العربة !!
*صحفي خريج إعلام سألني سؤالاً لا يجب أن يُوجه إلى مثلي..
*فلست أنا في مقام الأستاذية الذي يسمح لي بإسداء نصح مهني..
*وتحت ضغط إصراره أجبت وأنا أغمغم (أمري لله)..
*فقد سألني عما يجب عليه فعله كي يكون كاتباً ناجحاً..
*فقلت له إن النجاح هنا ذو شقين ..
*فهو من وجهة نظر أمثال العبيد المروح أن تبالغ في الحذر إلى حد أن تكون (باهتاً!)..
*أي أن تكون كلماتك لا طعم لها ولا لون ولا رائحة..
*ثم لا يتكبد عنت قراءتها سوى (المصحح!)..
*فإن فعلت فأنت ناجح جداً بمقاييس مجلس (العبيد) للصحافة والمطبوعات..
*حتى وإن لم يكن لك قراء وقل (تقييمك) – من ثم – من قِبَل الناشرين..
*ويمكنك أن تفوز – في الحالة هذه – بجوائز صحفية من تلقائهم..
*ولكنك لن تفوز – قطعاً – بقلوب القراء..
*وأذكر أن زميلاً صحفياً أبدى لي رغبته يوماً في التحول إلى الصحافة الرياضية..
*قال إنها بـ(تؤكل عيش) أفضل من نظيرتها السياسية في زماننا هذا..
*فاستشرنا صديقاً مشتركاً ذا صيت في مجال الصحافة الرياضية..
*وبعد أن استمع لرغبة زميلي هذا لخص له رأيه في عبارة حادة وقاطعة وواضحة..
*قال له إن أتيت إلينا وسمعت من يقول لك (أنت موضوعي) فاعلم أنك فاشل..
*فجماهير الرياضة لا تحب (التمليس!) سواء على المستطيل الأخضر أو الصفحات البيضاء..
*وكذلك القراء يمقتون بشدة (المليس) هذا في مجال السياسة..
*لا بد أن تقول رأيك بوضوح : إما أبيض أو أسود..
*وهذا هو مفتاح الشق الثاني من النجاح..
*هكذا قلت لسائلي الشاب الذي أصر على أن يسمع رأيي رغم تحذيري له..
*ثم إلى جانب الوضوح هذا لا بد من التحلي بقدر أقصى من الصدق..
*الصدق مع الله والنفس والقراء..
*أي أن تكتب ما أنت مؤمن به حتى وإن أغضب آخرين..
*وحين يكون الكاتب ذا مبادئ فإنه لا يمكن أن يعرض قلمه في (سوق النخاسة!)..
*قل ما ترى إنه يرضى الله – ونفسك – ولا تبالي..
*ثم ختمت نصائحي له بأن يتجنب القوالب الجامدة في الكتابة..
*حتى وإن كان قد درسها (أكاديمياً !) في الجامعات..
*فهنالك (أساتذة) إعلام – دعك من الخريجين – نرى كيف هو باهتٌ أداؤهم الصحفي..
*ولو لم يتمرد ستيفن سبيلبرج على قوالب الإخراج الجامدة لما صار المخرج الأشهر الآن عالمياً..
*وكان أول تمرد له عبر فيلم (العربة) الشهير..
*فابدأ بـ(عربتك)- يا ابني- على بركة الله !!