أعلن دولته الخاصة
بعد أن أعلن مواطن أمريكي من ولاية فيرجينيا تنصيب نفسه ملكاً على أرض بين مصر والسودان، تُدعى (بير طويل) وتبلغ مساحتها أكثر من 2000 كم مربع، وهي مساحة أكبر من مساحة دول مثل موريشيوس، وجزر القمر، وهونغ كونغ، والبحرين، وسنغافورة، ومالطة، وجزر المالديف والعديد من الدول الأخرى.
أعلن مواطن تشيكي إقامة دولته الخاصة على منطقة غير مأهولة بين كرواتيا وصربيا، وأطلق عليها اسم (ليبرلاند). ونصب فيت جيدليكا، العضو بأحد الأحزاب التشيكية، نفسه رئيسا على الدولة الجديدة، التي تقع على نهر الدانوب وتبلغ مساحتها 7 كيلومترات. وأكد جيدليكا أنه استمد فكرة دولته من الدول الصغيرة مثل موناكو وليختنشتاين، مشيرا إلى (ليبرلاند) ترفع شعاراً عاماً أمام (مواطنيها) وهو(عش ودع الآخرين يعيشون)، حيث لا يخضع المواطنون فيها للتصنيف وفقاً للجنس أو الدين أو العرق، بحسب ما جاء على موقع (إنترناشونال بيزنس تايمز).
مملكة المواطن الأمريكي أسسها من أجل تحقيق حلم ابنته في أن تصبح أميرة ويعد بأنه سيحول الصحراء لأرض خضراء، وأنه يستطيع أن يفعل ذلك بزراعة محاصيل معينة يمكنها أن تنمو في ظروف شديدة القسوة مثل الظروف التي تعيشها شمال السودان وجنوب مصر، ورغم أنها فكرة خيالية ومجنونة، ولكن في القانون الدولي هناك ثغرات يمكنه استغلالها، وهي ما يسمى بالـ (تيرا نوليو)، وهي المناطق غير المسيطر عليها من قبل أي دولة ويزعم المواطن الأمريكي الذي يدعى جيريمي هيتون أن الأرض التي اختارها مملكة له لا تتبع لمصر ولا إلى السودان، وأن خاطب سفارات السودان ومصر بالولايات المتحدة بهذا الصدد ولم يتلقى أي رد.
أما المواطن التشيكي، فيقدم دولته الجديدة وكأنها المدينة الفاضلة التي يبحث عنها الجميع وبما أنه لا يزال في طور الإعداد لدستورها وقوانينها الخاصة، ولكن قال إنه لا يفكر في تأسيس جيش ولا فرض ضرائب على المواطنين.
مع جامع الطرافة في الأمرين، ولكن تبدو دولة المواطن التشيكي الأكثر تعبيراً عن حالة اليأس الكونية من الدول التقليدية الراهنة، والدليل أنه عندما أعلن عن فتح باب طلبات المواطنة وصلته نحو 20 ألف طلب مواطنة في فترة وجيزة، وهو مؤشر إلى أن الناس قد ملت من فكرة الدولة التقليدية الراهنة سواء أكانت عظمى أو نامية، وأنهم باتوا يبحثون عن دولة لا توجد إلا في الخيال، وفي العالم المثالي الخالي من الضرائب التي تفرض على المواطنين، ومن الجيوش الرسمية التي تشن بها الحروب التي تعم الكثير من بلدان العالم، وقد نشهد الكثيرين ممن يعلنون عن دولتهم الخاصة بمواصفات مثالية لا تشبه هذا الواقع.