تضاريس القدر !
التضاريس هي التي تختار قدرك، عندما في زمن الوحوش البشريّة تضعك الجغرافية عند أقدام الجبال، وعلى مشارف الغابات والأدغال. أنت حتمًا على مرمى قدر من حتفك.
في عزلتهم عن العالم، أصبحت لسكّان تلك القرى النائية ملامح واحدة، يدفنون فيها في اليوم ذاته، إثر غارة ليليّة تختفي بعدها من الوجود قرية كاملة.
إنَّه موت، في عبثيّته، مستنسخ من حياتهم الرتيبة، التي يتناولون فيها كلّ يوم وجبة واحدة من الطبق الواحد نفسه لكلّ أفراد العائلة، ويرتادون مقهىً واحدًا، يدخِّن فيه الكبار والصغار السجائر الرديئة نفسها المصنوعة محلِّيًا من العرعار الجبليّ. وعندما يمرضون يذهبون إلى مستوصف (الدشرة)، حيث الطبيب الواحد، والدواء الواحد لكلّ الأمراض.
وكلّ جمعة كانوا يلتقون في المسجد الوحيد ليصلّوا ويتضرّعوا للإله الواحد.
حتّى جاءهم القتلة فأفسدوا عليهم وحدانيّتهم وقتلوهم باسم ربٍّ آخر.
من رواية “عابر سرير”