لو الورقة تكفي .. يا حراجي
*عرفناه وأحببناه قبل أن نلتقي به‘ فقد كانت أشعاره تتسلل بحب إلى دواخلنا لأنها كانت تعبر عن نبض مشاعرنا وأحاسيسنا‘ ثم أحببناه اكثر عندما إلتقيناه في السودان وسط حشد من عشاق شعره الذين تنادوا إلى قاعة الصداقة بالخرطوم للإستمتاع بإبداعاته.
*أمثاله لاتحجبهم المسافات الزمانية والمكانية لانه لصيق الصلة بالناس‘ خاصة البسطاء والفقراء والمساكين‘ فقد كان لسان حالهم الذي يعبر عنهم بكلامهم البسيط بعفوية وصدق‘ دون إدعاء .. فالعمل الإبداعي الصادق لايحتاج إلى شهادة .
*أثرى المكتبة الثقافية ب ٢٢ ديواناً شعرياً أذكر منها على سبيل المثال السيرة الهلالية والأرض والعيال ووجوه على الشط والموت على الأسفلت وأحمد سماعين وأنا والناس وبعد التحية والسلام وجوابات حرجي القط.
*تحفظ له الذاكرة مجموعة من الأناشيد والأغاني الجميلة مثل نشيد ” أحلف بسماها وترابها” الذي أنشده عبد الحليم حافظ كما غنى له رائعته”وانا كل ماقول التوبه يابوي”‘ وأغنيات مثل “تحت الشجر يا وهيبة”غناء محمد رشدي و”اه يا اسمراني اللون” غناء شادية.
*لم يستأذننا وهو يتربع على قلوبنا‘ ولم يستأذننا وهو يرحل عنا ملبياً نداء ربه راضياً مرضياً عنه‘ بعدأن أدى رسالته تجاه الناس البسطاء بصدق كلماته وقوتها المعنوية التي فرهدت في وجدان كل الذين أحبوا أشعاره.
*من بين كل إنتاجه الشعري الجميل تبقى رسالته المشحونة بكل معاني الحب والوفاء – في رأيي الشخصي – من اجمل ما كتب هي قصيدته “جوابات حراجي القط” إلى زوجته المصونة والجوهرة المكنونة فاطنه أحمد عبد العفار‘ وجوباتها له .. لأنها عبرت عن جانب من بعض معاناة الناس في صعيد مصر.
*ليس لما فيها من صور جمالية مشحونة بالعاطفة الصادقة والحب النبيل‘ وإنما لانهاعبرت عن معاناة عمال التراحيل وحياتهم الصعبة في الجبل وهم يواجهون قسوة الطبيعة ومخاطر الموت في الغربة.
*وبعد.. أيها “الخال” العزيز ابن قرية أبنود بمحافظة قنا ناحية صعيد مصر رائد الشعر العامي المصري عبد الرحمن الأبنودي .. ليس لدي ما أقوله لك بعد أن فارقت هذه الدنيا الفانية إلا ما قلته أنت في “جوابات حراجي القط” :
لو الورقة تكفي
لاعبيلك نهر النيل كلام.
كلام الناس
noradin@msn.com