” قوز الحلق” قصة نجاح عطبراوية
أخي صاحب الملاذات الخضراء.. تحية احترام وتجلة.. ظللنا منذ فترة طويلة جدا نتابع عمودكم المقروء (ملاذات آمنة) ونشيد بحرصكم على الاهتمام بالزراعة، بترول السودان الحقيقي، وظل ذلك همكم الأول لدرجة مناداتكم (بحزب السودان الأخضر) واسمحوا لنا وعبر عمودكم أن نتناول (تجربة جمعية فوز الحلق الأخضر) التعاونية الزراعية متعددة الأغراض، تتبع لمنطقة الاتبراوي بمحلية الدامر ومعلوم بأن مناطق أدنى نهر عطبرة من أكثر مناطق السودان فقراً، مناطق الهشاشة التنموية، ولكن بفضل الله بدأت هذه المناطق تشهد الآن حركة دؤوبة ونهضة تنموية شاملة تؤرخ بنهوض الجمعية التي انطلقت بقوة في العام 1975م على عهد الراحل نميري، فأصبحت هذه الجمعية قبلة للأنظار لنجاح مشروعها الزراعي الذي يتمدد في مساحة تفوق الـ 800 فدان تزرع بمحاصيل الذرة والفول المصري والفاصوليا والبطيخ والبصل والطماطم و.. و..
كما بدأت منتجاتهم لهذا الموسم تغزو أسواق عطبرة والدامر بل وحتى الخرطوم، يستمد هذا العمل نجاحة من فلسفة التعاون الذي راهن الكثير على فشله، فضلا عن قيمة العمل الجماعي في المنطقة، فالناس هنا ما شاء الله على قلب رجل واحد تتقدمهم قيادة واعية، ولا يوجد بقوز الحلق عاطل امرأة كانت أو رجلا.. فتتنوع عمليات الإنتاج التي اتسعت إلى أفق مزارع الدواجن وصناديق للأثاثات والمعدات المنزلية ساهمت في تأسيس منازل المنطقة.. وتوفير مطلوبات معينات الأفراح والأتراح .
وتقوم الجمعية بتوفير كافة المدخلات الزراعية بمهلة سداد مريحة، وللجمعية مخازن كبرى ولها محلات تجارية بسوق الدامر وبالمنطقة توفر كافة احتياجات المزارع من السلع الضرورية طيلة موسم الزراعة، فالجمعية تركز على أن يتفرغ المزارع تماما طيلة فترات الزراعة حتى الحصاد، وللجمعية عمل اجتماعي كبير غير مسبوق على مستوى السودان والولاية، يكفي أن خيرها تعدى وانداح على كافة المناطق التي حولها ولم ينحصر على قوز الحلق.. فللجمعية سهم في دعم التعليم بمناطق أدنى نهر عطبرة ودعم الفقراء والأرامل والأيتام والمرضى.. قال عنها خبير المنظمات الدولية الأستاذ ضحية سالم إنها تجربة يفتخر أن يقدمها السودان لتساهم في معالجة قضايا الفقر والعطالة وتستحق التوثيق والترويج.. كتجربة ناجحة ومميزة لو طبقت بمناطق السودان لما احتجنا لغيرنا واكتفينا، علما بأنها نهضت بأموالها ومواردها الذاتية دون تقديم أي دعم من أي جهة حكومية أو غيرها.. كما حققت أرباحا هذا العام فاقت الملياري جنيه، ولديها خطة مستقبلية طموحة للتركيز على محاصيل الصادر وإدخال الحيوان في الدورة الزراعية، نخص بالتحية ابن المنطقة الأستاذ العوض العطا صاحب النظرة الثاقبة والعين البصيرة التي تقود هذه النجاحات.. والتحية لكافة مواطني المنطقة الذين جعلوا الجمعية والزراعة همهم الأول والأخير ..
مخرج.. هذا المقال بقلم الأستاذ أحمد علي أبشر أحمد، إعلام وزارة المالية والاقتصاد/ نهر النيل..