تداعيات الحرب في المنطقتين .. هل أصبح الأسرى وقوداً للمعركة الإنتخابية؟
عادت قضية الأسرى السودانيين لدى الحركة الشعبية للأضواء مرة أخرى بعدما أصدرت الحركة الشعبية شمال بياناً أكدت فيه أنها سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجموعة (سائحون)- صاحبة مبادرة إطلاق الأسرى- كشفاً بأسماء 20 أسيراً وافقت الحركة على إطلاق سراحهم بجانب 22 من عمال مناطق التعدين الذين وقعوا في قبضة المناطق التي تسيطر عليها الحركة.. وكانت (سائحون) قد ثمنت التزام الحركة بالوفاء بتعهداتها السابقة.. لكن الحدث الأبرز هو ما كشفته عنه الحركة عبر إتهامها الحكومة السودانية بقصف مواقع للحركة مما أدى لمقتل أسير وعدد من المصابين وهم ذات الذين تنوي الحركة للحركة مما أدى لمقتل أسير وعدد من المصابين وهم ذات الذين تنوي الحركة إطلاق سراحهم.. بينما الشاهد يقول إن وفاة الأسير والإصابات ترجع إلى سبب الإختلافات العنيفة التي وقعت بين صفوف قوات الحركة بسبب الإختلافات حول موضوع إعاقة الإنتخابات في جنوب كردفان.
تسلسل الأحداث لقضية الأسرى
سبق أن أعلنت مبادرة (السائحون) عن تسليمها والصليب الأحمر للسلطات الحكومية قائمة بأسماء الأسرى والمحتجزين لدى الحركة الشعبية شمال.. وقال الناطق الرسمي بإسم مبادرة (سائحون) علي عثمان علي لـ(السياسي) إن الأسرى يبلغ عددهم 20 أسيراً بينهم (22) مواطناً ما بين عمال ومهندسين يتبعون لإحدى شركات التعدين، مشيراً إلى أن المبادرة جاءت عبر وسيط مشترك بين الحكومة والحركة من أجل إعادة الأسرى وترحيلهم عبر البر عن طريق إحدى دول الجوار ولم شملهم مع ذويهم في السودان.. وأشاد علي بحرص الحركة الشعبية على إكمال مبادرة إطلاق سراح الأسرى وإيفائها بوعدها والتزامها بتسليم قائمة الأسرى الـ(20)، واصفاً الخطوة بالإنسانية، وأشار إلى إتجاههم لإصدار بيان مشترك خلال أيام مع الحركة الشعبية شمال.. وزاد بأنهم متابعين لإجراءات وصول الأسرى الذين حددت الحركة الشعبية أسماءهم لإطلاق السراح، وزاد عثمان علي إنه والأمين السياسي لمبادرة السائحون عصمت محمود، عقدا إجتماعاً مشتركاً في أديس أبابا مع رئيس الحركة الشعبية مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان بجانب إجتماع آخر ضم الطرفين مع الصليب الأحمر بأديس أبابا، بحث إجراءات إستكمال مبادرة إطلاق سراح الأسرى، وقال إن السلطات الحكومية وعدت بتسهيل إجراءات تسليم الأسرى إلى ذويهم عبر تسهيل الإذن لطائرة الصليب الأحمر أو عبر ترحيل الأسرى عبر البر إلى إحدى دول الجوار وبحسب سودان تريبيون فإن الجبهة الثورية تحتفظ بمئتي أسير وكانت قد لوحت بـإمكانية الإفراج عن هؤلاء الأسرى في بيان لها وربطت ذلك في حال التوصل لإتفاق يتيح إدخال المساعدات الإنسانية إلى ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ويتوقع أن تلقي قضية الأسرى بظلالها على المفاوضات المنتظر إستئنافها منتصف الشهر الجاري بين الحكومة وقطاع الشمال من جهة، والحركات الدارفورية من الجهة الأخرى، تحت رعاية الوساطة الأفريقية.
إتهامات متبادلة مابين الحكومة والجبهة
رشحت بعض الأخبار في بعض المواقع الإلكترونية عن إشتباكات عنيفة في صفوف الجبهة الثورية بمناطق (جاو.. ويرني) وذلك في مساء الجمعة الماضية وتجاوز فيها عدد القتلى 100 شخص وعدد كبير من الجرحى.. وأفادت الأخبار بأن السبب هو إختلاف مابين وفد من الجبهة الثورية جاء من جوبا برئاسة أرنو نقوتلو وإنخرط في إجتماعات مع القادة الميدانيين للجبهة الثورية بجبال النوبة موجهاً الوفد إتهاماً إلی أبناء جبال النوبة عبر خطاب بأن فشل الجبهة الثورية في تعطيل الإنتخابات بكردفان الكبری ودارفور سببه أبناء النوبة، لأنهم لم ينفذوا خطة الإستيلاء علی كادوقلي والدلنج والتي كان مخططاً لها الجمعة أي أن تسبق بدء الإنتخابات بيومين حتی تسهل مهمة بقية القوات من دخول شمال وغرب كردفان ودارفور.. فجاء الوفد بقرار صادر من الجبهة الثورية نص علی نقل 30 ضابطاً من أبناء جبال النوبة منهم 10 إلی النيل الأزرق و20 إلی دارفور وعلی أن يحل محلهم 30 ضابطاً من أبناء دارفور من المقربين لياسر عرمان وعبد العزيز الحلو.. حيث رفض اللواء حركة شعبية عزت كوكو هذه التوجيهات جملة وتفصيلاً، مؤكداً للوفد أن قضية جبال النوبة هم أصحابها وعند تأسيسها لم يكن هناك ما يسمی حركات دارفور وجبهة ثورية مما أدى الإختلاف إلى إنفضاض الإجتماع وصدرت توجيهات بإعتقال بعض الضباط لتبدأ الإشتباكات.
غير أن الناطق بإسم الجبهة الثورية مبارك أردول نفى هذه الأخبار في بيان لاحق وإتهم الحكومة بفبركته وقال إن ما حدث هو قصف القوات الحكومية لمعسكر الأسرى مما نتج عن مقتل أحد المفرج عنهم مباشرة بعد تسليم الحركة الشعبية قائمة الأسرى المفرج عنهم للجنة الدولية لصليب الأحمر وللسائحون.. وزاد بأن الحركة الشعبية في لقاءاتها مع السائحون تهدف إلى تعميق إهتمامات مختلف القوى السياسية والمجتمع المدني بالقضايا الإنسانية ولبناء حوار وطني بديل بين مختلف التيارات السياسية السودانية حول القضايا الإنسانية، وأضاف أن الحركة الشعبية في إنتظار الترتيبات التي تم الإتفاق عليها في الإجتماع الثلاثي بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والسائحون واللجنة الدولية صليب الأحمر بأن يتم نقل الأسرى من المناطق المحررة للحركة الشعبية الي إحدى دول الجوار ومن ثم إلى الخرطوم، فمتى ما أكملت اللجنة الدولية الصليب الأحمر الإجراءات المتفق عليها فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان ستقوم بتنفيذ ما يليها بالكامل.
قراءة وتحليل للأحداث
فيما أكد الناطق الرسمي لسائحون بعدم علمه بتعرض أحد الأسرى للقتل نتيجة قصف حكومي، وأشار إلى ضرورة الإسراع في علمية تسليم الأسرى والتي تم الإتفاق عليها، مؤكداً حرصهم على تنفيذ كافة البنود التي تم الإتفاق عليها مع الحركة الشعبية بخصوص لائحة الأسرى (20)، وأوضح بعدم علمهم بأعداد الأسرى لدى الحركة الشعبية، ومن جانبه أشار المحلل السياسي صلاح الدومة لـ(السياسي) إلى أن هنالك حالة إرتباك وسط الجبهة الثورية والحركة الشعبية نتيجة لعدم قدرتها في تعطيل الإنتخابات في ولاية جنوب كردفان وأن ما رشح عن حدوث إشتباكات بين قيادتها قد يكون صحيحاً، موضحاً بأن القادة الميدانيين أدرى بوقائع الأرض عن القيادات السياسية التي لامتهم على عدم النجاح، وقال الدومة إن قصف المدنيين في كادوقلي يدحض رغبة الحركة الشعبية في معالجة القضايا الإنسانية وتساءل كيف تعلن عن الإفراج عن الأسرى في حين أنها تقتل المدنيين من ناحية أخرى؟، وزاد: هذه المشهد يؤكد حالة الإرتباك السياسي لدى المعارضة المسلحة المتمثلة في الجبهة الثورية والحركة الشعبية، ودعا الجميع الحكومة والحركة الشعبية إلى الإسراع بتبادل الأسري والذين هم عند الصليب الأحمر والذي يثق فيه الطرفان بحسب قول الدومة الذي ختم بأن القرار الصائب هو تعجيل عملية التسليم للأسرى وإنهاء حالة الترقب.
تقرير: عيسى جديد
صحيفة السياسي