لن ننسى أياماً.. مضت!؟!
* منذ ذلك اليوم.. وذلك الشهر.. وما حدث في تلك السنة.. وحتى الآن.. وقبل قليل وبعد أن نزلت من الحافلة في أول شارع السيد عبدالرحمن.. وبعد (الزيتونة) وتلك الرائحة التي تنبعث من مجاريها كل فترة وأخرى.. بعد كل ذلك.. نجد أن الونسة العامة في كل مكان.. فرح.. كره.. جلسة عصاري أمام المنزل.. في ميدان الكورة ونحن نتفرج على الصغار.. وأمام التلفزيون وفجأة يظهر الفنان (أبو النطيط).. أو ذلك السياسي وكلامه عن (التلاتة) ورقات.. والدغمسة ولحس الكوع.. أو يظهر فجأة ذلك الذي وصفنا بأننا أمة من الشحادين.. أو ذلك الذي وصفنا بالعريانين وما عندنا (قمصان) إلا في عهد الإنقاذ.. أو الذي هددنا بكسر أيدينا.. (وقدْ) أعيننا إذا اقترب أحدنا من حمى نظامه الجديد.!!الخ..؟!
* بعد كل ذلك.. أصبحت الونسة هي تذكُّر الأيام الخوالي.. في كل مناسبة من المناسبات أعلاه.. حتى أوشك أن يكون سلامنا الجمهوري عند اللقاء.. لن ننسى أياماً مضت لن ننسى ذكراها.. ولن ننسى أياماً مضت (جمالاً في كل شئ قضيناها)!!؟
* والمناسبة العزيزة.. وبعد وجبة غداء دسمة في منزل (صديق) بثَّ التلفزيون أغنية للفنان عبدالكريم الكابلي.. أغنية لي معها ذكريات رغم (الشاكوش) أيام الشباب والقدرة على تحمله.. (ضنين الوعد) للشاعر صديق مدثر.. حلقت بنا جميعاً الموسيقى في عالم من الخيال والذكريات.. والصمت النبيل الجميل.. مخارج حروف هذا العملاق.. الأديب.. الفنان كانت واضحة حتى لمن به صمم أو عجز في التذوق.. كانت كلمات وموسيقى مشبعة حقاً..
* ولجمال (الصدفة) في منزل هذا (الصديق).. غنى بعده عملاق آخر.. (المستحيل) أغنية عن عفة الحب وضرورة الصمود.. ولذة الصدود.. وكفى أنه محمد وردي رحمه الله.. دون ألقاب.. لأن كثرة الألقاب قد تفسد طعم المتعة.. وحلاوة الاستماع والتذوق..!!
* صدقوني.. لو قلت لكم أيها الأعزاء.. إن عذوبة الألحان أحياناً تساعد حتى على هضم الطعام الجيد والدسم..
* كان نقاشاً (ثراً) ككل النقاشات والحوارات في أماكن المناسبات العامة.. أو حتى الخاصة.. وردي وكابلي كانا نموذجاً رائعاً.. لزمن به الكثير من الروائع.. محمد الأمين.. عبدالعزيز محمد داوود.. عثمان حسين.. والقائمة طويلة جداً وهي زاخرة حتى بفنانات الزمن الجميل..!!
* كانت كرة القدم فن.. به الكثير من العمالقة.. صديق منزول.. ودريسة.. برعي أحمد البشير.. ماجد.. جكسا.. أحمد سالم.. عبدالكافي.. يوسف مرحوم.. وغيرهم الى زمان قريب.. مزمل دفع الله.. شرف الدين.. هاشم العمدة.. طارق.. وغيرهم.. وغيرهم!!
* كانت الثقافة تحتفل بمجلة (الدوحة).. وكنا أساطينها.. ولندن وإذاعتها الشهيرة كنا قباطنتها.. من ينسى الطيب صالح أديبنا العالمي.. وأيوب صديق..
* المساحة المتاحة لا تسع لكثير حديث وتفاصيل أحداث بشخصيات العملاقة..!!
* ولن أشرح من هو.. الشيخ عوض الله صالح.. والعلامة عبدالله الطيب.. والمقرئ صديق أحمد حمدون.. والشيخ الهدية.. والداعية شيخ أبو زيد محمد حمزة.. وغيرهم..
* ولا من هو علي المك.. وحمدي بدرالدين.. أو حمدي بولاد.. ولا من هو طه حمدتو.. وغيرهم.. فليذهب الباحثون إلى الأراشيف.. وليبتعدوا عن الأراجيف.. ولينفضوا غبار (الهوام) عن التاريخ.. وليجعلوه بداية لاستقامات الطريق.. نحو سودان كان (فعلاً).. علماً بين الأمم.. من باندونغ حتى مبنى الكونغرس الأمريكي وترحيبه بالجنرال عبود.. ومن بكنجهام لندن.. حتى موسكو.. الكرملين.. وأقاصي الدنيا في البرازيل..!؟!
* كان لنا الكثير من الزاهدين وأساطين السياسة.. خرجوا منها دون مكسب أو مغنم.. منهم عبود.. نميري.. يحيى الفضلي.. وغيرهم احتوتهم طرقات المدينة والوطن الذي خدموه وشعبه ووهبوه أنضر سنين الحياة وثمرتها.. وخرجوا من السياسة.. والدنيا مرفوعي الرأس.. تتبعهم السيرة والسريرة الحسنة..!!
* كان زمناً جميلاً.. طيباً.. الآن حتى لحظات الضحك من الأعماق أصبحت عصية على النفس.. والقلب.. حتى صارت عبارة.. اللهم اجعله خير.. مترادفة للمرح والضحك بين الأصدقاء.. والأهل..!!
* على العموم الله يجازي الكان السبب..!؟!
جميل جميل لد حلقت بنا وطفت بنا فى الزمن الجميل مع وردى ومحمد الامين وكابلى وعثمان حسين وكانت لنا ايام