“غصن الحوار المادد” تلقاء الدوحة القطرية تشرئب الأعناق معية عقد الجلاد الغنائية و(حزمة هموم) القضايا الداخلية.. الشعبي والأمة وجهاً لوجه
في خميس الدوحة تفعل مجموعة عقد الجلاد ما تفعله على الدوام؛ تحاول عبر موسيقاها حياكة قميص الوطن الممزق بالاختلافات، ثم يحدوها الأمل ألا يتسع الفتق على الراتق أكثر، فيشدو الكونشيرت الجماعي أمام الجوقة: “وطنّا حبيبنا رغم البيك.. هي الأشواق حنينها إليك.. زين يا زين يظل دفاق”.. وتختتم ملحمتها الغنائية بكلمات النبيل حميد: “وطنا الزين لا تنضر لا تنعاق.. نظل في حبلك الواحد.. حبيبين مافي بينا فراق”.
وقبل أن ينفض حفل مجموعة عقد الجلاد في الدوحة القطرية، تنفتح الأبواب أمام مهرجانات من طراز آخر، تنادي هذه المرة بضرورة الوصول إلى الديمقراطية، باعتبارها الصيغة المثلى لتداول السلطة، عقابيل آلام وفواجع ربيع الثورات، التي لم تنتج استقراراً وسلاماً يقود مشاريع التنمية في المنطقة.
ويناقش منتدى الجزيرة بحضوره المختلف القضايا المتعلقة بمستقبل الإقليم، وبمستقبل مكوناته. ويشارك في المنتدى الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة باعتباره واحداً من دهاقنة الديمقراطية في المنطقة، وأحد القلائل الذين حملتهم الصناديق إلى القصور.
والإمام ليس وحده هناك، فالأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر يرسل تسجيلاً للصحافيين يؤكد فيه مشاركته في المنتدى، وفي مناقشة الأوراق. ويحزم كمال حقائب رحيله صباح غدٍ الأحد وهو يختم تسجيله المبثوث في الهواتف أمس بتعريف جديد؛ هو الناطق الرسمي باسم آلية المعارضة في عملية الحوار الوطني، بعد أن اختارته المجموعة ناطقاً بلسانها، ومفوّضاً للحوار باسمها في ما يتعلق بضرورة دعم الحوار الوطني الداخلي ابتغاء أن يكون شاملاً.
وفي ذات التسجيل يؤكد عمر على ضرورة الاتصال بالحركات المسلحة من أجل المشاركة في العملية السياسية، وبالتالي صناعة سلام سوداني عبر القضايا الست المتفق حولها في الجمعية العمومية، وفي خارطة الطريق.
وفي حديثه لـ(اليوم التالي) أمس ينفي عمر أن تتم لقاءات بينهم والحركات المسلحة في الدوحة، قائلاً بأن الدعوة التي تلقاها لا علاقة لها بقضايا الداخل السوداني، وإنما ستناقش قضايا الديمقراطية في المنطقة في إطارها العمومي. ويؤكد عمر على أن الوقت الراهن هو الوقت الموائم لاستغلال أي سانحة متاحة لتحقيق التقارب بين المجموعات السودانية المتناحرة، وعبر السعي من أجل إنجاح الحوار الوطني، دون أن ينسى إضافة كلمته الأثيرة (بالداخل)، مجدداً رفضه المشاركة في أيّ حوار تحضيري يضيف قضايا أخرى، ويسعى لتبديل ما اتفقوا عليه سلفاً.
ولم تمنع إشارات الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي لما حدث في ملتقى برلين، ومن ثم نداء السودان، وصولاً لاجتماع أديس أبابا الذي لم يؤت أكله، لم تحل بينه والقول بأنه سيلتقي المهدي في الدوحة، من أجل مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضية الحوار الوطني، مقللاً من التأثيرات السلبية لموقف حزبه الجديد، أو موقفه الشخصي المتحوّل من ناطق رسمي بلسان قوى الإجماع الوطني، إلى متحدث ومفوّض باسم قوى الحوار الوطني، مؤكداً على أن الهدف الأخير يظل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، وهو ما يتطلب (تجاوز الحزبي للاستراتيجي)، مضيفاً بالقول إن المهدي رجل ترافقه الحنكة السياسية والوطنية، التي لا يمكن المزايدة عليها بأي حال من الأحوال، آملاً في أن يتم لقاء الدوحة، ويصنع فارقاً إيجابياً يتجاوز بالبلاد حالة الركود السياسي الماثل.
ولا ينسى عمر الذي يحمل حقائبه من أجل المشاركة في منتدى الجزيرة في المقام الأول أن يحتقب معه القضايا السودانية، بغية إعادة الإخضرار للديار. ويوقن الرجل بدرجة كبيرة أن بذور الحل يمكن إيجادها في حقيبة المهدي، الذي يحاول استعادة ديمقراطية حملته رئيساً للوزراء من قبل، وفي الوقت نفسه يحمل حقائب اقترابه مع المجموعات السودانية التي تعارض الحكومة، ومعها الأحزاب التي تحاورها، وعلى رأسها المؤتمر الشعبي، الذي ينشط في عملية الحوار، وينشط في سعيه لإلحاق الآخرين بها، في سبيل شراء المستقبل باستقراره.
ويحتقب عمر أيضاً أمله في استجابة زعيم الأنصار لدعوة الحوار، وذلك لما يمكن أن يضفيه عليها من ثقل، وهو ثقل يتكئ على اعتبارات متعددة، لكن الأمل وحده لا يبدو كافياً للعبور؛ فالمهدي المطلوب التحاقه الآن بالعملية الحوارية، هو نفسه صاحب المقولة: “إن حوار الداخل مات وشبع موتاً”.. يقول ذلك ملحقاً إياه بالمبررات التي لا تبعد كثيراً عن راعي الحوار الرسمي، المؤتمر الوطني، الجالس على سدة الحكم، مستمتعاً بالفرجة، ومنتظراً أن تهطل على أرضه سحائب الشعبي بخراجها الإيجابي.
لكن ذات الأمر سرعان ما ترد عليه عقد الجلاد بنص آخر، ومن داخل الخرطوم بأهزوجة فاضلابي المهاجر في النرويج: “كلما نقول كملنا الليل، يطلع باكر ليلاً أطول.. كلما نقول خلصنا الشيل تطلع شيلة باكر أتقل.. إلا برضو نأمل إنو الجايي صباحا أجمل.. لكن كيف؟
اليوم التالي
بصراحة انا اكثر زول هذه الايام كلامه يعجب ويسر البال هو الاستاذ كمال عمر