تحفظ مجتمعي: الفيديو كليب.. تجربة متواضعة في مسيرة الأغنية السودانية
هناك فوارق بين الأغاني المصورة وأغاني الفيديو كليب التي يتم إنتاجها خصيصا لبثها عبر القنوات المتخصصة، ولكن مثل هذه الثقافة تنعدم وسط الفنانين والمخرجين، وحتى المتلقين من الجمهور الذي يفضل سماع الأغاني عبر (الام بي ثري). وحتى الأعمال التى تحتوي على صور تكون أغلبها مدبلجة من أغانٍ أجنبية، وإذا ما تتبعنا فترة البث عبر القنوات نجد أن الأغنيات التي تبث كلها غير حديثة أي مصورة منذ سنوات، حيث تتم إعادة بثها فقط مقارنة مع ما يتماشى مع ذوق الشباب أو الأجيال الحالية.
اختلاف كبير
وبالنظر إلى العديد من الأعمال المقدمة دائماً ما نجد تسجلات قديمة أو حديثة في عدد من الأمكنة مع اختلاف الحضور والزمان، ويبقى إنتاج الفيديو كليب للأغاني وسط الفنانين الشباب معدوماً لاعتبارات ضعف الإمكانيات وقلة التنافس فيما بينهم، وتحفظ المجتمع على مثل هذه الطفرات الإنتاجية.
كيفية الإنتاج
وفي السياق، يشير المخرج الفاضل سليمان إلى أن الفيديو كليب منظومة لحنية خالية من المراجعات الموسيقية الطويلة بإيقاع خفيف، وتنويع في اللقطات، مع الإيقاع المصاحب للأغنية، وسمي فيديو كليب لأن اللقطات فيه عبارة عن كلبات قصيرة تحسب بالفريم والثواني السريعة واللقطات غير المتكررة وغير المملة في النظر، وقد يصحب الفيديو كليب سيناريواً درامياً مناسباً مع كلمات الأغنية، وقد يكون سيناريو التصوير بدون قصة درامية معتمدا على الأزياء ومواقع التصوير المختلفة الخلابة، ويمكن أن يعتمد على الرقصات الإيقاعية، موضحاً أن الفيديو كليب حالياً أصبح عالمياً يصنع من البداية بحضور الملحن والشاعر والفنان والمخرج حتى يتم تفصيل اللحن على أساس أنه كليب دون ذوات موسيقية، ليكون عدد اللزمات وتصوير المخرج وعمل المونتاج محسوب بالوقت والثانية للأغنية المصورة.
أعمال تقنية
ويضيف لا تلتزم بإيقاع محدد في التصوير وتعتمد على اللقطات الطويلة التي قد تقود للملل أحيانا لأن المراجعات الموسيقية وطول الأغنية أحيانا يجبر المخرج على تكرار اللقطات وغالبا ما تكون الأغنية المصورة لا تعتمد على ظهور الفنان المؤدي، إنما تتم تغطية اللحن الموسيقي وصوته بلقطات مختلفة تحكي مضمون الأغنية، عكس الفيديو كليب الذي يتطلب ظهور المؤدي كشخصية أساسية في الأداء، كاشفا عن أنه لا يوجد عدد كبير من المخرجين قاموا بعمل فيديو كليبات لأنها تحتاج لإيقاع محدد في شخصية المخرج نفسه بجانب مشقة وتعب في جمع اللقطات وتنويع مواقع التصوير. وأردف: أنا شخصيا أكثر مخرج قام بعمل فيديو كليبات بلا فخر مع الفنانين وليد زاكي الدين ومحمود تاور وفرقة رنين البالمبو وصفوت الجيلي ومحمد مهدي وحمد البابلي ومبارك البنا وعدد من الأغاني المصورة للفنان سيد خليفة وعلي السقيد.
تجارب مختلفة
وفي السياق، تقول المخرجة سارة أحمد حاليا توجد شركات تقوم برعاية الفنانين وإنتاج الفيديو لهم، وعلى سبيل المثال تجربة الفنان طه سليمان الأخيرة التي أحدث طفرة كبيرة في الوسط الفني رغم الانتقاد الذي طاله من كتاب الرأي والنقاد. وتشير سارة إلى أن هناك فنانة شابه تتغنى للتراث السوداني تخوض تجربة لأرشفة وإنتاج أغانٍ تراثية سودانية أصيلة، أما الإنتاج فتوضح أن تكلفته عالية وتحتاج إلى أجهزة وإمكانيات مادية ومتخصصين، وعن ظاهرة الفيديو كليب الحديثة، قالت سارة إنها نوعا ما لا تجد القبول وسط السودانيين، لكنها تجذب فئة الشباب خاصة والمهتمين عامة، والبعض يعتقد أنها عادة غير مقبولة لدى المجتمع السوداني بحكم أنه مجتمع محافظ، ويرفض مثل هذه الأشكال التي تحاول تذويب الثقافة والهوية، ولكن إذا كان الفيديو يساعد في نشر التراث يمكن أنه يخدم المجتمع ويعكس ثقافته، ويجد القبول واستحسان كل الشعب السوداني والعربي.
اليوم التالي