سيدي غندور.. لقد عرفت فألزم
بين كم هائل من التصريحات التي يضخها السياسيون في شرايين الميديا، وقفت مليا عند تصريح منسوب للبروفيسور إبراهيم غندور نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، ولم يكن محض مصادفة أن يقف صديقنا عادل الباز ذات الموقف بين يدي ذات التصريح، وهو تحديدا قول البروف غندور “بأنهم بعد الاستحقاق الانتخابي سيتفرغون إلى قفة ملاح الجماهير”،
وهذا لعمرى – والحديث لمؤسسة الملاذات الجناح الفكري – قمة الحوار المنشود وعمقه، على أن ما يسمى بحوار السباعيات الذي تتبناه النخب السياسية، لا يساوى في أحسن الأحوال أكثر من خمسة بالمائة من جموع الشعب صاحب المصلحة الحقيقية، على أن حوار (قفة الملاح) في المقابل هو حوار كل الجماهير، فلعمري أن أعمق وأشمل حوار مع الجماهير هو مخاطبة قضاياهم الحياتية وهمومهم اليومية، التي لم تكن إلا قضايا المعاش، أما النخب السياسية فإن همومها (غير).. هموم السلطة والثروة.. فطالما احتفلت هنا كثيرا بهذه العبارة.. على أن السياسيين عندنا هم دائما على حالتين اثنتين، إما أن أحدهم حاكم وهو يحافظ على هذا الحكم بكل الوسائل المشروعة، وإما أنه قد فقد هذا الحكم، وهو يعمل بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للعودة لكراسي الحكم، لأن بعضنا يعتقد بأنه اصلا قد بعث من قبل العناية الإلاهية ليحكم وليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا !!
غير أن حلف (قفة الملاح) لا يعادله حلف، فهو لعمري حزب الأغلبية الصامتة، فهذه الأغلبية لا تطرب ولا تتفاعل إلا مع من يتحسس قضاياها، وقديما قال أهلنا في البادية (الزول بونسو غرضو).. وأنا غرضي إن ما انقضى خلي دار جعل تنهد.. بناء (دولة الكسرة والانكسار).. فنحن أمة تكاد لم تشبع من الفتريتة بعد.. وسياسيوننا يمنوننا بالبيت الأبيض وأيوان فلاديمير بوتن، صحيح، قديما كانت سقوفات الأمل عند المسلمين تبلغ ما بلغ الليل والنهار، غير أننا الآن في مقام (الآن علم فيكم ضعفا).. و..
* أتمنى عليكم سيدي إبراهيم غندور أن تنزلوا بنا إلى الحقول والمزارع والحواشات، فبعد أن ملأنا (فراغنا الدستوري) شرعية. فلنذهب مباشرة لردم فجواتنا الإنتاجية و(فراغنا الغذائي) قمحا ووعدا وتمني، على أن في هذا الزمان شرعيتك بمقدار ما تختزن في مطاميرك، وهل كانت تعددياتنا تعاني أزمات شرعية يومئذ !! وقد تساقطت واحدة بعد الأخرى كأوراق الخريف، عندما فشلت الأغلبية أن تطعم شرعيتها، فلما نفد الخبز نفدت الشرعية و.. و..
سيدي نحن نعيش عصر شرعية (الخبز والفتريتة) بامتياز.. وقديما قال الشيخ ود بدر (أكان ما عجيني منو البجيني).. وكان ما الكسرة ما جات الناس منكسرة !! فأي فكرة لا تستطيع أن تطعم نفسها لن يكتب لها البقاء.. فامض بنا إلى برك القضارف وخض بنا وحل النيل الأزرق والجزيرة.. فلن يتخلف منا أحد!
نعم اذهب بنا الى المزارع والمصانع ثم توفير البضائع وتنظيف الشوارع من كل عاطل من كل صائع ثم لافقير فى بلادى ولاجائع