جعفر عباس

البسيوني ينقلب على أبو الجعافر و«الحمير»

منذ أن كشفت للناس في منطقة الخليج أن الشيخ عبدالسلام البسيوني، مدير مركز التعريف بالإسلام في قطر زفتاوي، لأنه من بلدة زفتا المصرية، وهو يستهدفني بمناسبة وبدون مناسبة، واكتشفت في ثنايا كتابه «رجل اسمه نرجس»، أنه زج بي في موضوع الكتاب، وبدأ فصلا كاملا أسماه «الرجل الحمار» بقوله «آسف قارئي العزيز إذ أشن هذا الهجوم المباغت على الأخ الأكبر الأستاذ جعفر عباس (اسم الله على البسيوني، يا دوب تجاوز الستين) فأنا موجوع منذ قرأت قبل أسبوع ما كتبه أخونا الكِشِر سحنة (أسود)، الرائع قلبًا وروحًا، وصاحب أخف دم في بلاد السودان والنوبة ودنقلة، مهاجمًا شخصًا كرديا عراقيًّا يطالب بتكريم الحمير، ويحاول إنشاء رابطة دولية، لرعاية مصالحهم، وحماية حقوقهم، والقيام بدراسات تقدمية تحلل معالم الإبداع في النهيق، ومكامن الجمال في الآذان الطويلة، وتستنبط الحسن الباهر في الأسنان اللؤلؤية العريضة التي تشف عن الابتسامة الحميرية الخلابة، وتصنف الحمير إلى طبقات ما بين حمير رعاع بروليتاريا، وحمير برجوازية/ حمير شريفة، وحمير انتهازية/ حمير ولاد ناس، وحمير ولاد حمير/ حمير لها ضهر، وحمير ولاد كلب».
وكل ما يلي هنا من كلام البسيوني: وقد تمادى الحقد بأبي الجعافر – والمقاومة لهذه الجمعية ذات الأهداف النبيلة – حتى طالب بأن يرأس – شخصيًّا – هيئة عربية موازية لحماية البعران، ورعاية مصالحها، (البعران والبعارين هي الإبل، والخليجيون يحبون جمع التكسير بل وتكسير جمع التكسير، وجمع عمارة عماير وسيارة سيايير، والجمس جموس علما أن الجمس هي سيارة جي. إم. سي. الأمريكية).
«بعران إيه يا حاج؟ بعران إيه؟ ما خلاص، ما راحت على البعران والعربان، واللا سيادتك مش داري؟! البعير هذا يا رجل صار موضة رجعية، خصوصًا مع ارتباطه بالمنطقة العربية، أكبر المناطق المتخلفة قانونًا وحقوق إنسان، وتعليمًا واقتصادًا وسياسة؛ طبقًا لتقارير هيومان رايتس ووتش، وأمنستي، والصليب الأزرق، وكوفي أنان، وكوندوليسا رايس، (هل تذكرونها وزيرة خارجية أمريكا التي اعتزلت السياسة وصارت راهبة بعد أن سمعت بنيتي الزواج منها؟)!
ألا تقرأ يا زول؟ (يقصدني أنا) مؤخرا نشرت جريدة «الراية» القطرية خبرًا، في مكان بارز بصفحتها الأخيرة، أن حمير بلاكبول بإنجلترا حصلت على إجازة أسبوعية، (يستريحون) فيها من الجر والحمل، ومن السياط اللاهبة، والألسنة الغاضبة، ومن الألفاظ البذيئة لبعض البشر، الذين لا يقدرون دورها العظيم في الحضارة المعاصرة، والذين يستخدمون اسم الحمار في سب البليدين والأغبياء من بني آدم! أليس حمير بلاكبول أعظم حظًّا من كثير من الآدميين؟
ألا تعلم أن الماسونيين، في أنحاء العالم، يرفعون كثيرًا من شأن الحمار، ولهم جمعيات ينتسب إليها كبار المفكرين ورجال المال والأعمال، ويرتقي فيها هؤلاء الناس الهاي «البهوات» الذوات «الإيليت» النخبة «الكلاس» ولاد الناس «إلى سموات علا من الفخامة والرفعة، ويوم السعد والهنا عند بعضهم أن ينال درجة حامل البرذعة، أو يحظى بلقب حامل الحدوة، أو بنيشان صاحب النهيق المبجل، أو ميدالية الجحش؟! وأحلى شيء أن تحمل هذا اللقب سيدة أولى، أو بزنس ليدي، أو ممثلة زي العسل، أكبر أمنياتها أن تكون صاحبة العصمة الأتان» الحمارة!
وثم أتظن سيادتك أن هذا أول اهتمام من منطقة كردستان التي أنتجت الأمير صلاح الدين العظيم، بالحمير ولاد الحمير؟ لا يا أستاذ جعفر، سيادتك غلطان وستين غلطان، فهناك ولع بالحمير في هذه المنطقة، لا أدري لماذا، ولمّا يمّحِ من ذاكرتي حتى الآن تحقيق مطول نشرته مجلة العربي الكويتية في الستينيات أو السبعينيات، مع واحد برزاني (كردي) كبير خالص، يقف بعمامته المميزة، وسرواله الأسود الواسع، وابتسامته العريضة، يباهي بجمعية الحمير التي أنشأها، ويسيل على ملامحه كثير من التباهي، والإحساس بالعظمة، وقد اعتدل في أوضاع فوتوجينيك، وبوزات دعائية لافتة، مفتخرًا بوقوفه بجانب أصحاب الفخامة الحمير!

jafabbas19@gmail.com