ود الناظر وفضل الله ما بين بنك فيصل ومجلس الصحافة وزاد الشجون
> ليست خسارة الحرب هي فقط في القتلى والضحايا والحريق والمشردين.. وإن كانت هذه في حد ذاتها خسائر فادحة.. ولكن الخسارة التي هي أبشع وأفدح وأنكى هي ما دخل على النفوس وما استبطنه العقل والفؤاد والمشاعر ولم تستطع أن تخرجه الآهة ولا الدمعة ولا الشكوى.. إنني لا أخاف على الرزيقات والمعاليا من خسارات القتلى والضحايا والحريق وإن كانوا هم لا يخافون. فالموتى يبعثون على نياتهم والبيوت تبنى. أما الخوف وحده فهو الذي يبقى في النفوس ولا يطاله البناء ولا الترميم.
> الأستاذ الاقتصادي الرصين علي عمر ابراهيم فرح (ود الناظر) رجل عصامي لا عظامي رغم الأسرة الكبيرة التي تسنده مادياً ومعنوياً وتأريخياً عصامي بتجاربه ومبادئه وخلقه الوعر وعبر هذه الصفات قضى ومعه آخرون أزهى سنوات حياتهم من النجاح بمصرف فيصل الاسلامي ولأن زمان الرجل السيوبر مان قد انتهى فدعنا نقول أن الرجل ومعه مجلس إدارته الناجح والمتابع والمساهمين والكادر المصرفي الكامل بالرئاسة والفرع والمراسلين قد قدموا تجربة مصرفية جديرة بالاحتفاء والاحترام..
وبعد 12 عاماً من النجاحات المتواصلة غادر ود الناظر موقعه مثل كل المغادرين وهذه سنة الحياة.. والتصريح الذي أدلى به مجلس الإدارة مقالاً ومكتوباً ينم عن إحترام وتقدير واضح من قادة البنك ومؤسسيه ومجلس إدارته للرجل ودوره.. وحتى الآن لم يسئ أحد لأحد ولم يتهم أحد أحداً مع علمنا أن المصارف مثل الجيش والفتاة البكر لا يصح فيها الكلام إلا معقماً لأن هذه الأشياء تقوم على السيرة الحميدة والسمعة الطيبة وإلا خسرت أو هزمت أو (بارت) على الطريقة السودانية والأمثلة (على قفا من يشيل).
ورغم أن ود الناظر قيادي فيه حصافة وأدب وتجربة فإني أخاف أن يستدرج إعلامياً لمقولات ومزاعم لأقوال تؤخذ من باب التفسير غير الطيب للنوايا الحسنة فتسيئ للرجل ولتأريخه ولمؤسسته ولمستقبله الذي يحتاجه الجميع خاصة أن الرجل مازال في السوق وعلى السوق أخشى ما يخشون الحديث عن البضاعة سراً أو جهراً..
إن نجاحات الرجل غير (منكورة) ونظافة لسانه ويده تسير بها الركبان.. والسودان يحتاجه خبيراً أكثر منه مديراً وكل هذه السنوات تكفي وتفيض (في الميري) الذي لم يبق يوماً لفالح أو طالح.
عزيزي ود الناظر لا لجرم ارتكبته ولا بنك السودان ولا بنك فيصل لهما نصيب فيما جرى..
ولكنها سنة الحياة ومشيئة القدر وتعاقب الأجيال (وعسى أن تكرهوا). مرحباً بك في السهلة السودانية حراً طليقاً تدخل الكورة وتأكل البوش وتهاجم السياسة الاقتصادية وتجد وقتاً لقراءة المقالات الصحفية (الجادة والخارم بارم) دون أن يهمس في أذنك أحد بمرابحة أو مشاركة أو مزارعة أو صدقة أو تصديق أو قرض حسن..
إني أعتقد جازماً أن أسعد الناس بهذا القرار الرجل نفسه الذي نام لأول مرة في حياته المصرفية حتى (النّباه) وأسعد منه أسرته الصغيرة وشندي العجوز التي سيقول حين يرى من بعيد خضرتها ونضرتها وبياض قلوب قاطنيها
وين شندي العجوز وين سرمة يا السحار
ووين صيد العفا أمات فراقاً حار
وين فرح العفيف الما طلب ستّار
وكت آسف على درهم لقيت دينار
> هنالك مجموعة من الشباب السوداني العارف العالم المؤهل الوطني الملم بالخبايا سياسة واقتصاداً واجتماعاً وأيضاً بالتخابر والحروب.. نعم شباب موفور بكل هذه المزايا لا غير وليس بالادعاءات والورق المزيف والقبلية المنتنة لكن لن يعينه أحد في التشكيل القادم لأن السودان ليس فيه آلية ولا أحزاب تحتمل الأذكياء والنابهين. ومنذ اليوم والأيام التالية سوف تشهدون المئات من أنصاف المواهب وأرباع المتعلمين يسدون أفق أصحاب القرار متمترسين بالجهوية وحدها وغالباً ما يخرج منهم التكليف لسودان كفيف قادم
سودان إبل الرحيل (الشايلة السقو وعطشانة)
> إذا كان الساسة والمثقفون والتكنوقراط من أبناء دارفور وكردفان الذين يملأون اغلب المناصب بالمركز والولايات باسم تمثيل قبائلهم ونجوعهم ومناطقهم لا يستطيعون إيقاف مجازر أهليهم وفظائع قبائلهم وهي تتجاوز كل الحدود في القتل والحرق والنهب.. فلماذا لا يتقدموا باستقالاتهم ويخلوا مواقعهم فوراً لقبليين أخر تسمع القواعد كلمتهم وتنفذ أوامرهم.. فانتم يا سادتي عينتم حسب زعمكم أنكم تمثلون هذه القبائل وعبر هذا الزعم الزائف صدقكم المركز وصدقتكم الأحزاب وصدقتكم القوى الحية.. وبما أن الأحداث المؤسفة التي بين أيدينا برهنت بأنكم لا تملكون هذا الحق وهذا الزعم غير صحيح بحكم الذي يجري الآن من بشاعة وفتن فماذا لا تغادروا فوراً أو كما قال الهدندوي الساخر أبو آمنة حامد (قوموا بلا لمة)
> قال الراحل يحيى الفضلي في إحدى ندواته إن الطائفية في بلادنا مثل الحمامة ساقتنا سوقاً لكي نحبها فقط ولندفع مقابل هذا الحب العذري دم قلبنا أموالاً ودوائر دون أن ننتقدها فهل سمعتم يوماً أن سودانياً أنتقد سيداً أو حمامة بل العكس فكل شعرنا وأمثالنا حب وهوى وغيرة على السادة والحمام
(آهـ يا حمام يا زاجل)
(وقمرية فوق البيت تغني للعشاق) مع أن الحمامة مليئة بالمعايب والانتقادات فهي لا تحسن إقامة عشها (الوطن) ولا الحفاظ على بيضها (الشعب).. والغريبة أن العرب لهم مثل شهير يضرب على غبائها فهم يقولون (آخرق من حمامة)
لأنها لا تحكم صناعة عشها.. وقد تجيء إلى غصن الشجرة فتقيم عليه عشها الذي تذهب به الريح جيئة وذهاباً..
فبيضها أضيع شيء.. وما يتحطم وينكسر منه أكثر مما يسلم واستدلوا ببيت عبيد بن الأبرص
عيّوا بأمرهم كما
عيّت بيضتها الحمامة
جعلت لها عودين من
نشم وآخر من ثمامة
والثمام فصيلة النجيل الضعيف.. انها الطائفية التي يدمي الشعب صدره لها بالرصاص فيصنع لها الثورة لتحكم ريثما تتسفل فتصنع للجيش الانقلابي المبرر ليحكم.. إنها دعوة بريئة لأكل الحمامة أو انتقادها والأولى والثانية تحتاج لوعي وإرادة وحين من الدهر..
> مرحباً بالأديب الشاعر الصحافي السياسي فضل الله محمد رئيساً للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات
مقعد (ساخن) لرجل حكيم و(ساخر) رجل يقيد الجميع باحترامهم له وهو احترام يستحقه فأرجو أن يستغله لجعل هذه المهنة مهنة الذي له مهنة عظيمة فيتنازل عنها طوعاً لكبرياء القلم ويحلم بأن يكون صحافياً.
أنت تعلم يا فضل الله أن هذا الجسم الصحفي (متألم شوية) جسم يحتاج منك لروشتة توائم ما بين (موعد) البشارة و(الحب والظروف).. جيشك أيها الجنرال صحافيون وصحافة ليس لهم من العتاد والشونة إلا (زاد الشجون) ورغم ذلك فهم معك في (الانطلاقة) (أربعة سنين) قادمة مؤازرة بلا حدود فقط (ابقى عشرة على المبادي) وأخيراً نستحلفك بالله يا فضل الله أن تجعل عنوان إكمال الدورة تحت شعار (في حب بالله أكتر من كده).