علم الدين عمر

حاجب الدهشة ..

ومرة أخرى نكتب ..وللكتابة عنوان من الرهق ..ولصديقنا المثقف ..ابن العمدة إسماعيل الطاهر ابوكلابيش ..شقيق الوالي والوزير والبرلماني الشهير محمد أحمد ابوكلابيش رواية عن كتاب أهله من عرب الجخيسات ..من بطون الحمر بشمال كردفان ..حيث اتهم أحد أبنائهم آخر من قبيلة شهيرة بسرقة (سخلة) ..أنكر الرجل التهمة وضربت الثلاثاء موعدا لمحكمة العمدة في الخصوص ..وكان للجخيسات جد صالح كتب له مصحفا بيده ..كلما أكمل منه جزءا زبح واولم ..حتى غدا مخطوطة عظيمة تنؤ بحملها العصبة من الرجال ..وفي محكمة العمدة يوم الثلاثاء المشهود حضر الجخيساتي رفقة خصمه ..الذي أنكر الأمر ..فاعمل العمدة القاعدة الفقهية المعروفة وطلب منه أن يقسم على المصحف ..وحين همّ..اعترض الجخيساتي وقال إن مصحف جده هو الفيصل ..وضرب الغد موعدا لمحكمة أخرى ..فاحضر الجخيسات كتابهم محمولا على ظهر حمار بازخ..يجره الخيلاء وتسبقه الرهبة ..فالحالف عليه مصدق ..مصدق ..ما أن وقع على عين الرجل حتى صاح: يا عمدة على الطلاق ما أحلف في الكتاب ده ..ده كتاب يحلف فوقو زول سارقلو سخلة؟!..
أنا أصلي سارقلي بعير؟!..
ومضت قولته ..تسقط على حادثات الزمان كلما تشابه السارق والمسروق..ومثلها السودان الذي تجره القوى البائسة لمحكمة العمدة ..مثل السخلة..مسروقا لتحلف هي على تقاطعات الأجندة ومواثيق الاستعمار الجديد ..الذي يعجب لقوم يقطعون لجام فرسهم الجموح ويصورونه كسخلة بائسة ..صغيرة ..ومسكينة ..
قوي سياسية فشلت حتى في التوافق حول أجندة المعارضة وأهدافها ..تملأ جرابها المثقوب..كشملة كنيزة…هي رباعية وقدها خماسي..بالاماني المستحيلة التي لا يقودها برنامج عمل يقنع الناس ويوجه طاقاتهم ..
لنقل ان المؤتمر الوطني والأحزاب الوطنية المشاركة معه طرحت طرحا ضعيفا ..أقامته كعماد لشرعية انتخابية جديدة كانت نسبة مشاركتها دون الطموح ..فهل كانت تعتقد أحزاب التجمع ان هناك سبيل آخر يعيدها للواجهة الشعبية ..وهب أنها عادت بصفقة ما ..من يعيد إليها جماهيرها ..
الرهان الخاسر لن ينتج إلا صدمات قاسية تفقد هذه القوى توازنها وتقودها لمذيد من التوهان..
الانتخابات انتهت وافضت إلى ما أفضت إليه ..ولم يعد بمقدور أحد ..ولا حتى المؤتمر الوطني التقهقر عن ذلك ..ومعادلات الداخل والمحيط السياسي اختلفت ..فلا مبرر للبحث عن كتاب جخيسات من الاتحاد الأوروبي أو الترويكا ..أو حتى تحالفات الأضداد في الجبهة الثورية وفلول التمرد والاحقاد الشخصية في صحاري دارفور وجبال كردفان ..لينفض شركاء الشرعية أيديهم ويقروا بسرقة (السخلة)…
*ارتفاع آخر للحاجب…
من آخر المساء..لأول النهار ..مساحة من سماحة افردها لكم جميعا أعزائي القراء..انتقال سلس امضاء لسنة التغيير من ألوان الحق والخير والجمال ..ورحاب أستاذي ومعلمي حسين خوجلي ..الرجل ..والمؤسسة..المدرسة ..بتوقيع ..كل العظماء مروا من هنا فاترك بصمتك وأمضى..لأول النهار ..عروس الصحافة السودانية ..حيث رفقاء الدرب والقلم ..
للمرة الأولى والأخيرة ..شكرا جميلا أستاذنا حسين خوجلي والزملاء الأفاضل بمدرسة ألوان ..
وشكرا انيقا لك أختي مشاعر عثمان ..أعزائي خالد ساتي وعماد ابوشامة وسناء عباس على الترحيب ..وبسم الله نبدأ…