رجل في الظل
الاختراق الكبير في العلاقات السودانية العربية بعد سنوات من الفتور الشديد.. والتوجس والقطيعة غير المعلنة.. وصد الأبواب العربية في وجه السودان.. هذا الاختراق لم يتحقق بالدبلوماسية التقليدية من خلال منفذ الخارجية وحده.. ولا من خلال نافذة أجهزة المعلومات من مخابرات وأمن ولكنها خطوة مباشرة من الدبلوماسية الرئاسية، وهي النافذة الأولى والأهم في العلاقات مع الدول كحالنا في العالم الثالث.. وبدأت خطوات الاختراق الكبير في مسار العلاقات السودانية العربية من خلال خط سير القاهرة.. الرياض.. أبو ظبي.. الرياض.. الكويت.. وتبعاً لذلك تباعدت الخطى وافترقت الدروب مع خط السير القديم.. طهران دمشق.. ووجدت خطى الرئيس “البشير” في إصلاح العلاقات الخارجية دعماً وتأييداً من كبار المفكرين والكُتاب والمحليين والدبلوماسيين المتقاعدين.. وجاءت أحداث اليمن والحرب التي وجهت من قبل تحالف الدول العربية لإسناد شرعية الرئيس “عبده هادي منصور” وإزاحة الحوثيين الشيعة من السلطة، كخطوة عززت جهود الرئيس “البشير” لإعادة السودان إلى واقعه بعد طول قطيعة.. وفتور وقد شاركت القوات السودانية في عمليات اليمن بما يؤكد أن الخرطوم الآن لاعب مهم جداً في المنطقة.
والاختراق الذي تحقق أسهم فيه مبعوثون شخصيون لـ”البشير” إلى تلك الدول حملوا الرسائل الخاصة في صمت وسرية شديدة وبعيداً عن الأضواء، واعتمد الرئيس على المقربين جداً منه كالفريق “طه عثمان” الوزير ومدير مكتب الرئيس في حمل الرسائل للرؤساء العرب والملوك ووزراء الدواوين الملكية، ومدير مكتب الرئيس الفريق “طه عثمان” شخصية مهمة جداً.. يعمل في صمت بعيداً عن أضواء الإعلام، ولكنه شديد الإخلاص والوفاء للرئيس يمثل اليوم كاتم أسرار القصر.. ولا يبدو الرجل شغوفاً بالسلطة وموقعه الكبير.. ولكن “طه عثمان” مثل “أسامة الباز” مدير مكتب “حسني مبارك” في مصر أيام مجد “مبارك” قبل أن تدير عنه الدنيا وتفقده محاسن نفسه.. فالفريق “طه عثمان” يؤدي واجبه في تواضع وهمة ونشاط وحيوية مما جعله موضع ثقة الرئيس والنائب الأول، وكان قريباً من ملف العلاقات العربية.. وقد سخر البعض من جهود إصلاح العلاقات مع دول المنطقة، ولكن الأيام أثبتت صحة تقديرات القصر.. وها هي العلاقات تصفو بعد كدرها.. وتعود أيام الصفا.. وبذات الهمة والروح والثقة في النفس فإن الخرطوم التي أطفأت وهج اشتعال الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا بمقدورها فعل الكثير في حل الأزمة في ليبيا، وجمع الفصائل المتقاتلة لإخراج طرابلس من مستنقع الانقسام الذي ظلت ترزح فيه منذ سقوط “القذافي”، وفي ذات الوقت يبدو أن الخرطوم بفضل الدبلوماسية الرئاسة أو القصر ودبلوماسية الوزارة قد حافظت على العلاقات مع دولة مهمة مثل قطر.. ظلت تقف إلى جانب السودان في عسره.. ويسره.. وعودة العلاقات إلى طبيعتها وأيام خصوبتها مع السعودية والإمارات ومصر لا يعني بأية حال أن تسوء العلاقة مع دول أخرى.. وحتى إيران فإن السودان لم يبادر في الإساءة إليها.. لكنه صحح خطأ حرب الخليج الأولى.. والعاقل من يستفيد من أخطاء الأمس من أجل حاضر اليوم.
اسمع يا كوز ملعون ابو الصحافة لو كان اشباهك يمثلوها. الجميع بعرف انعدام اي استراتيجية معينة لنظام الكيزان الواطي فهم مع مصالحهم حتي لو كانت هذه المصالح تقودهم للركوع لاسرائيل. ذهبوا في حضن ايران حتي منعت طائرة الرقاص من عبور اجواء المملكة في عملية بليدة قادها المسطول بكري حسن صالح وارجعت طائرته وهو داخلها مدحورا مهزوما. كان ذيل ايران حتي أتته اسرائيل بصواريخها من حيث لا يدري. راجع كلام الابله وزير الدفاع عن كيفية اطفاء الانوار وصلاة العشاء والكهرباء قاطعة. اخيرا استدعاه الملك سلمان وهدده وخيره بين ترك ايران والمشاركة وبين الاطاحة به فخنع وخضع وانكسر كعادته