عمقنا (خليجي).. لا مجال للوساطة
خلافاً لما قال به البروفيسور “حسن مكي” وهو يعتبر أن الخيار الأفضل أمام الخرطوم كان التوسط بين الأطراف المتحاربة في اليمن على خلفية علاقة القيادة السودانية بالرئيس “صالح”، فإنني أرى تعذر ذلك لسبب بسيط أن “صالح” – نفسه – طرح بعد يومين من ضربات التحالف العربي الجوية (عاصفة الحزم) مبادرة لوقف الحرب وعودة فرقاء اليمن إلى طاولة الحوار، وترشيحه دولة الإمارات كي تكون مقراً للمفاوضات، ورغم ذلك رفضت السعودية مبادرته التي جاءت من تلقائه دون حاجة لتدخل السودان !
كما أن (الحوثيين) هم اللاعب الأساسي وليس “صالح”، وقد رفض متحدث باسمهم مقترح الرئيس السابق بأن تكون الإمارات – وهي عضو في التحالف – مكاناً للحوار اليمني.
و(الحوثيون) إدارة مفاتيح حركتهم في إيران، والعلاقات ما بين “الخرطوم” و “طهران” في أسوأ حالاتها منذ استلام (الإنقاذ) للسلطة في العام 1989، وبالتالي لا مجال إطلاقاً لنجاح وساطة (سودانية) بين الخليج وإيران بشأن اليمن الذي كان سعيداً !!
الانضمام بقوة للحلف المكون من (عشر دول) بدعوة من المملكة العربية السعودية، كان وما يزال هو الخيار الأفضل لحكومة السودان في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب انهيارات ثورات (الربيع العربي) وارتداداتها من “مصر” إلى “تونس”، ” ليبيا ” و “سوريا ” و إلى “اليمن” هدف العاصفة الأخيرة.
وربما مثلت الشهور القليلة المنصرمة موسم (ربيع دبلوماسي سوداني) غير مسبوق، نأمل أن يجني السودان ثماره سياسة واقتصاداً واستثماراً، فلا تتكرر علينا تجربة المشاركة (المجانية) في ما سمتها الولايات المتحدة الأمريكية حملة (الحرب على الإرهاب) في العام 2001، فلم نحصد غير السراب!!
واستمر حصاد السراب في تمرير حكومتنا لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان والاعتراف بالدولة الوليدة وسط وعود أمريكية كثيفة بإلغاء العقوبات وتطبيع العلاقات !!
نحن أكثر تفاؤلاً هذه المرة، ليس لأن الوعود هذه المرة (سعودية) وليست (أميركية)، ولكن لأن وقوف السودان في هذا المحور هو الموقف (الطبيعي) الذي ظللنا ندعو له طيلة السنوات الماضية، فما لنا ومال “إيران” ومالنا ومال “الحوثي”!!
انظروا ماذا يقول هذا الهندي المتخلف
والعلاقات ما بين “الخرطوم” و “طهران” في أسوأ حالاتها منذ استلام (الإنقاذ) للسلطة في العام 1989،