رجعناك في مسماك
“انتِ طلقانة”
قالها عثمان لزوجته علوية بعد صلاة المغرب ثم صفق الباب خلفه وخرج..
بعد أن أكملت علوية كل مخزون الدموع لديها ودخلت في المجنب منه أخذت تفكر في ما سيكون عليه حالها..
لن يرضى بها أحد من إخوانها لتسكن معه إن غادرت منزلها بكوم العيال الذين يحيطون بها ولو رضي أحدهم، فإن زوجته لن تروق لها على خلفية خصوماتها المتعددة والشهيرة مع كل زوجات أخوانها.. كما أنها لن تستطيع أن تسكن مع أخواتها وكلهن متزوجات وخصوصا أختها (ابتسام) لأنها تخاف زوج ابتسام الذي يكاد يتحرش بها بنظرات ومسكات إن زاروها أو زارتهم..
آه لو كان والديها حيين أو أن البيت الكبير كان موجودا
ومن أين لها بالمصاريف اليومية ورسوم دراسة الأولاد.. وماذا لو تزوج عثمان وتركهم.. وهي لم تعمل من قبل.. وليست لها شهادة
لكنها مع ذلك لن تفوت لعثمان إذلالها هذا.. ولو أصبحت شحادة على أبواب المساجد..
ألم يرسل العشرات ليقنعوها بالزواج منه… أم تحفا قدماه (المشققتان) لأجل أن ترضي به..
ألم يأتها عشرات أفضل منه في كل شيء
إنها القسمة والنصيب..
لو تزوجت (الطيب) لكانت الآن في العمرة، كما فعل الطيب مع أولاده الآن..
ولو تزوجت (عطية الله) لكانت الآن في أوروبا..
وهل يمكن أن تتزوج مرة أخرى؟
ولماذا لا وهي لا تزال (برقشتها)
تقول ذلك ملاطفات (الجزار)
وتؤكد ذلك بعض الصفافير من (الصعاليك) في مشاوير العصاري للزيارات..
صحيح أن خمسة عشر عاما من الزواج قد جعلتها كالحبيسة في سجن (عثمان)..
دقت الساعة تعلن تمام العاشرة مساءً وعلوية لا تزال في أفكارها وعقلها (يودي ويجيب) لم تعرف كيف أعدت العشاء لأطفالها ولا كيف كوت ملابس المدرسة..
لكنها كانت مصممة أن حياتها مع عثمان قد انتهت إلى هنا و(الكائن يكون)… استمعت إلى برنامج فتاوى واتصلت على الشيخ وسألته عن (أول طلقة)، فقال لها إن لزوجها الحق في ردها في أي وقت قبل إكمال عدتها؟!
استبد بها الغضب واعتراها حزن كبير.. ليس بيدها أن تعيد زوجها أو ترفضه.. بإمكانه الآن أن يدخل ويقول لها (رجعناك في مسماك) وتعود إليه تؤدي كل الواجبات وفروض الطاعة والاستماع المكرر لوعود لا تنفذ..
بقرب منزلها مرت عربة المرشح الذي ينوي أن يترشح من جديد.. كان صوت المعلن يلعل.. ويعيد وعوده القديمة.. المرشح هذا سيعود بـ (رجعناك في مسماك) هكذا قالت علوية في لحظة الهام سياسي..