عندما يتعثّر الحوار
شاركت بالأمس في ندوة عن أهمية الحوار السياسي في المرحلة الراهنة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية والعامة، نظمها ورتب لها المركز القومي للانتاج الإعلامي، وتحدث فيها الأستاذان السماني الوسيلة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي والدرديري الشبكة عن حزب الأمة الإصلاح والتنمية، بينما غاب الأستاذ كمال عمر عن حزب المؤتمر الشعبي بسبب مشاركته في منتدى سياسي خارجي في مدينة (الدوحة) بقطر.
كل الحضور كانوا شباباً في سنوات التكوين والنضج السياسي، وتميزت مداخلاتهم كحضور أو إعلاميين بالحيوية والإندفاع، وربما الغضب في بعض الأحيان مما يشاهدون ويسمعون من بعض القيادات الحزبية.
دار حوار مباشر وعميق حول آلية (7+7) وحول ضرورة إشراك القوى السياسية دون إقصاء أو استثناء، بحيث لا يشعر حزب بأنه (فوق) الجميع أو أنه الأجدر بقيادة غيره، كما تتهم بعض أحزاب المعارضة حزب المؤتمر الحاكم بذلك.
أهم مطلوبات المرحلة السياسية القادمة هو الحوار، فبدون ذلك لن تهنأ بلادنا باستقرار ولا تنمية، ولن يغمض للحاكمين جفن، ولن تهدأ ثائرة النفوس لدى (المغبونين) من الذين عارضوا وحملوا السلاح وشعروا بأنهم غير مرغوب فيهم داخل المسرح السياسي.
الحوار لابد أن يصبح هو اللغة المعتمدة وأن يكون بديلاً للمخاشنات والعنف اللفظي وحمل السلاح.. وغياب الحوار وتغييبه نراه أبرز ما نراه في إحياء سنن الجاهلية السياسية من خلال ممارسة العنف وسط الطلاب، ثم إشعال نيران الفتن الطائفية والجهوية والعرقية، ويكفي ما حدث قبل أسابيع في جامعة شرق النيل، وما حدث بالأمس في جامعة بحري، وما حدث ويحدث الآن بين الرزيقات والمعاليا، والذي سالت فيه دماء بريئة وطاهرة كان يمكن أن نحقنها بالحكمة ورعاية أولي الأمر.