انطباعات مرشحين: الرموز الانتخابية.. براعة المخيلة الشعبية
يتسع مفهوم الرمز ليشمل الكلمات والعبارات والجمل وسائر الإشارات المعروفة، ويحدد معالم التشابه والمماثلة بينه، والموضوع الذي تشير إليه، ودائماً ما تعبر الرموز عن هوية وحضارة بيئة بعينها.
بجانب إيصال ما يراد تحقيقه من خلال تلك الرموز التي باتت تعكس الواقع السياسي الذي يريده المرشح، في الانتخابات لتكوين صورة ذهنية معينه لدى الناخبين مجسداً في الرمز ما يهدف إلى تنفيذه، ولمعرفة دلالات الرموز وأهميتها لدى المرشحين التقت (اليوم التالي) بعدد من مرشحي الرئاسة في الانتخابات القادمة موضحين ما يلي:
أهمية بالغة
أكد أحمد الرضي (مرشح رئاسة الجمهوريه) أهمية الرمز خاصة في المناطق التي ترتفع فيها نسبة الأمية، فعن طريقها من السهولة بمكان أن يصل المواطن إلى مقصدة دون عناء في البحث عن الاسم، فضلا عن الذين لا يجيدون القراءة. وأضاف قدمت ثلاثة مقترحات من الرموز ذات دلالة ومعانٍ مختلفة، يمكن أن يكون لها الأثر لكبير لدى المواطن، فتم رفض ثلاثتها نسبة لتمليكها لمن سبقوني في السنين الفائتة، لذلك أصبحت بين يدي خيارات المفوضية، فوجدت التلفاز أنسب خيار. وقال: إن الرمز يمكن أن يكون مجالا للسخرية إذا لم يحسن اختياره. وأرجع غياب الحملات الانتخابية لضعف الدعم من الحكومة.
حسب الهواية
من ناحيته، أشار علم الهدى (مرشح رئاسي) إلى أن ما دفعه لاختيار الكرة رمزاً له في الانتخابات القادمة هو بحثه عن ما يعشقه ويهواه الشباب، باعتبار أنهم روح الحاضر وأمل المستقبل، فالكرة – حسب قوله – هي المكون الوحيد الذي يلتف حوله الشباب، بجانب أنها وسيلة تدل على الدبلوماسيىة الشعبية، وجسر للتواصل بين الشعوب، فضلا عن أن علاقتها لا تحتاج إلى ترجمان، لافتاً إلى اهتمام المرأة بالرياضة في الآونة الأخيرة. وأضاف أن الرمز قد يكون سبباً في فشل المرشح إذا اكتنفه الغموض، لذا لابد أن يعرف الرمز نفسه دون شرح لأن المرشح ليس بوسعه أن يكون موجوداً في كل مكان، للكشف عن دلالات ومعاني ما يشير إليه. وقال: يعتمد الرمز في التعريف ببرنامجه الانتخابي الذي جسده في تلك الكرة الدائرة عن طريق وسائل الاتصال المختلفة التي – في ظنه – وجدت انتشاراً واسعاً داخل وخارج القطر، لافتاً إلى اختصارها للكثير من المشاوير في الوصول إلى المواطن.
اختيارات مختلفة
وقال عبدالجبار عبد المحمود (مرشح للرئاسة) إنه تقدم برمز المصباح الذي وصفه بالمضيئ والمشع، مقتبساً ذلك من القرآن الكريم لقوله تعالى (المصباح في زجاجة). وأوضح أن ما يريد إيصاله للمواطنين من خلال الرمز أن المصباح يدل على النور الذي يجلي الظلمات، بجانب أنه يدل على الطاقة التي هي عمود التنمية، وقال ضاحكاً: لكن المصباح لم يضئ بعد أن تم اعتماده في المفوضية، مشيراً إلى استبداله بآخر مظلم، لافتاً إلى أهمية اختيار الرمز باعتبار أنه يلازم صاحبه طوال حياته. وأردف: ليس من العقل أن يختار مرشحاً رموز تدل على الهلاك أو غيرها من الصفات المذمومة كـ (العقرب والماسورة). وأضاف أن المجتمع يحتوي على طبقات تختلف عندها المفاهيم من شخص لآخر ومن بيئة إلى بيئة أخرى، مما يحتم على المرشح اختيار الرمز المناسب الذي يساعده في الوصول إلى ما يصبو إليه.
انطباعات الناخبين
ومن جانبه، أوضح د. حمد عمر حاوي (أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري) أن من حق المرشح اختيار الرمز الذي يعبر عن أفكاره التي يريد من خلالها الحصول على أصوات الناخبين. وأضاف أن أهمية الرمز تكمن في أنه قادر على اختزال وتجسيد كل البرنامج الانتخابي للمرشح. وأضاف أن اختيار الرمز قد يكون مربوطاً بوجود الناخبين في المنطقة المعينة، مشيراً إلى أن الشعار والرمز وجهان لعملة واحدة. ولفتت تهاني هاشم خليل (المحاضر بقسم علم النفس بجامعة الخرطوم) إلى الفروق الفردية لدى الناخبين. وأضافت: قد تكون للرمز دلالات عدة، وإذا لم يتم توضيحه، وقد يؤدي إلى انطباع سلبي لدى بعض المواطنين، بجانب تأثيره على المرشح إذا رضخ لبعض الضغوط في اختيار الرمز مما يفقده الإحساس بأنه قائد يريد قيادة شعب بأكمله، بجانب كسر ثقة المواطن في شخص لا يملك زمام أمره في أبسط الأمور.
اليوم التالي