داليا الياس

صباح الورد

أفتح عيني كل صباح على صور متتابعة من مختلف الورود يحملها الرفيق (الواتساب) إلى حسابي.. بألوانها المتعددة وأنواعها المتباينة والعبارات الأنيقة التي تصاحبها.. وأظل برغم ذلك الاحتشاد الرقيق أترقب أن يبدأ صباحي بعبارة مقتضبة منك.. تجعل من الورد ممشى لروحي الوالهة، تعبره طوال اليوم وهي تتقافز كطفلة يلفها العيد.

صباح الورد.. وهو يستقي صباحه منك، فلابد أن نداه بعض حنانك.. وزهوه من تفاؤلك.. وشذاه من أنفاسك. ورقته إمتداد لحلمك وتسامحك.

صباح الورد.. يا ورد عمري وزهره البرى.. يا أقحوان الهوى.. وبنفسج الوجد.. وداليا التي كنتها منذ قديم الأزل لأن الله يعلم أنه سيغرسني يوما في هذا الحقل الناضر من الياسمين الفواح باعث الفرح والارتياح.

صباح الورد.. والأحلام الغضة.. والمشاعر الدفاقة.. والعشم الأخضر.. والغد الزاهر.. والمستقبل المشرق.. والود اليانع.. والأحاسيس المورقة.. والأفنان المياسة وهي تتلاقى وتتشابك لترسم لوحة لوصالنا النادر الحميم العامر بالتجرد والتضحيات والإيثار.

صباح الورد.. والأشواق المتواترة التي لا يروي ظمأها لقاء أو مهاتفة.. فتظل على استعار أوارها حين وجودك وغيابك وما بينهما.. وأظل على ذات اللهفة تتفتح ورود حبي كل صباح في انتظار الصباح الذي يليه دون كلل أو ذبول.

فباغتني كل صباح بتحيتك الغضة القانية الحمرة.. باغتني رغم انتظاري وترقبي وإدراكي لاحتمالات وصولها الأكيدة، سأحاول أن أفاجأ برسالتك الصباحية.. لأجتر كل يوم ذات الوجوف، وأبتلع ريقي من لسعة الحب الحادقة.. وأتلمظ طعم حضورك الحلو في ثنايا أيامي التي ما استشعرت حلاوتها إلا بطلتك البهية.

صباح الورد.. وأنت تعيد لي ثقتي في صباحات الدنيا والناس.. وألملم بك ما تبعثر من حسن ظني بفعل الجحود والقسوة والظلم.. لقد جاء صباحك مشرقا صافيا كنواياك.. ولن أخشى على قلبي الصغير من احتمالات غدرك وهبوط ليلك الدامس بغتة.. فأنت ألطف من أن تؤذينى.. وأكبر من أن تنحني أمام نفسك الأمارة بالسوء.. وأنت تعلم أنني انتظرت بزوغ فجرك في حياتي طويلا.. وأدركت معه فقط المعني المضمن لعبارة راتبة وتقليدية لم أدرك أبعادها يوما إلا الآن.. فصباح الورد.. وهي تخرج من إطار العموم ورتابة التداول لتدخل قلب عاشقة من طراز فريد أنهك قلبها ضباب القلق والأرق.

صباح الورد.. والحب.. والرجاء.. والأمل.. والولع.. والاهتمام.. والاحترام.. والكرم.. والأمنيات الطيبات.. والذكريات الحاضرة.. والخاطر المزدحم بالتفاصيل.. والتطلعات الزاهية.. صباحك.

تلويح:

يا وردة بخلت بالأريج!!

تعليق واحد