حوار خبطة ولكن على طريقة إسحق
لا نقول إن الأستاذ إسحق فضل لله كاتب الإنقاذ الأشهر، قد أفسد علينا محصلة لقائه بالبروف غندور وحواره معه الذي أشار اليه أمس في زاويته بأخيرة الغراء (الانتباهة)، فهو غير ملام، فتلك هي طريقته المعهودة في الكتابة، كما أنه ليس صحافياً مهنياً محترفاً يعرف كيف يستخلص الخبر ويصيغه ويعد التقرير والتحقيق ويجري الحوار الى آخر فنون وضروب التحرير الصحفي، ولكن نقول ليت لو كان في صحبته صحافياً مهنياً محترفاً؛ يعرف كيف يستثمر فرصة لقاء إسحق بغندور، وما جرى من حوار حوى أسئلة من إسحق وردود من غندور حول أهم قضايا ما بعد الانتخابات، يقيني أنه كان سيصنع من تلك الجلسة حواراً خبطة؛ يتفادى فيه بحرفية ما لا يرغب المحاور بفتح الواو في نشره(offrecord) ، وعلى كل حال يحمد للأستاذ إسحق انتباهته لأهم مواضيع الراهن وسعيه لاستكشاف ما يجري خلف الكواليس بصددها من أحد أهم قيادات الحكومة والحزب الحاكم، وكنا سنعذره لو احتفظ بما حصل عليه من إجابات ومعلومات لنفسه واستدعاها كخلفيات كلما عنت له قضية ذات صلة بها، أما أن يشير لها بطريقته المبتسرة تلك، فذلك ما يجعل ما نشره من حواره هذا في حاجة الى حوار آخر استدراكي تكميلي؛ يقوم على الأسلوب المهني الصحيح بأسئلة مباشرة صريحة وقصيرة، محددة الفكرة ومصوبة نحو الهدف مباشرة، ليستخلص منها معلومات وإيضاحات مفيدة ليس مكانها أعمدة وزوايا الرأي التي لا تصلح لمثل هذا التناول الصحفي بل تفسده وتشوهه.
من القليل الذي ورد بطريقة صحفية صحيحة ومعلومة مكتملة من بين الذي نشره إسحق أمس، أن ثلاثين كادراً من الحزب الحاكم من القيادات العليا والوسيطة، ظلوا عاكفين منذ نهار الاثنين الماضي على صناعة الحكومة القادمة، ذكر بالاسم عدداً منهم من الرجال والنساء بحسب إفادة غندور، وحول الآلية والطريقة التي يتم بها اختيار أعضاء الحكومة الجديدة، يقول إن الرئيس هو من يتقدم بترشيحاته لهذه اللجنة الثلاثينية التي لها أن تقبل ترشيحات الرئيس كما هي أو تعدل فيها ثم تعيدها اليه بوصفه صاحب القرار النهائي، وعن الولاة المختارين يفيد بأن أمرهم قد حسم والقائمة جاهزة للإعلان عندما يحين أجله، أما عن الأحزاب التي ستشارك في الحكومة، يقول إن من حق تلك الأحزاب أن تقدم وترشح من تشاء ولكن لن يتم اعتماد إلا من يشاءه الحزب الحاكم، وعن مهام الحكومة الجديدة يقول إن ستة لجان قد توفرت على أمرها قبل ستة أشهر وحددت مهامها بل وأجاز مجلس الوزراء توصيات هذه اللجان، أما ما نشره إسحق بطريقته الدرامية إياها فلا يعني إلا من يبحث عن الغموض والإثارة والتشويق، على النحو الذي كتبه عقب لقاء سابق له بالرئيس، كان قد خرج علينا منه بأن الرئيس قد حدثه لقرابة الساعة عن كل شيء ليقول لنا في النهاية إنه شيء يراه الملكان فقط ولن يراه غيرهما في الوجود.