جمال علي حسن

وثبة غازي صلاح الدين هي الوثبة

[JUSTIFY]
وثبة غازي صلاح الدين هي الوثبة

لو أعادت أمواج الوثبة دكتور غازي صلاح الدين إلى معسكر المشاركة والوفاق مع المؤتمر الوطني سيكون دكتور غازي قد حطم الرقم القياسي لأسرع جولة في مضمار السياسة (حكومة – معارضة – وثبة – ائتلاف مع الحكومة) في غضون ثلاثة أشهر فقط وبالتمام والكمال.
فدكتور غازي تم تجميد عضويته في الحزب الحاكم يوم الاثنين 21 أكتوبر 2013 ثم أعلن عن حزبه الجديد بعد ذلك بأيام قليلة لينطلق في أسرع وأقصر جولة داخل فضاء المعارضة السياسية في السودان وفي أول دعوة قدمتها الحكومة لقوى المعارضة لحضور خطاب الرئيس البشير لبى غازي الدعوة وجلس بجوار من قضوا آلاف الساعات الجوية في فضاء المعارضة بعضها كانت خلف القضبان..
غازي محظوظ أكمل مزاجه السياسي في الحكم في عهد الإنقاذ وفي نفس الوقت تمكن من منافسة المعارضين في لقب أبرز معارضي الإنقاذ..
غازي – الذي قدمنا من قبل ملاحظات حول تردده في اتخاذ المواقف – برز ووصل إلى أعلى مواقع صنع القرار في السلطة في عهد الإنقاذ وزيرا ثم مستشارا لرئيس الجمهورية ثم وبعد أن خرج منها معارضا ولفترة قصيرة جدا لكنه تمكن من أن يوصف بأنه أحد أبرز رموز المعارضة.. يا سبحان الله فقد حصل الرجل على مقعده في الصف الأول في المعارضة.. بأقصر الطرق ولو عاد بعد الوثبة لمشاركة المؤتمر الوطني سيكون بالفعل قد حطم رقما قياسيا نادرا في فرض وجود لحزب أو قيادي في ساحة معارضة بلا بندقية ولا دبابة في وقت وجيز ودون ضجيج، يعود معززا مكرما لتفاوضه السلطة ضمن من تفاوضهم وتأخذ بفكرته ضمن من تأخذ بأفكارهم من القوى السياسية المعارضة..
الرجل هو الكاسب الوحيد من مبادرة الوثبة لأنه لم يدفع ثمنا باهظا في عالم المعارضة.. لم يتم اعتقاله مثل الترابي أو الآخرين من قبل ولم يتعرض لمضايقات ولم يقدم تلك التي تسمى فواتير العمل السياسي المعارض..
لكنه نال درجة المعارضة الحقيقية وليست الفخرية لأن الرجل خرج بموقف مبدئي وعاد للحوار في مناخ لا يمكن أن يوصف من يأتي إليه بأنه انتهازي أو غير مبدئي..
تجربة غازي حتى الآن هي أنموذج يجب أن يتوقف عنده أصحاب منهج (معارضة مسلحة – تفاوض – عودة ميمونة – مكاسب)..
وهؤلاء لا يدفعون وحدهم هذه الفاتورة الباهظة فاتورة الحرب بل وفي الحقيقة ندفعها نحن ويدفعها البلد ويأتون للتفاوض ويتم الاتفاق معهم وتقبل بهم الحكومة مجبرة ومضطرة لكنهم لا ينالون كسراً في المائة من الاحترام الذي يناله سياسيون مثل غازي خرج وقبل مبدأ بمبادرة البشير دون أن تسيل قطرة دم واحدة بسببه..
ولو دخل غازي الذي نختلف أو نتفق معه لكن لو دخل فعلا في هذه المبادرة ومضت المبادرة نحو الحل ستكون حكاية غازي هي القصة التي تصلح للشرح والتلقين في (سبورة) الميدان لسماسرة العمل المسلح والمغفلين من حاملي السلاح في بلادنا..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي