المعضلات التربوية بين أيدينا
*من الذي قال أن مشاكل الصغار تختلف في البلاد التي تحمي الاطفال من عنف الاباء والامهات وبين مشاكلهم هنا، إن الأبناء والبنات في كل مكان يحتاجون إلى الاهتمام والرعاية دون الحاجة إلى وضع قوانين تحميهم/ن رغم أهمية هذه القوانين لتامين الحماية والرعاية لهم/ن.
*هكذا بدأت الأم من كسلا رسالتها معقبة على كلام الناس السبت الماضي الذي كان عن المجاملة السودانية في أستراليا الذي أثار مسألةا لمشاكل والتعقيدات التي تواجه الاباء والامهات في تعاملهم مه ابنائهم وبناتهم الذي نشأوا في بيئة إجتماعية مختلفة.
قالت الأم سامية أنهم أيضاً يعانون من ذات المشاكل مع أبنائهم وبناتهم، خاصة الأولاد الذي دخلوا في مرحلة المراهقة والإحساس بالذات، وبدأوا يشعرون أنهم من جيل مختلف، هؤلاء الاولاد أصبحوا يتمردون على الحياة الاسرية والمجتمعية السائدة.
*مضت الأم سامية قائلة أن إبنها عمر الذي تخرج منذ سنوات من الجامعة لم يعد يأبه بنصائحهم ويضيق ذرعاً بها، وبدأ في السعي بالفعل محاولات السفر لإحدى دول الخليج، لأنه كما يقول لم يجد التقدير في السودان ، ولم يجد حتى فرصة عمل يبني به مستقبله.
*قالت الأم سامية أن ما يزعجها ان إبنها عمربدأ الإنطواء على نفسه، ولم يعد يخرج من المنزل إلا لحضور مباريات القمة بين المريخ والهلال، أو الذهاب لصديق الطفولة في الحي الذي رحلنا منه مذ سنوات.
*قالت الأم محتجة : لماذا تذهب بعيداً لتتحدث عن مشاكل الأولاد والبنات في أستراليا ومشاكلهم ماثلة بين أيدينا،لا أخفى عليك بدأت أخشى على إبني من ضيقه بنفسه وبحياته معنا، وأنه لم يعد يقبل النصيحة حتى من والده!!، صحيح أن سلوكه العام طيب ومحافظ على صلواته في مواعيدها، لكنني قلقة عليه وعلى مستقبله.
*إنتهت رسالة الام سامية التي نبهتنا إلى ان المعضلات التربوية موجودة بين أيدينا، وانها تستحق الإنتباه وحسن التعامل معها،أي مع الأبناء والبنات الذين انتقلوا إلى مرحلة البلوغ والإحساس بالذات والوعي بالوجود الخاص لهم/ن.
*لابد من الاعتراف بان المتغيرات المحيطة بحياة الأولاد والبنات،خاصة ثورة الاتصالات والتقنية الحديثة ووسائط التواصل الإجتماعي التي أصبحت بحكم الواقع تشكل جانباً من عالمهم/ن الخاص، تتطلب منا معشر الأباء والامهات واولياء الامور إعادة النظر في أسلوب تعاملنا مهم/ن.
*شكراً للام سامية فقد نبهتنا إلى مسألة تربوية مهمة يجب أن يوليها الأباء والأمهات وأولياء الأمور إهتماماً أكثر وهم يتعاملون مع أولادهم وبناتهم .. ليس بالتضييق عليهم/ن فهذا الأسلوب غير مجدي ، بل وغير ممكن عملياً، وإنما بالتقرب لهم/ن أكثر ومحاولة تفهم أسلوب حياتهم/ن وحسن توجيهها بالتي هي أحسن وبالقدوة الحسنة وليس بالقهر والإكراه.