البقاء للأسود فهو يكسب (2)
أثبت في الجزء الأول من هذا المقال أن الجنس الأسود تفوق على من نسميهم «البيض» في كل المجالات الرياضية التي تتطلب جهدا بدنيا عاليا، مثل الملاكمة (محمد علي كلاي ولويد باترسون ومايك تايسون وسوني ليستون – كان هذا الأخير بغلا وضربة واحدة من قبضة يده أقوى من رفسة حصان ومع هذا صرع كلاي في مباراة استمرت عشر ثوان)، ومازال السود سادة سباقات الجري ولعبة كرة السلة، وألعاب القوى عموما.
إن تحيزي إلى كل ما هو أسود لا يعود فقط إلى أسباب إثنية وعرقية (انظر الصورة أعلاه، برغم الفوتو شوب) بل لأسباب علمية تقول إن السيادة ستكون قريباً للجنس الأسود (كان كوفي أنان هو أول الغيث رغم ما يقال عن انتمائه العربي بحكم أن العرب جعلوه «عنان» وليس «أنان»، متجاهلين ومتناسين أنه لا يستطيع أن ينطق حرف العين. بل هناك من فبرك له شهادة ميلاد تثبت أنه من مواليد الكوفة في العراق وليس غانا، وفي العالم العربي سيتولى السود والسمر مقاليد الأمور خلال هذا القرن لأنه بمقتضى النظرية الكروية التي توصلت إليها وأشرت إليها مرارا في مقالاتي، فإن السبيل الوحيد لحكم ديمقراطي مستقر هو أن يتم تداول السلطة بين أندية كرة القدم التي سيختفي منها، حسب نظرية جون انتاين، أولو البشرة الفاتحة قريباً!
ومن الخير لنا أن نقوم منذ الآن بتجنيس ناوومي كامبل (ولا يكفي أننا قمنا بتعريبها قسرا بمنحها حرف العين كما فعلنا مع كوفي أنان فجعلنا اسمها «ناعومي») بهدف تحسين النسل، لأنه من غير اللائق أن يحكم شخص بملامح روبرت موغابي بلداً مثل السويد، أو يقترن اسم عارضة أزياء بمواصفات كلوديا شيفر بشخص يشبه جعفر عباس، كما ينبغي علينا رد الاعتبار إلى الراقصة والمغنية الزلزالية جواهر ذات الصدر النافر التي غنت لحبيبها «الأسمريكا» بتاع الويكة (هي البامية المجففة وقد بلغت البجاحة بالسودانيين أن جعلوا من هذه الويكة طبقاً شعبياً وفات عليهم أن شعباً يأتي بالبامية الطازجة الغنية بالمواد المغذية ويجففها حتى تتحول إلى تبن ثم يطبخها ويأكلها لا بد أن يكون ذا نزعات إرهابية)
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإنني أقول إن تعصبي لكل ما هو أسود لا يشمل الباذنجان الذي يسميه السودانيون «البراطيش» ومفردها برطوش وهو نعل الحذاء القديم، لأن شرائح الباذنجان بعد طبخها في مرق تشبه الحذاء القديم الملقى داخل بركة مياه راكدة، وكم يحزنني أن اللبنانيين الذين علموا العرب أفانين الطهي يصنعون مقبلات من الباذنجان ويسمونها بابا غنوج: أي عته هذا؟ ما الصلة بين هذه الثمرة البائسة والغنج؟ هل يجوز لي أن أدلع إحدى حسناوات الفضائيات العربية من «الثدييات» بعبارة «ياهلا يا ماما غنوج»، إعجاباً بدلها وتعبيراً عن استحساني لممارستها للغنج الفضائي الذي نسميه في السودان هنجكة؟ والغريب في الأمر أن الفلسطينيين الذين شربوا أنواع المر كافة طازجاً ومجففاً يحبون الباذنجان مثل حبهم للكوسا، رغم أن هناك من يقول إن الكوسا هي طعام أهل النار وإنها اسم حركي للزقوم. الفلسطينيون يصنعون نوعاً من المربى من الباذنجان، نعم يفعلون ذلك وايم الله بلا أدنى حياء ثم يلومون العرب وقيادتهم بالتفريط في تراب وطنهم، يا للافتراء، ورغم ارتباطنا في السودان بالويكة إلا أنه يكفينا فخراً أننا نأكل الأحذية قديمة كانت أم جديدة.
وبما أنني جعلت عنوان هذه الخاطرة «البقاء للأسود» فإنني أناشد إخوتي السودانيين والعراقيين ألا يحولوها كعادتهم مع الغاف والقين إلى «البغاء للأسود».
jafabbas19@gmail.com