ليس سوى شجرة
جس الطبيب خافقي
وقال لي.. هل هنا الألم
قلت له نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم
هز الطبيب رأسه ومال وابتسم
وقال لي ليس سوى قلم
عند الشاعر أحمد مطر (ليس سوى قلم) وفي قضية انتخاباتنا (ليس سوى شجرة).. والشيء بالشيء يذكر و.. و..
* وترفدنا مقولة تنسب للزعيم الميرغني بعيد الانتخابات الفائتة.. فلما كان نتاج انتخابات ولاية كسلا دون توقعاته.. قال الرجل يومها (ناسنا ديل شالن القاش) !! غير أن الرهان الحقيقي في أمر الجولات الانتخابية يعتمد على مرحلة تسجيل الناخبين.. وذلك ما لم يفعله الاتحاديون في تلك الجولة.. فضلاً عن أن حزب المؤتمر الوطني قد تحسب لدور مرحلة التسجيل وأولاها اهتماماً كبيراً.. وهنا يكمن سر التفوق والنجاح و..
* ربما ترفدنا أيضاً تلك الصور الجماهيرية الحاشدة التي ضاقت بها استادات عواصم الولايات.. فأينما حل المرشح الرئاسي عمر حسن البشير فثمة جموع تسد عين الشمس.. حدث ذلك في الجنينة ونيالا والفاشر والضعين والدامر وكسلا والدمازين وكادقلي وبقية العواصم الولائية.. صحيح ليست كل هذه الملايين الكاسرة الضاربة هي بالضرورة مؤتمر وطني.. لكنها جماهير الرئيس البشير.. كنت دائماً أزعم بأن جماهير البشير أعظم من جماهير حزب المؤتمر الوطني.. وإن الحزب الحاكم كما لو أنه يضيق واسعاً.. عندما يخرج إلى كل الجماهير بلافتات حزب المؤتمر الوطني.. فكثير من هذه الجموع لا تعرف الطريق إلى دور المؤتمر الوطني فحسب، بل إن هذه الحشود التي ضاقت بها الميادين والاستادات الرياضية قد لا تتسع لها دور حزب المؤتمر الوطني مهما تعددت واتسعت !!
* وبهذه المقاييس لم يعد المشير عمر البشير مجرد رئيس حزب ودولة.. فلعمري إن الرجل البشير قد دخل إلى قصر (الزعامة) من أوسع أبوابه وأحسن صوره وأبهى تجلياته.. وهو بهذا القبول الجماهيري الكاسح يستحق أن تكتب زعامته بماء الذهب ومداد التاريخ في موسوعة الزعماء السودانيين التاريخيين.. القائمة التي يتصدرها الإمام المهدي والزعيم الأزهري و.. و..
* أرجو أن لا نندهش إذا قرشت تلك الجموع الهادرة التي استقبلت الزعيم البشير في كل الولايات.. إذا قرشت في صناديق الانتخابات وشكلت رقماً ضارباً ونسبة نجاح معتبرة ..
* غير أني قد امتلكت الجرأة في وقت سابق للزعم.. بأن كثيرين ممن نعرف ومما لا يعرف لهم دور وتاريخ، سيمرون لا محالة إلى البرلمان من خلال جلوسهم تحت (شجرة البشير).. ولا ذنب لنا ولهم إذ انتخبنا الشجرة ومن يجلس في ظلها.. فمن أراد النجاة والفوز من المرشحين قد استظل بشجرة البشير، بحيث لا ظل تحت وحول صندوق الانتخابات إلا ظلها، ولم تكن قصة الفوز إلا شجرة ظليلة بورك من حولها.. صحيح إن هنالك نواباً يمتلكون كل مقومات ومؤهلات النيابة.. غير أن عند كثيرين لم يكن الأمر (سوى شجرة).
التطبيل هذا سوف تسألون عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون الرئيس الراجل نميرى هو أكثر رئيس تجمعت له الحشود وذبحت له القربان في كل أصقاع السودان وأذكر في واحد سأل بعد الإنتفاضة من النميرى الجديد الذي سوف يحكم السودان وكأن إسم النميرى إرتبط في ذهنه كحاكم لا غير.
إلحاقاً لما سبق نفس الجموع هذه هي التى إنقبلت على النميرى ونعتته بالسفاح وسوف يعيد التاريخ نفسه إنشاء الله قريب.