محجوب عروة : نتيجة الانتخابات.. قراءة أولية
القراءة الأولية لنتائج الانتخابات تعكس الوهم الكبير الذي ظلت تعيشه مفوضية الانتخابات مثلما ظلت تعيشه جميع الأحزاب المشاركة فيها والتي أكدت جاهزيتها وأهمية هذه الانتخابات للوطن واستقراره، بل الاستحقاق الدستوري الذي صدعتنا به قيادات وأجهزة هذه الأحزاب التي شاركت فيها مثلما صدعتنا أجهزة الإعلام والصحافة المقروءة والمشاهدة والمسموعة حيث ظلوا جميعاً يؤكدون أن الأحزاب التي ستشارك فيها هي أربعة وأربعين حزباً ولكن أول ما يلفت الانتباه في النتيجة هو أن عدد الأحزاب التي نجحت في دخول المجلس الوطني كانت اثنان وعشرون حزباً على رأسها بطبيعة الحال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بحصيلة مقاعده في الجغرافية والنسبية 323 مقعداً وحزبين اتحاديين – الاتحادي الأصل حصيلته النهائية خمسة وعشرون مقعداً
والاتحادي المسجل حصيلته خمسة عشر مقعداً – ثم أربعة أحزاب أمة بأسمائهما المختلفة – الفيدرالي، القيادة الجماعية، الإصلاح والتنمية والأمة المتحد تفاوتت مقاعدهم بين السبعة والخمسة والثلاثة مقاعد. ثم هناك المستقلون تسعة عشر مقعداً، فالتحرير والعدالة (حزبان أحدهما للسيسي والآخر لأبوقردة وأتباعهما اللذان أصابتهما لعنة الانشقاقات والخلافات مثل باقي الأحزاب
نصيبها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لكل منهما ويمكنك عزيزي القارئ أن تراجع النتائج في الصفحات الأولى التي أعلنتها المفوضية القومية للانتخابات والتي يتحدث كثير من الذين شاركوا في إدارة المراكز عن سوء أدائها وانحيازها الفاضح للمؤتمر الوطني بدون خجل وحياء والتي فشلت فشلاً ذريعاً في جعل هذه الانتخابات تتمتع بالصدقية المطلوبة حيث سمحت للتصويت بشهادات السكن عندما اكتشفوا ضعف الإقبال فكان التزوير في بعض المراكز كما أكد لي من كانوا يعملون بها إذا كان كثير من الناخبين يصوتون لأكثر من مرة حيث كان من السهل محو الحبر أو النساء يضعن (المانكير) فوق الظفر هذا غير الفضائح التي أعلنت في ولاية الجزيرة وكذلك في تمديد فترة التصويت وهي التي أعلنت منذ البداية أنها لن تغير في فترة الانتخابات وانتقدت الأحزاب المقاطعة بأنها لم تستعد للانتخابات منذ العام 2010 فهل هذا هو
استعداد المفوضية يا ترى؟؟). ثم هناك أحزاب مجهرية أخرى نالت كلا منهما مقعداً واحداً. أما باقي الأربعة وأربعون حزباً التي قيل إنها ستشارك في الانتخابات فكان سقوطها مدوياً فقد كشفت أنها مجرد أحزاب مجهرية مصنعة من جهات معروفة دفعتها للتسجيل وخوض الانتخابات بهدف الدعاية وإيهام العالم أن هذه الانتخابات يشارك فيها معظم السودانيين والقوى السياسية. ولعل
الفضيحة الأكبر في هذه الانتخابات أولئك الذين ترشحوا لرئاسة الجمهورية فالخمسة عشر مرشحاً نالوا فقط خمسة بالمائة من الأصوات مما يشي ويؤكد الحقيقة التي ظل يتداولها المواطنون بأنهم كانوا مجرد كمبارس وتمومة جرتك بهدف إضفاء قدر من الصدقية على انتخابات الرئاسة وأن المنافسة فيها حقيقية ولكن جاءت النتيجة والمحصلة فضيحة بجلاجل كما جاء في إعلان المفوضية.. من هو الفائز الحقيقي يا ترى هل هو حزب المؤتمر الوطني الذي أقسم البروفسير غندور – زوراً وبهتاناً أنه أكبر حزب في أفريقيا والعالم العربي وكأننا معشر السودانيين نعيش في المريخ وليس في هذا العالم؟- أم هي باقي الأحزاب المشاركة؟ من المؤكد لا هذا ولا ذاك فالفائز الحقيقي هو الشعب السوداني الذي تؤكد المعلومات الحقيقية في حجم ونوعية التصويت أنه قاطع هذه الانتخابات بكفاءة عالية وأن النسبة المؤكدة هي أقل كثيراً مما أعلنتها المفوضية وما أعلنته لجنة الانتخابات المسؤولة في حزب المؤتمر الوطني ربما لتخدع المواطنين والعالم أو – كعادتها- تمارس التضليل لقيادتهم العليا حتى تغطي فشلها وتبرر الصرف المالي الهائل الذى لم يعطِ منه شيئاً للأحزاب الموالية والمتحالفة مع حزب المؤتمر الوطني كما اشتكى كل هذه الأحزاب. (كانت لجنة الانتخابات الخاصة بالحزب تؤكد للقيادة أن
نسبة التصويت ستصل إلى سبعين بالمائة!!) ولعل كثيرين يتساءلون كم صرفت في هذه الانتخابات وكم أعطي كل حزب ومن المسؤول عن ذلك؟ وكم مارس بعضهم النهب المصلح؟ اسألوا العنبة!!!
احنا بنتكلم عن اي انتخابات من اول لحظه كنا عارفين مين الفايز اذا كان هناك تصويت ولا مافي
مشكلة ناسنا الواحد الحاجة لو ما عجبتوا يشكك فيها من اول للاخر …انت منو عشان تشكك وتقول انو النسبة المؤكدة هي اقل من اعلان النتيجة …. اعترف بالحد الادني من الحقيقة عشان نصدق باقي كلامك ونقول نقدك خالي من الاهداف الرخصية … انتوا عايزين الديقراطية وما بتقبلوا بنتائجها ؟؟؟؟؟؟؟