توثيق لحظات فرحة ونشوة بيوت الخرطوم بطلاب الأساس
بعد مضي عام مكلل بالتحصيل أرتسمت لوحة تنساب منها ألوان الدموع وتضج بأصوات التلاميذ والأسر والمعلمين بتبريكات النجاح والزغاريد من أفواه مطعمة بالسكر والحلوى.. هذا المشهد الخلاب الذي ينبئ عن وطنٍ رحب اقتنصته (المجهر) حتى تتذوق نتيجة النجاح التي حصل عليها طلاب وطالبات مرحلة الأساس بولاية الخرطوم للعام 2015م.
ومن بوابة أم درمان كان لنا دخول مدرسة (أحمد بشير العبادي بنات) بـ”الموردة” كانت (المجهر) هناك تتفحص أجواء النجاح اللامحدود والفرح الكبير بنجاح جميع طالبات المدرسة البالغ عددهن (297) طالبة ممتحنة لشهادة الأساس، (4) في المرتبة الأولى بولاية الخرطوم و(4) في الدرجة الثانية و(74) منهن حصلن على درجات فوق مجموع الـ(270)، وبهذا النجاح الجبار والعدد الكبير كانت مدرسة (أحمد بشير العبادي) في مقدمة المدارس المتفوقة بمحلية أم درمان ، إذ جاءت محلية أم درمان في المرتبة الأولى مشترك مع ولاية الخرطوم بعائد تحصيل بلغ (197)، تليها محلية كرري في المرتبة الثالثة بعائد (187)، ثم شرق النيل المرتبة الرابعة (184) وبحري الخامسة.
مديرة مدرسة (أحمد بشير العبادي بنات) المعلمة الفاضلة “روضة بشير محمد” وجدناها في مكتبها بالمدرسة والذي يذخر بالكؤوس و وبحفاوة بالغة استقبلتنا، قائلة: بالتأكيد النجاح هو فرحة كبيرة لأي مسؤول وعن إحساسها لحظة إذاعة نتيجة شهادة كنت أتخيل حزن وبكاء الطالبات اللائي لم تذاع أسماءهن ضمن الأوائل في المؤتمر الصحفي، ، ولكن سرعان ما دخلت عائدة للمدرسة احتويتهن بطيب خاطر ورجعن من “الزعل”، وقلت لهن بذات اللهجة (الجابت 270 زي الجابت 279)، ومن هنا اهنئ الأمهات والآباء، فقد كان لهم الضلع الأكبر في هذا التفوق.
سألناها عن سر تلألؤ مدارس (بشير عبادي) في سماء النجاحات دائماً، فأجابت قائلة: بنات العبادي “بنات ما ساهلات” وكذلك المسؤولين منهن وهم جهات تربوية عريقة (مكتب التعليم وجامعة الخرطوم وكلية المعلمات)، وأضافت أنهم كانوا على قدر المسؤولية وحفظوا لبوابة أم درمان المعرفية جدارتها وليسجل التاريخ هذه الأحداث المفرحة المتتالية فيها حاملين راية العبادي.
وعن الأسلوب الفريد الناجع الذي تتبعه المدرسة مع الطالبات وكان له الأثر في بلوغ النجاح والتفوق، أوضحت المعلمة “روضة” أن الأسلوب التربوي الحديث وليس (الدلع) أسهم في ذلك، لافتة إلى أن الصغار هم قبل الكبار في الرعاية والاهتمام، وتضيف: أي طالبة أشعر أنها أخطأت أتعامل معها بالطريقة التربوية السليمة على شاكلة (لا يا ماما.. إنت ما سودانية.. إنت ما مسلمة)، وتبين أيضاً أنه كلما كانت العلاقة بين الطلاب والمدرسة أسرية وفيها (حنية) تسهل العملية التربوية.
وتوجه الأستاذة “روضة” الشكر لمعتمد أم درمان “صديق اليسع” الذي هب للمدرسة في بقعة أم درمان بعد إعلان النتيجة مباركاً ومهنئاً على هذا النجاح ، مؤكداً أن (بشير عبادي) أدخلت الفرحة لكل أم درمان، كما تشكر صديقات المدرسة من الأمهات وإدارات المجلس التربوي وكل الشركاء على رأسهم رئيس مجلس الآباء “د. محجوب بخيت” وأكدت أن المعلمات بالمدرسة هن أيضاً سر النجاح لأنهن متميزات ومؤمنات بكل المسؤولية التعليمية، مبينة أن لا علاقة مادية بين الطالب والمعلم.
تجربة جديرة بالتطبيق
وما فتئت الأستاذة “روضة” تكيل الشكر والعرفان لمجلس الآباء الذي اعتبرته أنموذجاً وكأنما المثل القائل (القلوب شواهد) فعلى سيرة (مجلس الآباء) دخل علينا المكتب “نائب رئيس مجلس آباء مدرسة (أحمد بشير العبادي) الدكتور “إبراهيم صديق الدليل” دخول الفاتح المنتصر، وبعدما عانقت فرحته مديرة المدرسة والحضور، حدثنا عن تجربتهم وعن الخلطة السرية لنجاح (أحمد بشير العبادي)، “الدليل” هنأ في بداية حديثه المدرسة وطلابها والأسر وأشاد بمجهودات الإدارة و(كلية التربية جامعة الخرطوم)، (مجلس الآباء) و(المعلمين)، مؤكداً أن خلطة النجاح السرية لهذه المدرسة تكمن في الترابط الأسري بين إدارة المدرسة ومجلس الآباء الذي يهيئ للطالب أجواء تعليمية وتربوية مكتملة الأركان، وأشاد “الدليل” بتفاني المعلمة الفاضلة الأستاذة “روضة بشير” وأضاف قائلاً: أن تجربة مدرسة (أحمد بشير العبادي) جديرة بالدراسة ومن ثم التطبيق بكافة مدارس البلاد حتى يعود للتعليم ألقه وسابق عهده، بل ليخطوا إلى أسمى وأعلى من ذلك)، مختتماً حديثه بشكر أولياء الأمور ومساهماتهم الطوعية لأجل تحسين البيئة التعليمية لأبنائهم التي قلما تتوفر في مدرسة كانت حكومية أو خاصة (مساحات خضراء، فصول مكيفة، معامل لغات بالإضافة إلى مكتبة غنية ومميزة)، ما جعل (أحمد بشير العبادي) المدرسة النموذجية بولاية الخرطوم.
فرحة بيوت
وبحي العمدة بأم درمان طرقت (المجهر) أحد منازل (حي ود نوباوي) وهو منزل أسرة إحدى أوائل الأساس “وفاء عبد المنعم” من مدرسة (أحمد بشير العبادي)وقدصفت لنا “وفاء عبد المنعم” شعورها بأن الفرحة لا تسعها ثم استرسلت قائلة: لقد توقعت تفوقي ولكن ليس بحصولي على (279) والفضل في ذلك من عند الله ومن بعده إلى أسرتي وكل معلماتي وجميع أسرة مدرسة (أحمد بشير العبادي) وعن طريقة دراستها قالت إنها تطالع درس اليوم باليوم ولا تساهر أبداً، أما هواياتي المفضلة فهي القراءة والسباحة ، ، إضافة إلى ذلك أحب مشاهدة (قناة ناشيونال جيوغرافيك)، وأخيراً أشكر جميع أفراد أسرتي وجميع معلمي ومعلمات المدرسة ،الذين ساهموا في حل كل مشكلاتنا بتذليل كل ما صعب علينا، وتتمنى أن تصبح طبيبة.
أما والدتها “ماجدة الشفيع” فقالت: كنت أتوقع نجاحها. فهي مجتهدة جداً رغم وفاة أبيها إلا أنها كانت قوية ، تعتمد “وفاء” على نفسها في مذاكرتها، وهذا ما أكدته شقيقتها “ولاء عبد المنعم” والتي درست بنفس المدرسة ، إذن النجاح حليف هذه الأسرة الوثابة. ونحن على أبواب الخروج حدثنا خالها “عبد القادر الشفيع” قائلاً: إنه يلاحظ على “وفاء” طابع الجدية وروح المنافسة، بل يلحظ هذا أيضاً في صديقاتها اللائي يأتين للمذاكرة معها.. وتمنى لها مزيداً من التوفيق والتقدم
وأيضاً كانت لنا فرصة تهنئة صديقتها “ربا فيصل” من نفس المدرسة ،والتي حازت على (270) درجة ،التي دلنا ابن عمها على منزل “وفاء”.
“سلوان” العجبت سوبا
في جانب ذي صلة التقت (المجهر) بوالد الطالبة الأولى مشترك ، أيضاً في شهادة الأساس “سلوان سليمان إسماعيل شمعون”، وأكد بالغ سعادته بنجاح ابنته وإحرازها الدرجة الأولى في الخرطوم وفي مدرستها الدرة الخاصة بنات بسوبا الحلة، وقال إنه كان يتوقع أن تحرز الدرجة الأولى حسب كلامها، بعد مجيئها من الامتحانات، مؤكدة له أنها ربما تنقص درجة أو اثنتين في الإنشاء، وشكر والدتها التي كانت على اهتمام دائم بها في مراجعة الدروس، وقال أن سلوان، لم تبارح المرتبة الأولى منذ دخولها المدرسة.
المجهر السياسي