلقاء فخامتكم وشعبكم العربي النبيل وإني لأرجو أن يكون من ثمار هذا اللقاء ما يعود بالخير العميم على بلدينا الشقيقين وعلى أمتنا العربية والإسلامية بالعزة والمنعة والنصر المؤزر إن شاء الله متمنيا لفخامتكم دوام التوفيق والسداد مقرونا بموفور الصحة والسعادة لشخصكم ومزيد التقدم والازدهار لشعب السودان الشقيق ، والله يحفظكم ويرعاكم .
أخوكم: خالد بن عبدالعزيز آل سعود
وقد تلقى جلالة الملك خالد برقية الشكر الجوابية التالية من فخامة الرئيس نميري :
صاحب الجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية – الرياض
بكل التقدير والعرفان تلقيت برقية جلالتكم التي بعثتم بها لنا وأنتم تغادرون بلدكم الثاني السودان في ختام زيارتكم الكريمة التي سعدنا فيها بلقائكم والإخوة أعضاء الوفد المرافق لكم ، لقد أكدت هذه الزيارة أن علائق الأخوة التي تربط شعبينا وبلدينا تزداد نماء وقوة يوما بعد يوم .. إذ إنها تركز على أساس متين وصلب تدعمه وشائج الأخوة الأصيلة الحقة ، وقد تلمستم يا صاحب الجلالة ما يكنه شعب السودان لجلالتكم ولشعب المملكة العربية السعودية ممثلا في شخصكم الكريم من حب ووفاء وتقدير ويسعدني أن أؤكد لجلالتكم أن السودان شعبا وحكومة يقف دائما موقف الصدارة والمبادرة في كل المجهودات التي تبذل توحيدا لكلمة العرب وإعلاء الرايات لوحدة الصف العربي نسأل الله أن يوفقنا فيما نسعى إليه وأن يكلل مجهوداتنا بالنجاح وأن يجنبنا الذل ، وأن ينصر أمة العرب مع صادق تمنياتي لجلالتكم بموفور الصحة وتمام العافية ولشعب المملكة العربية السعودية الشقيق العزة والرفعة والسؤدد والرفاهية .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
أخوكم: جعفر محمد نميري
هذا وكان جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز قد عاد بحفظ الله ورعايته إلى الرياض في الساعة التاسعة إلا ربعا من مساء الاثنين قادما من الخرطوم بعد انتهاء زيارته الرسمية للسودان الشقيق التي استغرقت ثلاثة أيام تلبية لدعوة من فخامة الرئيس السوداني جعفر محمد نميري .
وقد كان في استقبال جلالته لدى وصوله إلى مطار الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض .
كما كان في استقبال جلالته أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين ووجهاء وأعيان مدينة الرياض .
ولدى نزول جلالته من سلم الطائرة تقدم إليه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز معانقا ومهنئا بسلامة الوصول .. كما عانق جلالته صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ثم صافح جلالته مستقبليه من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين .
وبعد أن انتهى جلالته من مصافحة كبار مستقبليه توجه إلى بوابة المطار حيث استقبلته جماهير المواطنين بالتحية والترحيب بعودة جلالته إلى أرض الوطن من زيارة للسودان الشقيق وبعد أن حضر مؤتمر القمة العربي الثامن الذي قام فيه جلالته بدور بارز لترسيخ التضامن العربي وحل الأزمة اللبنانية وحماية المقاومة الفلسطينية .
وقد شهد مطار الخرطوم وداعا رسميا وشعبيا حارا لجلالة الملك خالد حيث كان في مقدمة المودعين فخامة الرئيس السوداني جعفر محمد نميري والسيد الرشيد الطاهر بكر نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.. كما كان في وداع جلالته كبار رجال السودان ومن مدنيين وعسكريين .
وقد عاد في معية جلالته الوفد الرسمي الذي رافق جلالته في زيارته الرسمية للسودان وفي مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي الدكتور رشاد فرعون مستشار جلالته ومعالي الشيخ محمد أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني ومعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف ومعالي الشيخ محمد النويصر مدير المكتب الخاص ومعالي الشيخ إبراهيم السويل المستشار بالديوان الملكي ومعالي الشيخ كمال أدهم مستشار جلالة الملك .
وأثناء زيارة جلالته للسودان كان فخامة الرئيس السوداني جعفر نميري قد أهدى لجلالته قطعة أرض تبلغ مساحتها ألف ومائة فدان بمديرية النيل الأزرق امتداد مشروع الرهد الزراعي .
وقد قدم فخامة الرئيس السوداني لجلالته صك تمليك هذه الأرض والخرائط الخاصة بها خلال الرحلة التي قاما بها صباح الاثنين في نهر النيل إلى جبل الأولياء وقد رافق جلالته في هذه الرحلة الوفد المرافق وفي مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران .
هذا وقد شرف جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز المعظم في الساعة الرابعة من بعد عصر الأحد حفل السباق الكبير الذي أقيم على أرض نادي الفروسية بالخرطوم .
وحضر الحفل فخامة الرئيس السوداني جعفر نميري كما حضره الوفد المرافق لجلالة الملك وفي مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين السودانيين وفي ختام الحفل قدم فخامة الرئيس السوداني إلى جلالته شارة نادي الفروسية نيابة عن رئيس وأعضاء النادي كما أهدى رئيس النادي إلى جلالته عددا من الجمال والخيول العربية الأصيلة .
وفي الساعة السادسة والنصف مساء شرف جلالته مقر سفارة المملكة بالخرطوم .. وقد تشرف أعضاء السفارة بالسلام على جلالته .
هذا وكان جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس جعفر نميري قد ترأسا جلسة المحادثات التي عقدت ظهر الأحد .
وقد اشترك في المحادثات من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي الشيخ محمد أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني ومعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف ومعالي الدكتور رشاد فرعون مستشار جلالة الملك ومعالي الشيخ محمد النويصر مدير المكتب الخاص، كما اشترك فيها من الجانب السوداني معالي السيد رشيد الطاهر نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومعالي السيد منصور خالد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية ومعالي السيد مأمون بحيري وزير الاقتصاد والسيد محجوب مكاوي وزير الخارجية والفريق بشير محمد علي وزير الدفاع .
وكان جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز قد أكد أن القضية الفلسطينية أمانة في عنق الشعب العربي والدول العربية جمعاء .. وقال جلالته إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية من جانبها العربي وقضية الأمة الإسلامية من جانبها الديني .
وأضاف جلالته أن المملكة العربية ترى أن في دعم التضامن الإسلامي وتعميق جذوره ما يوقف الصهاينة عند حدهم ويمنعهم من العبث بالمقدسات الدينية ومحاولة تغيير معالم القدس الشريف .
جاء ذلك في حديث أدلى به جلالته لوكالة السودان للأنباء “سونا” يوم السبت وأشاد فيه بالعلاقات الأخوية الوثيقة بين السودان والمملكة .
وضمن مؤتمر صحفي عقد فخامة الرئيس السوداني جعفر نميري يوم الأحد الماضي وصف فخامته العلاقات القائمة بين المملكة والسودان بأنها عميقة الجذور ، وقال : إن زيارة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز الحالية للسودان لها دلالات خاصة وتؤكد قمة التعاون بين البلدين الشقيقين .
وأضاف فخامة الرئيس السوداني أن عددا كبيرا من سكان السودان جاءوا من الجزيرة العربية قبل وبعد الإسلام وأن الصلات بين البلدين ترتكز على الثقافة المشتركة والإيمان بالله .
وأشاد الرئيس نميري بالجهود والمساعدات التي تقدمها المملكة لمشروعات التنمية في السودان .
وحول المباحثات السعودية – السودانية أعلن الرئيس نميري أن وجهات النظر كانت متفقة حول المشاكل الإقليمية والعالمية وقال إن سياسة بلدينا تسير على نهج واحد وتدعو للسلام والتعاون بين الشعوب .
وتحدث الرئيس السوداني جعفر نميري عن العلاقات بين المملكة والسودان فقال إن المملكة تقدم للسودان مساعدات في مختلف المجالات وأن هذه المساعدات تشمل دعم خطط التنمية السودانية .
هذا وقد أكد دولة السيد الرشيد الطاهر بكر رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية في السودان الشقيق أن شعب السودان الذي يكن لجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز أنبل مشاعر الإعزاز والوفاء يتطلع إلى زيارة جلالته للسودان ليرحب بالقائد العربي في وطنه وبين أهله ، وليركز من خلال مظاهر الحفاوة بجلالته حقيقة ما يكنه الشعب السوداني للشعب السعودي الشقيق .
وأضاف دولة السيد الرشيد الطاهر بكر في حديث خاص أدلى به لمراسل وكالة الأنباء السعودية بمناسبة زيارة جلالة الملك خالد للسودان إن زيارة العاهل السعودي للسودان تتم في أعقاب القرارات التاريخية التي أسفر عنها مؤتمر القمة العربي الثامن فجاءت قراراته العامة تعبيرا عن إرادة الجماهير العربية وتصميما على اجتياز خلافاتها العابرة لتستعيد وحدتها وتضامنها وذلك هو سلاحها في معركتها المقدسة مع العدو الإسرائيلي .
وقال دولته : إنه انطلاقا من هذه الإرادة العربية كانت قرارات القمة الخاصة بلبنان ووحدته واستقلاله وتضميد جراحه بعد كل ما أصابه من جراح ومن هذه الإرادة العربية أيضا كان تأكيد المؤتمر من جديد على اعتراف الأمة العربية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني المناضل في سبيل حريته وكرامته .
واستطرد دولة السيد رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية السوداني قائلا: .
إن زيارة العاهل السعودي الكبير للسودان تتم روح التضامن العربي التي بعثها مؤتمر الرياض وأخذت تسري في أرجاء العالم العربي وتترك آثارها الإيجابية فيما يصدر من قرارات وما يتخذ من إجراءات وهذا الأمر يزيد زيارة جلالته أهمية ويضفي عليها روحا خاصة يدركها الشعب السوداني الشقيق .
وتحدث دولته عن العلاقات السودانية السعودية فقال إنها تتميز بالوضوح والصدق والسعي المشترك لدعمها وتطويرها لصالح البلدين ولما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية. وأشار إلى ما تتسم به هذه العلاقات من عمق فقال : إن هناك وشائج خالدة بين البلدين أرست جذورها تعاليم الإسلام .. كما أن هناك روابط دم تجمع بين أبناء البلدين من وراء الأبعاد والمسافات أضف إلى ذلك الموقع الإستراتيجي للقطرين الشقيقين وما يزخران به من إمكانيات بشرية ومادية وطبيعية .
وأضاف أن كل ذلك يجعل من تضامن البلدين وتعاونهما أمرا محتوما بل أمرا يتعاظم دوره وخطره وتتعاظم الحاجة إليه تمكينا للقيم الروحية والفكرية والثقافية المتصلة بينهما ودفعا لحركة التطور الاقتصادي والاجتماعي فيهما .. وتوفيرا لعوامل الاستقرار والأمن في العالمين العربي والأفريقي .
واختتم دولة السيد الرشيد الطاهر بكر حديثه بقوله: إن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة والسودان الشقيقين ستبدأ بزيارة العاهل السعودي وهي مرحلة لا نشك في أنها سترقى بتلك العلاقات الأزلية إلى آفاق أوسع وأنها ستشمل شتى مجالات التعاون المشترك من أجل تقدم الأمتين العربية والإسلامية .
ومن ناحية أخرى صرح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران بأنه سعيد لزيارة السودان وقال : إن زيارة جلالة الملك خالد للسودان تأتي في إطار لقاءات الزعيمين ولصالح البلدين والعرب والمسلمين .
وقد صرح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأن التعاون القائم بين المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان الديمقراطية ليس وليد اليوم ولكنه مستمر فالبلدان يكملان بعضهما البعض وهنا مساهمات سعودية في بعض المشاريع السودانية في القطاعين الخاص والحكومي .
وذكر سموه في تصريح صحفي بأنه قد تم الاتفاق على تشكيل لجان متخصصة لمتابعة ما اتفق عليه بين الزعيمين .
وأشار سمو وزير الخارجية إلى أن محادثات جلالة الملك خالد والرئيس النميري قد اتسمت بالأخوة المعتادة بين الزعيمين .
هذا ومن ناحية أخرى ذكر معالي وزير خارجية السودان أن الشعب السوداني بأسره يحمد لفخامة الرئيس نميري مبادرته بدعوة جلالة الملك خالد لزيارة السودان الشقيق ولقد كان تواقا للقاء جلالته بما يمثله من زيادة المسلمين ووفادة الحجيج .
وأعرب معاليه عن ترحيب السودان حكومة وشعبا برائد الأمة الإسلامية وخادم الحرمين الشريفين ضيفا على السودان في هذه الزيارة الميمونة ، كما أعرب عن أمله في أن يقضي جلالته إقامة طيبة بين أهله وذويه في هذا القطر الشقيق .
وتحدث معالي السيد محجوب مكاوي عن العلاقات السعودية السودانية فوصفها بأنها راسخة قديمة قدم التاريخ خالدة خلود الزمن . وقال : إن هذه العلاقات الأخوية قد ازدادت رسوخا بفضل جهود جلالة الملك خالد التي يبذلها على الساحتين العربية والإسلامية .
واستطرد معالي وزير خارجية السودان قائلا: إن العلاقات السعودية – السودانية تنبثق من الإخاء الأصيل بين الشعبين الشقيقين ومن قوة العقيدة الإسلامية عندهما ، أضف إلى ذلك أن البلدين جاران يربط بينهما البحر الأحمر والمصالح المشتركة .
وأعرب معاليه عن اعتقاده بأن هذه العلاقات الوثيقة بين البلدين تعد درعا واقيا للشعبين ولأمن وسلامة المنطقة كلها ، كما أعرب عن أمله في أن يكون منهاج العمل السياسي والتكامل الاقتصادي الذي ينتهجه البلدان معا مصدر خير وبركة للشعبين ولشعوب الأمة العربية قاطبة .
وصرح السيد محجوب مكاوي وزير خارجية السودان بأن زيارة جلالة الملك خالد المعظم الحالية للسودان تعتبر خطوة هامة في سبيل تحقيق التضامن العربي ، كما أنها خطوة كبيرة لدعم العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين .
كما صرح معالي الدكتور إسماعيل الحاج موسى وزير الدولة السوداني للثقافة والإعلام بأن زيارة جلالة الملك خالد سليمة وقوية للتعاون بين البلدين الشقيقين على طريق التكامل في شتى المجالات .
وأضاف إن السودان حكومة وشعبا يتطلع لهذه الزيارة التي تتيح لجلالته أن يلتقي بشعب السودان الذي يكن لجلالته ولشعب المملكة كل المودة والمحبة .
وتحدث معاليه عن التعاون الإعلامي بين المملكة والسودان فقال إن هذا التعاون قائم بين البلدين الشقيقين في هذا المجال .
هذا وقد أقام فخامة الرئيس جعفر نميري مأدبة عشاء مساء السبت تكريما لجلالة الملك حضرها أعضاء الوفد المرافق لجلالته وكبار المسئولين السودانيين .
وكان أن قام صاحب الجلالة الملك خالد المفدى مساء السبت بزيارة لفخامة الرئيس السوداني جعفر نميري حيث دارت بين العاهلين العربيين الأحاديث الأخوية الودية .
وكان جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز المعظم قد وصل في حفظ الله ورعايته إلى الخرطوم قادما من القاهرة ظهر السبت في زيارة رسمية للسودان تستغرق أربعة أيام .. وكان في استقبال جلالته على أرض المطار فخامة الرئيس السوداني جعفر محمد نميري وكبار المسئولين السودانيين المدنيين والعسكريين وجمهور غفير من أبناء السودان الشقيق .
وعند سلم الطائرة عانق فخامة الرئيس السوداني جلالة الملك المعظم ثم صافح جلالة الملك كبار مستقبليه وفي مقدمتهم دولة السيد رئيس وزراء السودان ونائب رئيس الجمهورية السيد رشيد الطاهر بكر .
ثم توجه العاهلان إلى منصة الشرف حيث عزفت الموسيقى السلامين الوطنيين للمملكة والسودان وبعد ذلك استعرض جلالة الملك حرس الشرف وتوجه العاهلان إلى صالة الاستقبال وبعد استراحة قصيرة توجه الموكب الملكي إلى قصر الضيافة .
هذا وقد استقبل جلالة الملك المعظم استقبالا حافلا شارك فيه أبناء الشعب السوداني الشقيق حيث اصطف المواطنون السودانيون منذ الصباح الباكر في ساحة المطار وعلى طول الطرقات المؤدية إلى قصر الضيافة .
وقد كان يوم السبت عطلة رسمية في جميع أنحاء السودان كما أصدرت الصحف السودانية ملاحق خاصة عن المملكة وقدمت وسائل الإعلام السودانية برنامج خاصة احتفاء بهذه المناسبة .
هذا وتتآلف بعثة الشرف المرافقة لجلالة الملك خالد المفدى برئاسة السيد عباس عبدالماجد وزير الزراعة والأغذية والموارد الطبيعة وعضوية محافظ مديرية البحر الأحمر السيد كرم الله العوض وسعادة السفير السوداني لدى المملكة الفريق الفاتح محمد بشير بشارة واللواء أركان حرب عز الدين علي مالك نائب رئيس هيئة الأركان في جمهورية السودان الديمقراطية .
وكان فخامة الرئيس السوداني جعفر نميري قد عقد يوم الخميس قبل الماضي اجتماعا مع كبار المسئولين السودانيين للاطلاع على الترتيبات النهائية لاستقبال جلالة الملك خالد كما جرت عدة اتصالات بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية خلال اليومين الماضيين للإعداد للزيارة واجتمع المسئولون السعوديون الذي وصلوا للخرطوم مؤخرا مع المسئولين بإدارة المراسم بوزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية السودانية لهذا الغرض .
وقد ازدانت الخرطوم بالزينات والأضواء والثريات الكهربائة الملونة كما ارتفعت على مبانيها وشوارعها وميادينها أعلام البلدين وأقيمت أقواس النصر ولافتات الترحيب التي كتبت عليها عبارات التحية بمقدم جلالته الميمون .
(المصدر : أم القرى)
13 – ذو القعدة – 1396هـ
5 – نوفمبر – 1976م
(قاعدة معلومات الملك خالد بن عبد العزيز)
ليييييييييه كدا بسسسسس كده …..
دا كمان ما حيجيكم بلوها واتصنطوها.
ياخواني بالسودان الحبيبة نحن في بلاد الحرمين نكن لكم صادق المحبة والمودة والاخاء منذقديم الازل وكنا نتمنى من قادتنا الكثير من الزيارات لبلد كم الكريم واقامت الكثيرمن المشاريع الحيوية والهامة التي تعود بالخير والفائدة على كلا الشعبين السعودي والسوداني وعلى الامة العربية باسرها سوا كانت مشاريع زراعية او صناعية اوتجارية اوسياحية في مختلف النواحي حيث انكم تملكون كل المقومات الاساسية في جودة التربة التربة الصالحة للزراعة وفرة المياه والايدي العاملة المدربة ولاينقصكم سوى وجود الروس الاموال والقروض المالية لانشاء مثل تلك المشاريع الكبرى في بلادكم ونشاءالله سوف تجدون كل الاهتمام والعناية من قبل رجال الاعمال والمستثمرين الذين سوف يزرون السودان ويتطلعون لاقامة هذة المشاريع على ارضكم الحبيبة في القريب العاجل ويساعدون في نهضة البلاد وتقدمها وازدهارها