شول لم يتوجس ..!!
:: لي بيونغ شول، مواطن من كوريا الجنوبية، لا نعرفه رغم أن حصاد فكره و جهده في بيوتنا ومكاتبنا .. فالرجل صاحب بصمة في حياة الناس ..في العام 1938، إفتتح محلاً صغيراً لبيع الأرز والسكر و أسماه ( سام سونج)، أي الثلاث نجمات باللغة الكورية..من هنا بدأت قصة نجاح مؤسس أسطورة الصناعة العالمية (شركة سامسونج).. من بيع الأرز والسكر إلى صناعة التكنلوجيا، مسافة ومراحل ومحطات تعكس إرادة شول في تطبيق ثلاثة مبادئ وثقها في الاسم ( ثلاث نجمات).. شركة كبيرة وقوية وتبقى للأبد، هي مبادئ سامسونج التي أرساها لي شول .. مات لي بيونغ شول، ولم تمت سامسونج التي يعمل فيها أكثر من خمسين الف باحث بكامل التفرغ .. وهذا العدد غير متفرغ في أية ثلاث دول عربية أو إفريقية ..!!
:: سامسونج باقية لأن مؤسسها أسسها وأدارها بنهج ( تبقى للأبد)، أي لا تنهار بموت مؤسسها ومديرها .. والخميس والأيام الفائتة، ضجت بعض الصحف بما أسمتها إقالة المدير العام لبنك فيصل الإسلامي ، وكان الخبر الصحيح : إنتهاء فترة عقد المدير العام وعدم رغبة مجلس الإدارة في تجديد العقد..وهناك فرق بين الإقالة وإنتهاء فترة العقد، ولكن بعض أخبار صحافتنا لا فرق حتى بين ( الثرى و الثريا)..وكما تعلمون، في عالم المصارف، سنوياً يُجدد مجلس الإدارة للمدير العام ( عقد الإدارة)، و قد لا يجدد، فالسلطة الإدارية – أي المتابعة والتقييم – للإدارة العامة وآدائها هي سلطة ( رئيس وأعضاء مجلس الإدارة).. وبهذه السُلطة القانونية، وبعد 12 عاماً من عطائه وجهده، قرر مجلس الإدارة عدم تجديد عقد المدير العام.. حدث طبيعي، ولايرتقى لمستوى الأحداث التي من شاكلة ( عض الرجل الكلب).!!
:: ما حدث، عدم تجديد عقد المدير العام السابق لبنك فيصل بعد (12 عاماً)، ليس مهماً..فالمهم جداً هو التساؤلات الآتية : (هل اخطأت؟ وهل ارتكبت جريمة؟ ولماذا لم أقدم لمحاكمة أن حدث شيء من هذا القبيل؟)، المدير العام يتساءل – في حوار مع التيار – عن أسباب عدم تجديد العقد لدورة إدارية أخرى..وللأسف هي تساؤلات غير مكتملة، لأن سيادته لم يذكر أسباب أخرى من شاكلة : هل إنتهت فترة العقد؟، هل وجب التجديد والتغيير بكفاءات شبابية جديدة؟، هل سنة الحياة تقتضي المواكبة بضخ عقول وأفكارة جديدة في كل مناحي الحياة بما فيها المصارف؟..لو تساءل هكذا، لما ذهبت به الظنون إلى تساؤلاته تلك..الرغبة في التغيير نحو الأفضل يجب أن تشغل خاطر أي مسؤول وأي مواطن..!!
:: ومناصب الحياة العامة كالمياه، وتوقفها عند شخوص يعنى تحولها إلى ( برك آسنة)، وسريانها عبر كل الشخوص يعني ( عذوبتها)..ذاك التصريح شئ، والتصريح الآخر في ذات الحوار، هو الأغرب.. بالنص : (البنك يعتبر ثالث بنك في السودان، كما أن أي انهيار فيه يعتبر بمثابة انهيار للقطاع المصرفي في البلاد).. وهنا نُعيد إلى ذكرة القارئ قصة نجاح بيونغ شول و أهم مبادئ الإدارة الناجحة ( تبقى للأبد)..لم إطلع على الأوراق المالية لبنك فيصل الإسلامي، ولكن بعض أهل المعرفة يشهد للرجل بالنجاح في الإدارة..وبالتأكيد تأسيس نظام إداري يبقى نجاح البنك للأبد من أهم معايير نجاح أي مديرعام، سابقاً كان أو حالياً..وعليه، لماذا يتوجس المدير العام السابق لبنك فيصل؟..شول لم يغادر عالم سامسونج متوجساً..!!