فى ذكرى ميلاده.. عادل إمام زعيم الأجيال.. حارب الرأس مالية ونفوذ رجال الأعمال ووقف فى وجه التطرف والإرهاب.. أبرز نجم عربى فى تاريخ الكوميديا.. والعندليب وصفه بأنه أجمل اختراع للقضاء على الحزن
سأل المذيع عبد الحليم حافظ ذات مرة عن أم كلثوم وعادل إمام، فجاوبه قائلا “الست لن يأتى مثلها ولو بعد مليون سنة، وعادل أجمل اختراع للقضاء على الحزن والزمن الجاى بتاعه”، وصدقت نبوءة العندليب ولم يأت أحد مثل الست، وتربع الزعيم على قمة الهرم الفنى، بجوار أنور وجدى وفريد شوقى وعمر الشريف وفاتن حمامة، بعطائه الفنى الذى لا ينضب فى مجالات السينما والمسرح والتليفزيون، وتجسيده لأهم الشخصيات فى تاريخ الفن بأنواعه الكوميدى والسياسى والاجتماعى والإنسانى.
تحتفل غد الأحد، الأوساط الفنية والإعلامية بميلاد الزعيم، النجم الذى ملأ الدنيا وزادها بهجة، بأعماله الكوميدية الممتدة على مدار نصف قرن، بداية من مسرحية «أنا وهو وهى»، و«المدير الفنى»، وإلى الآن، ومازال قادرا على العطاء السخى وانتزاع صيحات وإعجاب الجمهور فى أنحاء العالم العربى، ولا ينافسه أحد سواء من جيله أو الأجيال التى جاءت بعده لذا فهو بحق “زعيم الأجيال” أسوة بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فالرجل تربع على عرش الكوميديا طوال الـ 40 عاما الأخيرة، ومازال بعد رحلة طويلة اكتسب خلالها من التجارب حد المعرفة بطبيعة النفس البشرية وأسرار الحياة، وأدرك كيف يصنع الفنان نجوميته.
يعد عادل إمام النجم الأبرز فى تاريخ الفن العربى وظاهرة لن تتكرر حيث لم يعرف الفن العربى فنانا مثله يستمر على القمة طوال مشواره، ويتصدر المشهد، فهو النجم الذى عبّر بخيال سينمائى خاص عن أحلام المهمشين فى المجتمع ورصد آمالهم وهمومهم وإنسانيتهم، فى روائعه “حب فى الزنزانة” و”الهلفوت” و”المتسول” و”حتى لا يطير الدخان” و”رجب فوق صفيح ساخن” وغيرها، ووقف ضد الرأسمالية وتغول السلطة فى فيلمه «الغول» وحارب الإرهاب والتطرف بـ”طيور الظلام” و”الإرهابى” و”الإرهاب والكباب” ونفوذ رجال الأعمال فى أفلام عديدة منها “المنسى” وغيرها.
واحتل الزعيم عندما عاد للتليفزيون فى السنوات الأخيرة الصدارة، كما احتلها فى السينما، وحده الأغلى أجرا، وحده أيضا الذى يتنافس عليه المنتجون ولم يظهر له منافس «يسد أمامه»، نجم لا يضاهيه أحد سواء من جيله أو الأجيال المتعاقبة التى احترق بعضها قبل أن يصل إلى النجومية، التى يقف الزعيم على قمتها.
يؤمن دائما أن الفن يلعب دورا مهما وخطيرا فى الحياة العامة، وله دور فى تقريب وجهات النظر بين الشعوب، لذا يبحث دائما عن المادة الجيدة التى يقدمها فهو الطفل الذى نشأ فى الحلمية الجديدة وطاف وجال فى شوارع القاهرة الفاطمية وجلس على مقاهيها، وعندما صار شابا أصبح واحدا من حرافيش الكاتب الكبير الراحل محمود السعدنى، الولد الشقى، الذى تعرف عليه وانفتحت أمامه عوالم أخرى فى الحياة، وازدادت رقعة معارفه من المثقفين والشعراء والأدباء وارتبط بأواصر صداقة قوية جمعت بينه وبين الكاتب الكبير يوسف إدريس، والشاعر الغنائى مأمون الشناوى، وشقيقه الشاعر والعاشق الكبير كامل الشناوى والكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين.
عادل إمام الإنسان الذى لا يعرفه أحد، يعيش فى بيته حياة أسرية عادية مثل جميع المصريين، وكان صادقا عندما قال “لو ما عشتش حياة البسطاء مش هعرف أمثل تانى”، ويجتمع مع محبيه فى منزله بصفة مستمرة ويضم صالون الزعيم العديد من شرائح المجتمع فترى التاجر والفنان والمبدع والصحفى والإعلامى، فى صورة مصغرة لمصر التى يعشقها.
اليوم السابع
حقيقةً السينما العربية والمسرح العربي والكوميديا العربية والشاشة الفضية العربية لا ولم ولن تأتي بمثل “الزعيم”عادل إمام أبداً والدليل لا من جيله ولا الجيل الذي أعقبه من كان في مستوى “الزعيم”ولن يكون هناك مثيلٌ له في زمن قريب. والدليل الأكثر واقعيةً تهاوي من ظنّوا أنهم سيصلِوا لمكانتِه، وهم حالِمون وواهِمون.ويكفي أنّه جلب الإبتسامة للكبار والصغار لمدة (40) عاماً دون كلل أو ملل ودون فشخرة فارغة.
قالوا هنيدي كان يتطلع لعرش الكوميديا العربية، وبعده ظهر محمد سعد، ودخل معاهم حسن حُسني وغيرهم ،لكن ديل كلهم بعيدين عن الكوميديا الحقيقية بعد السماء عن الأرض، وبعضهم تمثيلهُ عبط في عبط. لذلك الزعيم هو الزعيم، ولا زعيم إلا الزعيم، عِشت يا عادل إمام زعيماً على عرش الكوميديا العربية.